الشؤون الإسلامية الإماراتية تحيي ذكرى الهجرة النبوية الشريفة
الهجرة النبوية العطرة مناسبة تتجدد وأحاسيس تتوقد ومشاعر وجدانية تتدفق في صحبة خير البشر سيدنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام
أحيت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات، ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، على مسرح كاسر الأمواج في أبوظبي، حضرها نخبة من العلماء والضيوف من الأزهر الشريف والمدراء التنفيذيين ومدراء الإدارات في الهيئة .
وألقى عمر حبتور الدرعي، مدير إدارة المركز الرسمي للإفتاء، كلمة الهيئة، رفع في مستهلها أصدق التهاني بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وإلى شعب دولة الإمارات وجميع الشعوب العربية والإسلامية والعالم.
وقال إن "الهجرة النبوية العطرة مناسبة تتجدد، وأحاسيس تتوقد، ومشاعر وجدانية تتدفق في صحبة خير البشر سيدنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام، هذه الذكرى التي ارتبط بها المسلمون تأريخا وقيما، ومعنى ومغزى. إنها رحلة بين حنين وحب، وأمل وعمل، وإيمان وتفاؤل، وبناء وكمال، شعارها: من صدق إلى صدق، ومن حسن إلى أحسن، ومن حب إلى حب".
وأضاف "إذا كانت الهجرة تعني فراق المألوف والتخلي عنه، فليست كلها من أجل الانتقال من مكان إلى مكان، بل إن من أبرز صور الهجرة الانتقال بالحال إلى ما فيه الأحسن للإنسان والزمن والوطن، وفق معطى القانون والنظام، ومقتضى المواطنة الحقة، وقيم الخير والمعروف والبر؛ فالهجرة في عمق مدلولها تعني الهجرة إلى العلم، والعطاء الحضاري، والعمران، وترسيخ المحبة والسلام؛ ألوان من الهجرة مهمة لا تتوقف على مجرد النقلة، بل الغاية فيها والمراد العمل ثم العمل ثم العمل لكل ما يحقق الأفضل".
وأوضح أنه "على إثر مفهوم الهجرة ولدت المدينة المنورة، التي تحققت فيها كل مكونات المدن الحضارية المتطورة في ذلك العصر، وتحققت فيها الإنجازات في ظرف عشر سنوات؛ ففيها صدرت أول وثيقة دستورية لتنظيم أمور سكان المدينة من أجل تحقيق العيش المشترك، واحترام الاختلاف المنبثق من دواعي الحق والمصلحة وإقرار السلم، وفيها نزل الأمر الرباني في الحفاظ على الألفة، والحذر ممن يريد الفرقة ولو باسم الدين، ليؤكد القرآن أن استغلال الدين في تفريق وحدة الناس لن يكتب له النجاح، وسيبقى ذلك ريبة في قلوب أصحابه إلى أن تقطع قلوبهم، إنها مشاريع حضارية كبرى أقامها النبي في المدينة الفاضلة، وكانت الهجرة النبوية تمهيدا لها".
و اختتم كلمته بالقول: "نرفع أكفنا إلى العلي القدير جلت قدرته أن يحفظ قيادتنا ووطننا، ويقر أعين ولاة أمورنا بهذا الوطن وأبنائه وهو يحقق المزيد من التطلعات، وينظر إلى المستقبل بعين وقادة، وأمل يشعشع بنوره مهما كانت التحديات".
من جهته، ألقى العالم الأزهري صلاح السيد محمد من ضيوف الأزهر الشريف، كلمة عنوانها "الهجرة النبوية وفقه الواقع"، نقل في مستهلها تحيات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف إلى دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا.
وأكد منهجية الوسطية والاعتدال التي تجمع الخطاب الإسلامي المعاصر الذي تنتهجه دولة الإمارات كما الأزهر الشريف، مبيناً أن الهجرة ليست انتقالا من دار إلى دار فحسب بل هي في حقيقتها انتقال من دور إلى دور، من دور التضييق في بيئة الشرك إلى دور الانفتاح على العالم في المدينة المنورة ، ومن دور بناء العقيدة والقيم إلى دور بناء الدولة والمجتمع والتواصل مع الأمم .
وقد شاهد الحضور فيلما قصيرا أعدته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالتشخيص والتمثيل إحياء لقيم الهجرة النبوية ومآثر الصحابة من المهاجرين والأنصار .
بدوره، تحدث الدكتور أحمد الحداد مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، متناولا معالم التسامح النبوي في الهجرة النبوية ، حيث كانت سيرته صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة مليئة بمواقف التسامح والتصالح مع قريش ومع القبائل الأخرى بالإضافة إلى خلق مجتمع متآخ متراحم في المدينة المنورة بين مكونات المسلمين وأهل الكتاب ، وبين الأنصار والمهاجرين ، كما رسمت ذلك وثيقة المدينة المنورة .
من ناحيتها، ألقت الشاعرة شيخة المطيري رئيسة قسم الثقافة الوطنية بمركز جمعة الماجد، قصيدة لونتها بإلقائها الجميل حول الهجرة والبردة،فيما تناول ناصر اليماحي الواعظ في الهيئة المعاني الوطنية في الهجرة النبوية وعدد بضعة من المواقف النبوية ومواقف أصحابه المهاجرين في حب الوطن مكة المكرمة التي عاشوا فيها رغم ما نالوا من صنوف التضييق ثم حب الوطن الجديد الذي عمروه بالعلم والتعايش الحضاري والهداية والعدالة.
كما ألقت الواعظة في الهيئة سلمى العيدروس كلمة عن الهجرة النبوية وصناعة قادة المستقبل أجادت فيها استخلاص دور الشباب في الهجرة النبوية.
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xNzUg جزيرة ام اند امز