غوتيريش يستشهد بـ"القرآن".. ويشيد بـوثيقة "الأخوة الإنسانية"
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى استئصال "سموم" التحيز ضد المسلمين، مشيدا بـ"الأخوة الإنسانية".
جاء ذلك خلال فعالية للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة رهاب الإسلام، استضافتها الأمم المتحدة في نيويورك، أمس الجمعة.
وتقدم غوتيريش، خلال فعالية خاصة رفيعة المستوى للاحتفاء بذاك اليوم في نيويورك، بالشكر لكل من باكستان ومنظمة التعاون الإسلامي لتركيز الانتباه – والدعوة للعمل – على استئصال آفة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا).
وقال الأمين العام للأمم المتحدة خلال كلمته بتلك الفعالية: "يعكس ما يقرب من 2 مليار مسلم في العالم الإنسانية بكل تنوعها الرائع. إنهم يأتون من جميع أنحاء العالم. إنهم عرب وأفارقة وأوروبيون وأمريكيون وآسيويون. لكنهم غالبًا ما يواجهون التعصب والتحيز ليس لأي سبب آخر سوى معتقدهم."
وأشار إلى أن الكراهية ضد المسلمين تتخذ عدة أشكال، "فهناك التمييز الهيكلي والمؤسسي، الذي يتجلى في الاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي، وسياسات الهجرة التمييزية، والمراقبة غير المبررة والتنميط. إنها تتجلى في الوصم الكامل للمجتمعات المسلمة."
"إعلام متحيز"
الأمين العام قال أيضا إن ما يدعم ذلك هو التقديم الإعلامي المتحيز والخطاب والسياسات المعادية للمسلمين التي ينتهجها بعض القادة السياسيين، مشيرا إلى أنه بعيدا عن رهاب الإسلام، "يعاني المسلمون هجمات شخصية، وخطاب بغيض وقوالب نمطية. وقد لا تنعكس العديد من أعمال التعصب في الإحصاءات الرسمية، لكنها تحط من كرامة الناس وإنسانيتنا المشتركة."
وأشار إلى أن "الروابط بين الكراهية ضد المسلمين وانعدام المساواة بين الجنسين لا تخطئها العين. نرى بعض من أسوأ الآثار في التمييز ضد المسلمات بسبب جنسهن وعرقهن ومعتقدهن."
وتابع: "الكراهية المتزايدة التي يواجهها المسلمون ليست تطورا منعزلا. إنه جزء لا يرحم من عودة ظهور القومية العرقية، وأيديولوجيات التعصب الأبيض للنازيين الجدد، والعنف الذي يستهدف الفئات السكانية الضعيفة بما في ذلك المسلمين واليهود وبعض الأقليات المسيحية وغيرهم."
وأكد أن "التعصب يضعفنا جميعا. ومن واجبنا جميعا الوقوف ضده.. لا يجب أبدا أن نكون متفرجين على التعصب الأعمى. يجب أن نعزز دفاعاتنا. وهذا يعني الدفع بسياسات تحترم حقوق الإنسان احتراما كاملا وتحمي هوياتنا الدينية الثقافية، لاسيما للأقليات."
وشدد على ضرورة الاعتراف بـ"التنوع بأنه ليس تهديدا، لكن كثراء لمجتمعاتنا.. ويعني ذلك تكثيف الاستثمارات السياسية الثقافية والاقتصادية في التماسك الاجتماعي."
وقال: "لقد أطلقنا اسراتتيجية الأمم المتحدة وخطة عملها بشأن خطاب الكراهية لتقديم إطار عمل لدعنا للدول الأعضاء للتصدي لهذه الآفة، مع احترام حرية التعبير والرأي."
واعتبر أن إعلان "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش معًا" - الذي شارك في صياغته البابا فرنسيس وإمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب، نموذج للرحمة والتضامن الإنساني.
وقال: "تفصلنا أيام عن بداية شهر رمضان. ومنذ أكثر من ألف عام، ورسالة السلام والتعاطف والتراحم التي جاء بها الإسلام تشكل إلهاما للناس حول العام. وكلمة إسلام ذاتها مشتقة من الجذر نفسه لكلمة سلام".
وتابع "عندما كنت أشغل منصب مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رأيت سخاء الدول الإسلامية التي فتحت أبوابها أمام الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم".
ومضى قائلا "في حين أغلقت أخرى حدودها. رأيت تجليا معاصرا لما جاء به القرآن الكريم في سورة التوبة: "وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ".
وأردف: "فهذه الحماية يجب أن تكفل للمؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء، مرة ثانية، كما جاء بالقرآن الكريم. هذا تعبير مبهر عن مبدأ حماية اللاجئين قبل قرون من إبرام اتفاقية عام 1951 للاجئين".