"الإغاثة الإسلامية" بأوروبا.. دعم لإرهاب الإخوان تحت ستار العمل الخيري
عضو بمجلس أمناء هيئة الإغاثة الإسلامية عبر العال نشر تعليقات مجدت الهجمات الإرهابية على إسرائيل.
لم يكن ما نشرته صحيفة التايمز البريطانية حول اعتزام مجلس أمناء منظمة الإغاثة عبر العالم الاستقالة بسبب تعليقات تمجد الإرهاب فقط، بل أدلة منذ فترة عن استغلال المنظمة للعمل الخيري كغطاء لأنشطة الإخوان.
ففي تقرير سابق لها، كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، قيام عضو بمجلس أمناء هيئة "الإغاثة الإسلامية عبر العالم" بنشر تعليقات مجدت الهجمات الإرهابية على إسرائيل ورسمت صوراً للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وهو يرتدي ملابس تحمل نجمة داود.
وأوضحت "التايمز" أن هذه هي المرة الثانية التي تواجه فيها المؤسسة الخيرية العالمية تمحيصاً بشأن تعليقات أحد أمنائها المثيرة للفتن.
وأقرت الجمعية الخيرية، ومقرها برمنجهام، الليلة الماضية، بأن المنشورات عبر "فيسبوك" كانت "غير لائقة وغير مقبولة"، على أن يعلن مجلس أمنائها استقالته، السبت، وسيجرى انتخاب "مجلس جديد بالكامل".
وكان حشمت خليفة عضو مجلس أمناء هيئة الإغاثة الإسلامية عبر العالم استقال يوليو/تموز الماضي من منصبه بعدما أزاحت الصحيفة البريطانية الستار عن منشوراته حملت أيضا تطاولا على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
كما أجبر أيضًا على الاستقالة من منصبه كمدير لصندوق المنح الدولية الذي تديره الجمعية بشكل كامل، ليحل محله المعتز تيارة، وهو عضو بمجلس الأمناء أيضا.
لكن تبين أن تيارة، وهو مسؤول فرع الجمعية الخيرية في ألمانيا، كتب أيضاً منشورات عبر حسابه على "فيسبوك" تمجد تنظيمات إرهابية، بحسب الصحيفة.
ونشرت تعليقات تيارة بين عامي 2014 و2015، واكتشفها في البداية الباحث الألماني سيجريد هيرمان مارشال، الذي نشرهم في مدونة عام 2017.
واعترفت الجمعية الخيرية في ألمانيا أنها علمت بشأن منشورات المعتز منذ 2017، لكنها سمحت له بمواصلة عمله رئيساً لها بعد اعتذاره عن تلك المنشورات وحذفها وإغلاق حسابه عبر فيسبوك.
ارتباط بالإخوان
منذ أشهر قليلة، كشفت السلطات الألمانية وجود علاقات مؤسسية وشخصية وثيقة بين منظمة الإغاثة الإسلامية والإخوان، واستغلال المنظمة لأموال التبرعات لتمويل أنشطة ومؤتمرات الجماعة الإرهابية.
وذكرت وثيقة للبرلمان الألماني مؤرخة بـ15 أبريل/نيسان 2019 أن "هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، ترى أن منظمات الإخوان في البلاد، ومنها منظمة الإغاثة الإسلامية، خطيرة للغاية".
وتابعت: "منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا التابعة للإخوان، ترتبط بصلات وثيقة بمنظمات أجنبية، خاصة حركة حماس الفلسطينية".
وأضافت: "وترتبط منظمة الإغاثة الإسلامية بالمنظمة الأساسية للإخوان في ألمانيا، وهي منظمة المجتمع الإسلامي، وتعد منظمة الإغاثة الممول الأساسي لأنشطة هذه المنظمة".
ووفق الوثيقة ذاتها، فإن الروابط بين منظمتي الإغاثة الإسلامية والمجتمع الإسلامي ليست مؤسسية فقط، بل شخصية أيضا، فإبراهيم الزيات، عضو الهيئة العليا لمنظمة الإغاثة الإسلامية، هو أيضا رئيس مجلس الشورى التابع لمنظمة المجتمع الإسلامي، ورئيسها سابقا، ومحرك خيوط وأنشطة الإخوان في ألمانيا.
ووفق المعلومات التي جمعتها الحكومة الألمانية، فإن منظمة الإغاثة الإسلامية ومقرها الرئيسي في برمنجهام البريطانية، وفرعها في ألمانيا، على صلات شخصية ومؤسسية وثيقة بالإخوان؟
وذكرت وثيقة أخرى لبرلمان ولاية شمال الراين ويستفاليا، التي تتبعها مدينة كولونيا (المقر الرئيسي لمنظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا) في يوليو/تموز 2019، أنه "كان هناك استياء كبير في الأوساط السياسية من تمويل الحكومة الاتحادية لأنشطة منظمة الإغاثة".
ونقلت عن النائب عن الحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط/معارض"، أوليفر لوكسيك، قوله: "ذهاب أموال دافعي الضرائب الألمان إلى الإسلاميين، مثير للاستياء".
وتابعت: "منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، كانت الراعي الرسمي والأساسي للاجتماع السنوي لمنظمة المجتمع الإسلامي، المنظمة الرئيسية للإخوان في الأراضي الألمانية، في 2015، كما رعت اجتماعات منظمة الشباب المسلم، إحدى مؤسسات الإخوان في ألمانيا، في ربيع 2016".
الوثيقة أضافت: "منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، ترتبط بشكل وثيق بالمنظمة الأم التي تحمل نفس الاسم وتتخذ من بريطانيا مقرا لها، ويتواجد قيادات منظمة الإغاثة في ألمانيا، في الهيئة العليا للمنظمة الأم.
ووفق تقارير صحفية ألمانية فإن جماعة الإخوان تستغل الجمعيات والمؤسسات الخيرية في جمع الأموال في أوروبا، لتمويل بعض أنشطة الجماعة.
ومن أبرز تلك المؤسسات "منظمة الإغاثة الإسلامية" التي يمتد نشاطها بحوالي 40 دولة حول العالم، وتؤكد تقارير دولية أنها من أبرز روافد تمويل الإرهاب الإخواني في العالم.
غضب أوروبي
قبل أيام، نقل موقع "تشي اينبليك" الألماني عن تقرير لكتلة "الهوية والديمقراطية" في البرلمان الأوروبي، أن منظمة الإغاثة الإسلامية تلقت 5 ملايين و139 ألف يورو من مؤسسات الاتحاد الأوروبي في الفترة بين ٢٠١٤ و٢٠١٩.
وقالت كتلة الهوية والديمقراطية في إفادة للموقع الألماني إن تمويل الاتحاد الأوروبي لمؤسسات تدعم أيديولوجية متطرفة وتحرض على الإرهاب "غير مقبول ويجب أن يتوقف فورا".
فيما انتقد الموقع الألماني دفع أموال أوروبية لمؤسسات ثبت أنها معادية للديمقراطية والحقوق الأساسية وتهدف لتقويض النظم الأوروبية.