«داعش» في الصومال.. بونتلاند تقض مضاجعه وتنشد الدعم

هجومٌ لأسابيع تتوجه قوات الأمن في ولاية بونتلاند الصومالية، بضربة قوية لتنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال مسؤولون ومراسلون من رويترز إن قوات من منطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في الصومال انتزعت مساحات شاسعة من الأراضي من تنظيم "داعش"، خلال هجوم استمر أسابيع.
والأسبوع الماضي، تعرض التنظيم الإرهابي لأول ضربات جوية أمريكية في الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب.
وقبل توجيه تلك الضربات رأى مراسلو رويترز، الذين سمُح لهم بالوصول إلى قرية بالي ديدين التي سيطر عليها "داعش" لعشر سنوات، قوات الأمن التابعة لولاية بونتلاند تقوم بدوريات، وسكانا يتجولون بالقرب من شاحنات للجيش دُمرت في المعارك الأخيرة.
وتقع قرية بالي ديدين، وسط جبال جوليس الشمالية التي تعد معقل "داعش" في الصومال، وكانت أيضا هدفا للضربات الأمريكية.
وأفاد سكان محليون بأن قوات الأمن سيطرت على مناطق أخرى.
وكان العديد من سكان القرية فروا هربا من سطوة الإرهابيين، ولا سيما بعد أن قتلوا مفوض المنطقة عام 2021. ونزحوا إلى قرى مجاورة ومدينة بوصاصو الساحلية.
بعد عودتها إلى القرية، قالت إحدى نساء القرية "كان هناك الكثير من الخوف. تعرضنا للتهديد. رغم أننا أمهات وبقينا داخل بيوتنا، دفع الخوف الناس إلى الفرار".
نداء للدعم
ومنذ سنوات، ينفذ الجيش الأمريكي ضربات جوية دورية ضد التنظيم، كما ساعد في تدريب قوات الأمن في بونتلاند.
وفي تصريح لرويترز، قال محمود عيديد وزير الإعلام في بونتلاند، إن قوات الأمن في المنطقة سيطرت على 250 كيلومترا مربعا، بما في ذلك 50 قاعدة، من التنظيم، منذ 31 ديسمبر/كانون الأول، في أكبر هجوم على التنظيم منذ سنوات.
وأضاف "أنها حرب عالمية ضد الإرهاب. ونطلب من المجتمع الدولي تزويدنا بالخبراء والمعدات وأجهزة مكافحة الألغام ومعدات مكافحة الطائرات المسيرة التي يمكنها التشويش على طائرات الإرهابيين المسيرة. إنها حرب صعبة".
وأمس الخميس، ذكر المتحدث العسكري في بونتلاند لرويترز، أن قوات الأمن قتلت 85 على الأقل من مسلحي "داعش" في معارك خلال اليومين الماضيين، فيما قتل أيضا 17 جنديا.
من جهته، رأى مات برايدن، وهو محلل للشؤون الصومالية ومؤسس مشارك لمركز أبحاث ساهان، أن "إدارة ترامب، قد تتطلع إلى تعزيز التعاون الأمني المباشر مع السلطات المحلية مثل بونتلاند لمحاربة داعش والشباب".
ومقديشو تعلق
من جانبه، أكد وزير الإعلام داود عويس، أن الحكومة الاتحادية تقدر دعم الشركاء الدوليين و"تحافظ على الالتزامات الأمنية القائمة مع الأطراف المعنية، بما في ذلك بونتلاند، لضمان كفاءة عمليات مكافحة الإرهاب".
وأكد أن "تعزيز المؤسسات الاتحادية في الصومال وضمان استراتيجية وطنية متماسكة لهما أهمية بالغة لاستدامة الأمن والاستقرار".
كم عدد عناصر داعش في الصومال؟
وفق رويترز، يبلغ قوام التنظيم في الصومال ما يقدر بنحو 700 إلى 1500 مسلح في جبال بونتلاند.
وهو عدد أصغر بكثير من عدد أعضاء حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة التي تسيطر على أجزاء كبيرة من جنوب ووسط البلاد.
لكن محللين يقولون إن فرع "داعش" بالصومال أصبح له أهمية متزايدة في التنظيم المتشدد عالميا في السنوات القليلة الماضية.
ويقول مسؤولون ومحللون إن التنظيم تلقى دعما من تدفق مقاتلين أجانب من الشرق الأوسط ودول أفريقية أخرى وإيرادات مكتسبة من ابتزاز الشركات المحلية.
والعام الماضي، نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أمريكيين، أن عبدالقادر مؤمن الذي يقود "داعش" في الصومال أصبح زعيما عالميا للتنظيم، وهو ما لم يؤكده أو ينفه الأخير.
aXA6IDMuMTIuMTY0LjIxIA== جزيرة ام اند امز