شاب شجاع حطّم أسطورة «جن البحر».. كيف دخل الإسلام إلى المالديف؟
ينعم سكان المالديف الساحرة بالإسلام منذ أكثر من 870 عاماً، عندما أدخل رحالة مغربي الدين الإسلامي إلى تلك الدولة التي تفوق الألف جزيرة.
قد يجهل كثيرون أن سكان جزر المالديف، وعددهم لا يتخطى نصف مليون نسمة، مسلمون باعتبار أن الانتماء إلى الإسلام شرط للحصول على جنسية المالديف.
كيف دخل الإسلام إلى المالديف؟
يرجع الفضل في دخول الدين الإسلامي لجزر المالديف إلى البحّار المغربي أبوالبركات البربري (الأمازيغي)، وهو رحالة مسلم حافظ لكتاب الله نجح في نشر الدعوة الإسلامية في جنوب قارة آسيا، تحديدا بهذه الجزر الخلابة.
ويحكي الرحالة المشهور ابن بطوطة، في كتابه "تحفة النُظّار في عجائب الأمصار وغرائب الآثار"، أن البربري كان يبحر بسفينته في المحيط الهندي عندما تحطّمت قبالة شواطئ إحدى جزر المالديف عام 548 هجريا (1153 ميلاديا)، لتقذفه الأمواج إلى الشاطئ مصابا منهكا.
منح القدر البحار الشاب فرصة أخرى للحياة، إذ التقطه أحد الصيادين هناك وعالجه واعتنى به وتركه يمكث معه وقتا ليس بقصير، نجح خلاله في تعلّم لغة السكان الأصليين الذين يعبدون الأصنام وقتها.
وذات يوم رأى أبوالبركات الصياد وزوجته يبكيان بحرقة، وعلم منهما أن القرعة وقعت على ابنتهما الشابة لتقديمها قربانا لوحش الجزيرة أو "جن البحر" كما يعتقدون.
في ذلك الوقت، كان سكان المالديف يقدمون شهرياً فتاة جميلة بِكراً للوحش، إذ يأتي الأخير من ناحية البحر في صورة مركب مملوء بالقناديل ويأخذها، مقابل أن يسلم سكان الجزيرة طوال الشهر من بطش ما يعتقدون أنه "الشيطان" الذي يهدد حياتهم.
وحين عرف أبوالبركات هذه القصة الغريبة قرر أن يذهب هو بدلاً من الفتاة، وبالفعل قام فتوضأ ودخل إلى بيت الأصنام وبدأ يتلو القرآن الكريم حتى الصباح، فلم يصب بأذى وسط دهشة سكان المالديف.
وأعاد الشاب الصالح الكرة ثلاثة ليالٍ دون أي أثر للوحش، فأخذه السكان لملكهم وكان يدعى "شنورازا "أو "ماها كلامنجا" فعجب منه، وعندما عرض عليه المغربي الإسلام قال له الملك: "أقم عندنا إلى الشهر الآخر، فإن فعلت كذلك ونجوت من العفريت أسلمتُ".
وتكرر الأمر ثلاثة أشهر دون أن يظهر "الشيطان" نهائياً؛ ليتخلص السكان منه للأبد ومعه يعتنقون الدين الإسلامي، إذ نفذ الملك كلمته وأسلم هو وقومه جميعاً وحطموا الأصنام وهدموا بيوتها.
ووفقاً لما روي في كتاب ابن بطوطة، فإن هذه القصة المثيرة، التي يصفها البعض بـ"الأسطورية"، منقوشة على لوحة جدارية بجانب الجامع الكبير في "ماليه"، عاصمة المالديف.
طقوس أهل المالديف في رمضان
يطلق سكان جزر المالديف، وعددهم نحو 400000 مسلم سني، على شهر رمضان اسم "روردا ماس" Rorda Mas، ويشتهر بالعديد من العادات والتقاليد المميزة أبرزها:
1- تنظيف وتعطير المنازل
يستقبل سكان المالديف رمضان، الذي يمثل احتفالاً دينياً ضخماً لمدة 30 يوماً، بتنفيذ أعمال تجديد وإصلاح وتنظيف لمنازلهم؛ لتكون في أفضل صورة لاستقبال الأهل والأصدقاء على موائد الإفطار خلال الشهر المبارك.
2- وليمة أخيرة قبل شهر رمضان
اعتاد سكان المالديف دعوة أقاربهم وأصدقائهم على وليمة جماعية أخيرة قبل شهر رمضان، تعرف باسم "ماهافن" maahefun وتعني "الوليمة الكبرى".
3- إضاءة مصابيح المساجد وتعليق الزينة
من بين المظاهر الاحتفالية الشهيرة بقدوم شهر رمضان في المالديف هي إضاءة مصابيح المساجد وتعليق الزينة.
4- السهر على الشواطئ حتى صلاة الفجر
اعتاد سكان المالديف الاحتفال بإعلان قدوم رمضان من خلال التجمعات العائلية على الشواطئ حتى موعد صلاة الفجر.
5- تبادل الأطعمة بين الجيران
من بين العادات والتقاليد الرمضانية المحببة في جزر المالديف تبادل الجيران تقديم أطعمة ومأكولات معدة لمائدة الإفطار بين بعضهم البعض.
6- الأطعمة الشعبية على مائدة الإفطار
تتضمن موائد الإفطار في المالديف مجموعة من الأطعمة الشعبية الشهيرة، ومعظمها من المأكولات البحرية معدة من الأسماك وخاصة التونة والباراكودا، مثل: طبق كرات السمك، فطائر الباجياو، فطائر الماسروشي، حساء الأسماك، وحساء الجاروديا.
ومن بين الحلويات الرمضانية المفضلة في المالديف كعكة الفونيبواكا والتي غالبا ما يتم تناولها أيضا على السحور في المالديف.
aXA6IDMuMTQyLjE3MS4xMDAg
جزيرة ام اند امز