قمة "روحية" بلبنان.. إصلاح ما أفسدته السياسة
القمة الروحية في بيروت حضرها مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان والبطريرك الماروني بشارة الراعي ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
احتضنت العاصمة اللبنانية (بيروت) قمة روحية إسلامية– مسيحية، بدعوة من شيخ طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن؛ للبحث في الأزمة السياسية الحالية المتمثلة وتعطيلها عمل الحكومة منذ حوالي شهر على خلفية "حادثة الجبل".
ونهاية يونيو/حزيران الماضي، شهدت محافظة جبل لبنان توتراً أمنياً إثر تعرض موكب وزير شؤون النازحين صالح الغريب لإطلاق نار أسفر عن مقتل اثنين من مرافقيه.
وتعرض موكب الغريب لإطلاق نار بالتزامن مع احتجاجات على زيارة وزير الخارجية جبران باسيل للمنطقة التي تعرف بأنها معقل "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وهو ما لاقى رفضاً من مناصري الأخير الذين قطعوا الطرقات.
وحضر هذه القمة الروحية، مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان والبطريرك الماروني بشارة الراعي ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى علي الخطيب، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان.
وفي بيانهم الختامي، شدد المشاركون في القمة على أن "الوحدة الوطنية التي نشأت بين العائلات الروحية اللبنانية تشكل الأساس الضامن لبناء غد أفضل لهذا البلد".
وطالبوا بمزيد من الوعي والتضامن الوطني لتجاوز المخاطر التي تتضاعف في ظل ما يحاك من مشاريع ومخططات تستهدف إعادة رسم خارطة المنطقة.
وأكدوا أن "عمل الحكومة حاجة ماسة للاستقرار والنهوض الاقتصادي"، داعين إلى إيجاد حل مناسب وسريع ليستعيد لبنان حياته الطبيعية.
وكان الشيخ نعيم حسن دعا في افتتاح القمة الروحية إلى انتهاج الحكمة في إدارة الأمور وحسن التدبير، لنؤكد الثوابت الوطنية والأسس التي بني عليها الصرح الوطني دولة وشعباً ومؤسسات".
ووجّه "نعيم" نداء إلى رئيس الجمهورية ميشال عون باعتباره "المؤتمن على الدستور لمنع كل ما يناقض صيغة العيش المشترك"، داعياً إياه إلى جمع اللبنانيين ومنع أي سعي لضرب وحدة هذا البلد.
وأشار إلى أن "كنز المصالحة أمر جوهري ويجب أن يكون نهجاً عاماً لكل اللبنانيين بعيداً عن الشحن الطائفي البغيض، ونعتبر الجبل أساساً لوحدة الأرض والإرادة استناداً إلى التاريخ".
من جهته، دعا المفتي دريان إلى إنهاء الأزمات، تحت قواعد ثلاث "الوحدة الوطنية والعيش الواحد والتمسك بالدستور واتفاق الطائف"، قائلاً: "سنقف سداً منيعاً أمام الالتفاف على نصوص الطائف".
وأضاف: "أطمئن الجميع بأن رئيس الحكومة سعد الحريري مؤتمن على هذه الثوابت الوطنية الكبرى ولن يفرّط فيها، وهو يحافظ على صلاحياته الممنوحة له دستورياً ونحن جميعاً وأنا إلى جانبه".
ورأى دريان أن الوقت الحالي متأزم وعصيب، وهناك حاجة لمزيد من التعقل والحكمة، داعياً السياسيين إلى البدء في العمل المؤسساتي من أجل إنقاذ لبنان.
بدوره قال البطريرك الماروني بشارة الراعي إنه "لا يمكن رؤية الشعب اللبناني مشرذماً ومقهوراً إلا وأن نكون معه، ونتمنى أن تكون القمة الروحية مستمرة ودورية ونصلي معاً لخلاص الوطن الذي يجمعنا في سفينة واحدة في قلب هذا البحر الهائج".
وأضاف: "اليوم فتحت صفحة وطنية رائعة، ونحن معكم، ونوجه النداء لكل الجهات السياسية من دار الموحدين الدروز للتهدئة، وهذا اللقاء هو أكبر طمأنينة للشعب اللبناني".
aXA6IDE4LjIxNi41My43IA==
جزيرة ام اند امز