داعش وهجمات العراق.. بصمات الفلول تفضح محاولات "الانبعاث"
سلسلة هجمات إرهابية تضرب العراق وتحمل بصمات فلول داعش في نزيف يعري خطط تنظيم يسعى للعودة بقوة عبر رفع وتيرة العنف.
مسؤولون أمنيون عراقيون قالوا إن مقاتلين يشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش نصبوا كمينا لدورية عسكرية شمالي العراق الأربعاء، ما أسفر عن مقتل جنديين عراقيين وإصابة ثلاثة آخرين، في أحدث مؤشر على أن التنظيم يحاول تجديد العنف.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم قرب مدينة كركوك، لكن المسؤولين قالوا إنهم يشتبهون في مقاتلين من تنظيم داعش.
وفتح مسلحون النار على القوات العراقية على متن مركبتين عسكريتين، واللتين بدورهما استهدفتهما عبوات ناسفة.
وكان ذلك رابع هجوم كبير يعتقد أن تنظيم داعش شنه منذ 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 14 جنديا وضابط شرطة و11 مدنيا، في واحدة من أعنف سلاسل الهجمات التي نفذها التنظيم الإرهابي مؤخرا.
وتمكن تنظيم داعش من الحفاظ على وجود منخفض المستوى في سوريا والعراق بالرغم من سنوات من العمليات العسكرية التي تستهدف سحقه.
ونفذ تنظيم داعش عملية هروب من أحد السجون في شمال شرق سوريا في يناير/كانون الثاني الماضي، الأمر الذي أدى إلى اندلاع قتال شوارع مع مقاتلي المليشيات السورية والجنود الأمريكيين. وقتل أكثر من 500 شخص خلال الهجوم والمعركة التي أعقبته في الحسكة.
لوم
وخلال لقاء مع القادة العسكريين، الأربعاء، ألقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني باللوم في أعمال العنف الأخيرة على فلول داعش الذي أعلن الجيش الأمريكي وحلفاؤه هزيمته إلى حد كبير عام 2019 بعد طرد التنظيم من معظم العراق وشرقي سوريا.
وأمر السوداني القادة العراقيين بإعادة نشر القوات إلى مناطق في الشمال، أحد المعاقل السابقة لتنظيم داعش حيث وقع هجومان، وتكثيف العمليات التي تستهدف منع عودة التنظيم، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وقال السوداني: "هناك فشل واضح أدى إلى هذه المأساة"، بحسب ما نقله عنه وسائل الإعلام العراقية بعد الهجوم الثاني في كركوك، الأحد، عندما قتل 9 ضباط جراء انفجار عبوات ناسفة.
رد
والأربعاء، نفذ سلاح الجو العراقي غارات جوية على مخبأ لتنظيم داعش في محافظة نينوى، مما أسفر عن خمسة مسلحين، بحسب بيان لقيادة العمليات المشتركة العسكرية.
وقالت الاستخبارات العسكرية العراقية إنها ألقت القبض على 24 مسلحا خلال الأيام الأخيرة في بغداد وكركوك، بالإضافة إلى محافظات الأنبار، وديالى وميسان. وقال الجيش العراقي: "كما وعدنا، سيكون الرد على أعمال داعش الجبانة صارما".
وبدأت سلسلة الهجمات الأخيرة في منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري، عندما تعرضت دورية للجيش العراقي في الطارمية، بمنطقة شمالي بغداد لكمين في هجوم بقنبلة مزروعة على جانب الطريق، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة ثلاثة آخرين.
فيما أسفر هجوم الأحد عن مقتل تسعة من رجال الشرطة، بينهم ضابط كبير. وفي اليوم التالي في محافظة ديالى قتل ثمانية مدنيين وأصيب تسعة آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة وإطلاق نار.
وسيطر تنظيم داعش على مساحات من العراق وسوريا بداية من عام 2014، مما أجبر إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على إعادة القوات الأمريكية إلى العراق لمساعدة قواته التي كانت على شفا الانهيار حينها مع اجتياح المسلحين للعراق من سوريا.
aXA6IDMuMTM1LjIwOS4xMDcg جزيرة ام اند امز