الحوار الإسلامي-الإسلامي.. مبادرة بحرينية لـ«لمّ شمل الأمة»
على قدم وساق تتواصل الاستعدادت لعقد مؤتمر "الحوار الإسلامي-الإسلامي" بالبحرين مطلع 2025، بهدف تعزيز الوحدة الإسلامية ولم شمل الأمة.
ويتعاون كل من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين والأزهر الشريف في مصر، ومجلس حكماء المسلمين -الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرا له- للإعداد والترتيب لعقد المؤتمر.
مباحثات مهمة
أحدث المستجدات بشأن عقد المؤتمر وأهميته كانت محور مباحثات هاتفية بين عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، مساء الأربعاء.
واستعرض عاهل البحرين وشيخ الأزهر، خلال الاتصال الهاتفي، أهمية الحوار بين المسلمين جميعا، وضرورته الملحة، مؤكِّدين "ضرورة العمل على لمِّ شمل الأمة والتلاحم والتضامن بين مختلف مكوناتها في مواجهة التَّحديات المشتركة".
وأعرب الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن تقديره لجهود الإمام الأكبر أحمد الطيب في خدمة الإسلام والمسلمين، والتعريف بمبادئ الدين الإسلامي السمحة، ودور الأزهر الشَّريف في دعم قضايا الأمة العربيَّة والإسلاميَّة.
من جانبه، عبر الدكتور الطيب عن تقديره لمبادرة ملك البحرين لإقامة واستضافة مملكة البحرين هذا المؤتمر الإسلامي المهم، والجهود التي يبذلها لخدمة الإسلام وتعزيز السَّلام والتَّعايش وترسيخ ثقافة الحوار ودعم القضية الفلسطينيَّة.
فكرة المؤتمر
وكان فكرة المؤتمر قد انبثقت من كلمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين في ختام ملتقى البحرين للحوار الذي عقد في مملكة البحرين نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عقد بحضور الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان.
ودعا الشيخ الطيب علماء المسلمين في العالم كلِّه على اختلافِ مذاهبهم ومدارسهم الفكرية، خصوصاً المسلمين الشِّيعة، إلى المسارعة بعقدِ حوارٍ "إسلامي-إسلامي" جاد، من أجلِ إقرار الوحدة والتَّقارُب والتَّعارف، ونبذ الفُرقة والفتنة والنِّزاع الطَّائفي، لتجاوز صفحة الماضي وتعزيز الوحدة الإسلامية.
وأبدى استعداده وكبار علماء الأزهر ومجلس حكماء المسلمين لعقد مثل هذا الاجتماع "لتجاوز صفحة الماضي وتعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المواقف الإسلامية، التي تتسم بالواقعية، وتلبي مقاصد الإسلام وشريعته، وتحرم على المسلمين الإصغاء لدعوات الفرقة والشقاق، وأن يحذروا الوقوع في شرك العبث باستقرار الأوطان، واستغلال الدين في إثارة النعرات القومية والمذهبية، والتدخل في شؤون الدول والنّيل من سيادتها أو اغتصاب أراضيها".
وتبنى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة الفكرة، ووجه بضرورة المضي قدما بشأن مشروع الحوار الإسلامي الإسلامي الذي دعا إليه الشيخ الطيب.
وكان الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين، قد عقد اجتماعا في يونيو/حزيران الماضي مع وفد من الأزهر الشريف، ووفد من مجلس حكماء المسلمين للتشاور من أجل الإعداد والترتيب لعقد "مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي".
وأكد رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين أن المؤتمر سيعقد مطلع عام 2025، بمشاركة كبار العلماء في العالم الإسلامي، وعلماء المؤسسات الإسلامية في العالم، حيث "إن هذا الحوار ضروري في تأكيد مساحة الاتفاق الواسع في مجالات الاعتقاد والفكر والقيم باعتبار أن المسلمين جميعا أمة واحدة".
الإمارات والبحرين.. نشر التسامح
يأتي تعاون الإمارات والبحرين في الإعداد لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي امتدادا لمبادراتهما التاريخية لنشر التسامح وتعزيز الأخوة الإنسانية.
وكان عاهل البحرين استقبل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان بالبحرين، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في ثاني لقاء يجمعهما بدولة خليجية، بعد لقائهما التاريخي بالإمارات عام 2019.
وشارك الرمزان الدينيان في فعاليات عدة تعزز ثقافة التسامح والأخوة الإنسانية، من أبرزها ملتقى البحرين للحوار الذي عقد تحت عنوان "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، برعاية عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
الملتقى أقيم بتنظيم من مجلس حكماء المسلمين -الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرا له- والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وشارك فيه أكثر من 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى مفكرين وإعلاميين بارزين.
وناقش الملتقى أهمية الحوار بين الأديان، والتعايش السلمي، ودور رجال وعلماء الأديان في معالجة تحديات العصر كالتغير المناخي وأزمة الغذاء العالمي، إلى جانب تبادل التجارب في مجال تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية.
وأكد المشاركون أهمية انعقاد هذه الفعالية الدولية المهمة، التي جاءت لتعزز قيم التسامح ومفهوم التعايش الإنساني بين المجتمعات البشرية، وضرورة العمل والشراكة من أجل الإنسانية من خلال الحوار والتواصل الفعّال بين مختلف الأديان والمذاهب.
وصدر في ختام الملتقى دعوات من عاهل البحرين والرمزين الدينيين لوقف الحرب الروسية الأوكرانية والبدء في مفاوضات سلام جادة.
كما دعا شيخ الأزهر لحوار إسلامي إسلامي يهدف إلى نبذ الفتنة والنزاع الطائفي وتعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المواقف الإسلامية.
لقاء جديد يعد محطة مهمة في رحلة الأخوة الإنسانية التي انطلقت من أبوظبي في فبراير/شباط 2019، بتوقيع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان "وثيقة الأخوة الإنسانية"، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
لقاءان يتوجان مبادرات إماراتية بحرينية ملهمة في تعزيز الأخوة الإنسانية ونشر التسامح، وسط تعاون متنام من البلدين والرمزين الدينيين الكبيرين لنشر السلام وتعزيز التعايش بين الشعوب مع اختلاف طوائفهم ومذاهبهم.