"الإغاثة الإسلامية" تتلقى ضربة جديدة في ألمانيا
وزارة الخارجية الألمانية جففت أحد أهم مصادر دخل منظمة الإغاثة الإسلامية، وهي المساعدات الحكومية بعد ثبوت علاقتها بتنظيم الإخوان.
أنهى اتحاد للمنظمات الخيرية في ألمانيا، جميع تعاملاته مع منظمة الإغاثة الإسلامية بسبب ارتباط الأخيرة مؤسسيا وشخصيا بالإخوان الإرهابية.
ونقلت صحيفة دي فيلت الألمانية الصادرة اليوم الأحد، عن متحدث باسم الاتحاد "لم تذكر اسمه" قوله: "أوقف اتحاد دويتشلاند هيلفت (ألمانيا تساعد) عضوية منظمة الإغاثة الإسلامية حتى إشعار آخر".
وتابع: "سبق القرار اجتماع استثنائي لمجلس إدارة الاتحاد مع ممثلي الإغاثة الإسلامية في مدينة بون يوم الخميس الماضي"، مضيفا "ستمنح الإغاثة الإسلامية الآن الفرصة لمراجعة هياكلها ومنطلقاتها".
وتصف الإغاثة الإسلامية نفسها بأنها "شريك للمحتاجين والمحتاجين في العالم". لكن الجمعية غير الربحية ومقرها كولونيا، ترتبط بصلات شخصية ومؤسسية قوية بالإخوان، وفق رد حكومي على طلب احاطة بالبرلمان الألماني العام الماضي.
وفي عام 2019، جمع اتحاد "دويتشلاند هيلفت" تبرعات وصلت إلى 36 مليون يورو، ذهب 2.5 مليون يورو منها إلى الإغاثة الإسلامية.
ويعتبر اتحاد "دويتشلاند هيلفت" أهم تحالف للمنظمات الخيرية في ألمانيا، ويبث إعلاناته على القناة الأولى بالتلفزيون الألماني الحكومي وتصل لجمهور يقدر بالملايين.
وفي أبريل/نيسان الماضي، جففت وزارة الخارجية الألمانية أحد أهم مصادر دخل منظمة الإغاثة الإسلامية، وهي المساعدات الحكومية الألمانية.
وقالت الوزارة في إفادة لموقع "يونجل وورلد" الإخباري الألماني إن "منظمة الإغاثة الإسلامية لم تعد تتلقى تمويلا من الحكومة الألمانية، سواء لمشروع دعم الرعاية الطبية في سوريا، أو غيره".
وتابعت الوزارة "أن تمويل هذه المنظمة توقف في مارس/آذار الماضي"، مؤكدة "لم تعد المنظمة تتلقى أي تمويل منا".
وأضافت الوزارة أن "قرار وقف التمويل جاء بعد تولي مكتب التحقيق الفيدرالي مراجعة حسابات منظمة الإغاثة لمدة عام كامل". لكن الوزارة رفضت نشر نتائج المراجعة وقالت "يمكن أن يكون التصريح بهذه المعلومات ضارا بمصالح جمهورية ألمانيا الاتحادية".
كانت منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا تلقت من وزارة الخارجية الألمانية مساعدات بلغت 1.5 مليون يورو في 2017، و2.5 مليون يورو في 2018.
ووفق الموقع "يونجل ورلد"، فإن حملات التبرعات التي تنظمها منظمة الإغاثة في ألمانيا، تأثرت سلبا، وكذلك تأثر دخل المنظمة في 2019 و2020، بإعلان الحكومة الألمانية بشكل رسمي في أبريل/نيسان 2019، اكتشافها صلات شخصية ومؤسسية بين المنظمة والإخوان.
وذكرت وثيقة للبرلمان الألمانية مؤرخة بـ15 أبريل 2019 أن "هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، ترى أن منظمات الإخوان في ألمانيا، ومنها منظمة الإغاثة الإسلامية، خطير للغاية".
وتابعت: "منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا التابعة للإخوان، ترتبط بصلات وثيقة بمنظمات أجنبية، خاصة حركة حماس الفلسطينية".
وأضافت "وترتبط منظمة الإغاثة الإسلامية بالمنظمة الأساسية للإخوان في ألمانيا، وهي منظمة المجتمع الإسلامي، وتعد منظمة الإغاثة الممول الأساسي لأنشطة هذه المنظمة".
ووفق الوثيقة ذاتها، فإن الروابط بين منظمة الإغاثة الإسلامية، ومنظمة المجتمع الإسلامي ليست مؤسسية فقط، بل شخصية أيضا، فإبراهيم الزيات، عضو الهيئة العليا لمنظمة الإغاثة الإسلامية، هو أيضا رئيس مجلس الشورى التابع لمنظمة المجتمع الإسلامي، ورئيس هذه المنظمة سابقا، ومحرك خيوط وأنشطة الإخوان في ألمانيا.
فيما قالت وثيقة أخرى للبرلمان الألماني مؤرخة بـ10 يناير/كانون الثاني 2017، إن فرع منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، أُسس بشكل رسمي في 1996، وسجل في سجل الجمعيات في مدينة كولونيا غربي البلاد في 25 مارس/آذار 1997، واتخذ من مبنى في نفس المدينة مقره الرئيسي.
لكن منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا تمتلك أيضا فروعا في برلين وفرانكفورت "وسط"، وإيسن "غرب"، وهامبورغ "وسط"، وفق الوثيقة ذاتها.
وتملك الإخوان الإرهابية وجودا قويا في ألمانيا، عبر منظمة المجتمع الإسلامي، والعديد من المنظمات الصغيرة والمساجد المنتشرة في عموم البلاد. وتخضع هيئة حماية الدستور مؤسسات الإخوان وقياداتها في ألمانيا لرقابتها، وتصنفها بأنها تهديد للنظام الدستوري والديمقراطي.