خبراء: 4 أزمات تواجه "داعش" على رأسها خليفة البغدادي
المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية عقد حلقة نقاشية موسعة حول "مستقبل التنظيمات الإرهابية على ضوء مقتل البغدادي".
أجمع خبراء وباحثون على أن مقتل أبوبكر البغدادي زعيم داعش سيؤثر سلبا على تمدد التنظيم الإرهابي، وربما يؤدى إلى نهايته تدريجيا جراء تصاعد الخلافات الداخلية ونجاح الضربات العسكرية الموجهة إليه دوليا.
وعقد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، الأحد، حلقة نقاشية موسعة حول "مستقبل التنظيمات الإرهابية بعد مقتل أبوبكر البغدادي"، بحضور خبراء ومتخصصين في شؤون الحركات المتطرفة والإرهابية.
وقال العميد خالد عكاشة، مدير المركز، إن ملف الإرهاب والتنظيمات المسلحة تعد من أبرز القضايا التي يعملون عليها باعتبارها أبرز التحديات التي تواجه المنطقة العربية.
وأوضح عكاشة في تصريح لـ"العين الإخبارية" على هامش الجلسة، أن مقتل "البغدادي" يمثل نقطة فارقة في خريطة التنظيمات الإرهابية المسلحة في المنطقة العربية والعالم.
وتابع أن التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها "داعش" والقاعدة، تقدم أنفسها للعالم باعتبارها تنظيمات عابرة للحدود وليست تنظيمات محلية، لافتاً إلى أن تفسير مقتل البغدادي وتأثيره على خريطة التنظيمات المسلحة يجب أن يكون من رؤية أكبر من تواجدها في المنطقة العربية ويشمل العالم أجمع.
وأوضح أن هذه القضية شديدة الأهمية وكان لا بد من بحث عدد من المحاور التي تغطي كافة أوجه تطورات الإرهاب في المنطقة العربية وهي مقتل البغدادي وتداعياته على تنظيم داعش وخريطة التنظيمات الإرهابية.
سيناريوهات متعددة وانهيار جزئي
وقالت الدكتورة دلال محمود، مديرة برنامج الأمن وقضايا الدفاع بالمركز، إن عام 2011 شهد مرحلة جديدة من تطور الإرهاب كما صاحبه العديد من التغيرات السياسية الكبرى التي مر بها الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
وأوضحت أنه في الفترة من 2001 إلى 2018 زاد عدد التنظيمات الإرهابية لتصل إلى 67 تنظيماً وتصل في بعض التقديرات إلى 100 تنظيم، بينها ما هو عابر للقارات ومحلي، مشيرة إلى أن التقديرات الدولية تقدر عدد المنتمين لهذه التنظيمات بنحو 230 ألف تكفيري.
وأوضحت "محمود" خلال كلمتها أنه منذ عام 2002 وقع ما يقرب من 33 ألف عملية إرهابية في منطقة الشرق الأوسط، نتج عنها وفاة حوالي 90 ألف شخص.
وفي تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" على هامش الندوة، قالت إن سيناريوهات ما بعد مقتل البغدادي متعددة فربما يؤدي ذلك إلى تراجع العمليات وانهيار التنظيم بشكل جزئي، أو قد يتخذ فترة من الخمول يعود بعدها لممارسة نشاطه بطريقة مختلفة وفق آليات جديدة.
وأشارت إلى أن "داعش" تميز على التنظيمات الإرهابية الأخرى بقدرته على التمحور من أجل البقاء، ولديه قدر من المرونة التي تجعله يتوافق جزئيا مع الأوضاع الراهنة.
وقالت مديرة برنامج الأمن وقضايا الدفاع إن مقتل البغدادي لن يؤدي إلى نهاية التنظيم لأسباب كثيرة أهمها قدرته على التمحور، واعتماده بشكل كامل على الذئاب المنفردة التي لا تعتمد في عملها على زعيم ولكن تعمل وفق أيديولوجيا موحدة.
4 أزمات أساسية تواجه داعش
ومن جانبه قال الباحث أحمد كامل البحيري، المتخصص بالحركات الإرهابية بمركز الأهرام للدراسات، إن تنظيم داعش يمر بأربع أزمات الآن ومستقبلا، أولها: أزمة الخلافة، والمقر، وأزمة الأفرع، فضلا عن أزمة المقاتلين، مشيراً إلى أن كل نقطة من هذه النقاط تحدد مسار داعش ومستقبله.
وأوضح أن أزمة الخلافة أجيب عنها بالغموض فلا نعلم من هو أبوإبراهيم القرشي، والتنظيمات المتطرفة العنيفة ترتبط كثيرا بالزعامة، وحسب قدرة القيادة يتحدد نشاط التنظيم وترابطه.
وأوضح البحيري أن حالة تنظيم داعش حاليا قريبة من تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن، مشيراً إلى أن أيمن الظواهري لم يستطع ملء فراغ بن لادن فحدثت انقسامات داخل التنظيم.
وتابع أنه من غير المستغرب أن تنظيمين فقط أعلنا الولاية للقرشي، وهما ولاية سيناء والبغال، ولم يعلن أي تنظيم أو فرع آخر لداعش البيعة للخليفة، فهي حالة من الجدل قد تكون شبيهة لحالة التي حدثت في أنصار بيت المقدس وانشقاق هشام عشماوي عنه وتأسيس تنظيم المرابطون في المنطقة الغربية، وذلك لرفض البيعة لشخص مجهول.
صراع داعش والقاعدة
ومن جانبه أكد مساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية السيد علي بكر، أن منطقة الساحل والصحراء هي المنطقة الوحيدة التي يتشارك فيها تنظيما داعش والقاعدة، لافتاً إلى أنها منطقة حيوية للقاعدة وهو ما أدى إلى ارتفاع الإرهاب في تلك المنطقة.
وقال إن المنطقة شهدت انتشارا إرهابيا غير تقليدي، وتتميز بتعدد أشكال الإرهاب، كما توحدت فيها أنماط الإرهاب القبلي أو العرقي والمتمثل في حركة تحرير باسينا وجماعة أنصار الإسلام في بوريكا فاسو.
وأشار إلى أنها تنظيمات عرقية ولا تقبل بين أطيافها أي عرقية أخرى مثل الباسينا التي لا تقبل إلا عرقية الفولان، وهي تسعى إلى تحقيق أهداف عرقية وسياسية مثل إعادة إمبراطوريات قديمة أو استعادة الحقوق لبعض الأقليات، ولكن تحت شعارات جديدة، فأخذت الصراعات العرقية صبغة دينية وشعارات متطرفة.
واعتبر أن تنظيم القاعدة هو الرأس الكبير في الساحل والصحراء ويتميز بتعدد مجموعاته الإرهابية، خاصة بعد أن خلق مظلة تنظيمية جمعت بين عناصر القاعدة وعناصر قبلية وهي جماعة "نصرة الإسلام" التي أعلن عنها في مارس/آذار 2019.
وأضاف أن تلك الجماعة خلقت لتنظيم القاعدة القدرة على توجيه الضربات في تشاد ومالي وبوركينا، فالتقارير تشير إلى أن القاعدة أصبحت أخطر من داعش.
ومن جانبه أكد الدكتور سليم الدليمي، الباحث في الشؤون الإيرانية والخليجية، أن الجماعات الأجنبية والمحلية في العراق سواء كانت قادمة من دول بعيدة أو قريبة كان لها تأثير كبير على الوضع في بغداد.
وذكر أن تنظيم داعش في العراق يعتمد استراتيجية الكر والفر.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg جزيرة ام اند امز