«داعش سوريا» يخضب 2023 بهجمات الدم.. ماذا يعني؟
بينما يلملم عام 2023 صفحاته الأخيرة، لا يزال تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي أعلن التحالف الدولي هزيمته في 2019، ينفذ هجمات، تزداد وتيرتها يومًا تلو آخر.
تلك الهجمات خضبت عام 2023، فجعلت منه عام ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية، التي حصدت أرواح نحو 700 من المدنيين والعسكريين، وفقًا لإحصائية نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد فيها أن التنظيم الإرهابي خسر -كذلك- 82 من عناصره وقياداته بعمليات مضادة.
وبحسب إحصائية للمرصد السوري، اطلعت «العين الإخبارية»، على نسخة منها، فإن «داعش» نفذ 336 عملية في مناطق متفرقة بسوريا، مشيرًا إلى أنه لا يكاد يمر يوم دون تفجير أو كمين أو استهداف أو هجوم خاطف.
تتركز هذه العمليات بمجملها في مثلث حلب-حماة-الرقة وبادية حمص الشرقية وبادية الرقة، بالإضافة إلى بادية دير الزور، بحسب المرصد السوري، الذي قال إن هذه العمليات، تقابل بحملات أمنية دورية تنفذها قوات النظام السوري في عمق البادية.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تصعيدًا كبيرًا لتنظيم «داعش» خلال العام 2023 يفوق تصعيد عام 2022، مشيرًا إلى أن تلك العمليات أسفرت عن مقتل 167 مواطناً بينهم امرأة بهجمات التنظيم في البادية.
إلا أن الهجمات المضادة حصدت أرواح 46 إرهابيًا من داعش، في مناطق متفرقة من بادية حمص والسويداء وحماة والرقة ودير الزور وحلب، كانوا يتوارون فيها، بحسب المرصد السوري.
وتوزعت العمليات على النحو الآتي:
- 58 عملية في بادية حمص، أسفرت عن 156 قتيلا؛ بينهم 89 مدنيًا، و21 من التنظيم الإرهابي، فيما الباقي من العسكريين.
- 17 عملية في بادية الرقة، أسفرت عن 42 قتيلا من العسكريين، و3 قتلى من التنظيم و3 مدنيين.
- 73 عملية في بادية دير الزور، أسفرت عن مقتل 168 عسكريًا، و15 من التنظيم، و19 من المدنيين.
- 18 عملية في بادية حماة أسفرت عن مقتل 53 مدنيًا و37 عسكريًا، و7 من التنظيم.
- 4 عمليات في بادية حلب، أسفرت عن مقتل 5 من العسكريين بينهم عنصران للفرقة 25، و3 مدنيين.
- عملية واحدة في بادية السويداء أسفرت عن مقتل 3 من العسكريين.
وجاء التوزيع الشهري للخسائر البشرية خلال العام 2023 على النحو التالي:
- يناير/كانون الثاني: 15 عملية، أدت إلى مقتل 21 من العسكريين، ومدني واحد، و4 من التنظيم.
- فبراير/شباط: 17 عملية، أدت إلى مقتل 27 عسكريًا، و80 من المدنيين بينهم سيدة.
- مارس/آذار: 20 عملية، أدت إلى مقتل 45 عسكريًا، و27 من المدنيين، و7 من التنظيم.
- أبريل/نيسان: 23 عملية، أدت إلى مقتل 46 عسكريا، و38 من المدنيين، و3 من التنظيم.
- مايو/أيار: 10 عمليات، أدت إلى مقتل 25 عسكريا، و2 من المدنيين، و2 من التنظيم.
- يونيو/حزيران: 8 عمليات، أدت إلى مقتل 10 عسكريين، و6 من المدنيين، و2 من التنظيم.
- يوليو/تموز: 9 عمليات، أدت إلى مقتل 13 عسكريا، ومدني واحد، و2 من التنظيم.
- أغسطس/آب: 10 عمليات، أدت إلى مقتل 62 عسكريا، و2 من المدنيين، و7 من التنظيم.
- سبتمبر/أيلول: 7 عمليات، أدت إلى مقتل 20 عسكريا، و3 من المدنيين، و2 من التنظيم.
- أكتوبر/تشرين الأول: 12 عملية، أدت إلى مقتل 18 عسكريا، و4 من المدنيين، و2 من التنظيم.
- نوفمبر/تشرين الثاني: 20 عملية، أدت إلى مقتل 77 عسكريا، ومدني واحد، و13 من التنظيم.
- ديسمبر/كانون الأول: 20 عملية، أدت إلى مقتل 47 عسكريا، و2 من المدنيين، و2 من التنظيم.
ماذا تعني الهجمات؟
يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تنظيم «داعش» يواصل توجيه الرسائل بأنه لا يزال يملك القوة الكافية لمجابهة الجيش السوري، مشيرًا إلى أنه هذه الرسائل تتمثل في عمليات مكثفة في مناطق متفرقة من البادية السورية، حيث لا يزال التنظيم ينتشر على نحو 4000 كلم مربع انطلاقاً من منطقة جبل أبو رجمين في شمال شرق تدمر وصولاً إلى بادية دير الزور وريفها الغربي، بالإضافة لتواجده في بادية السخنة وفي شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء.
وتكمن قوة التنظيم من خلال العمليات المتصاعدة التي ينفذها ضمن مناطق نفوذ قوات الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية، محاولا استغلال كل فرصة سانحة لإثارة الفوضى وتنفيذ عملياته ليرسل عبرها رسالة صريحة مفادها أن التنظيم سيظل باقياً، بحسب المرصد السوري.
هل من حلول؟
تقول القيادة المركزية الأمريكية، في بيان صادر عنها، إنها نفذت خلال نوفمبر/تشرين الثاني جنبًا إلى جنب مع قوات التحالف والشركاء الآخرين، ما مجموعه 40 عملية لهزيمة تنظيم داعش، مما أدى إلى مقتل 4 من عناصر داعش واعتقال 33 آخرين.
وبحسب بيان القيادة المركزية، فإن هذه العمليات تسلط الضوء على التزام القيادة المركزية الأمريكية الدائم بالهزيمة الدائمة لداعش والحاجة المستمرة لجهود عسكرية مستهدفة لمنع أعضاء داعش من شن المزيد من الهجمات. ومن بين الخلايا التي تم تعطيلها بسبب هذه العمليات، خلية مسؤولة عن التخطيط لهجمات ضد سجون في سوريا لتحرير سجناء داعش المحتجزين هناك، وخلية أخرى بها حزام ناسف.
وقال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية: «حتى في خضم التحديات المعقدة داخل المنطقة، تظل القيادة المركزية الأمريكية صامدة تجاه المنطقة والهزيمة المستمرة لتنظيم داعش».
وكان التنظيم الإرهابي، أعلن تأسيس «دولته المزعومة» في يونيو/حزيران عام 2014 بعد سيطرته على مساحة تفوق 240 ألف كيلومتر مربع تمتد بين سوريا والعراق، لكنه مُني بهزيمة أولى في العراق عام 2017 أمام القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي، ثم أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيا وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، في 23 مارس/آذار 2019 هزيمته إثر معارك استمرت بضعة أشهر.