التلاوي لـ"بوابة العين": المتأسلمون يريدون إعادة المرأة للعصور الوسطى
حوار شامل مع مدير عام منظمة المرأة العربية
مدير عام منظمة المرأة العربية: الشيخة فاطمة لها الدور الأكبر فيما وصلت إليه المرأة الإماراتية.
- نشكر كل نساء العرب لأن الفضل يعود إليهن فيما وصلت إليه المرأة العربية
- الشيخة فاطمـــة لها الدور الأكبر فيما وصلت إليه المـــــرأة الإماراتيـــــــة
- الشيخ زايد وحكام الإمارات قدموا كل الدعم للمرأة العربية من أجل الحصول على حقوقها
- المتأسلمون يعيشون في العصور الوسطى ووجودهم في الحكم أثر سلبا على المرأة
- أطالـــــب بتطبيق الدستـــــــور وحل جميــــــع الأحـــــزاب الدينية بمصــــــــر
- مبارك كانت نيته خيرا لمصر
تأتي السفيرة ميرفت التلاوي مدير عام منظمة المرأة العربية، على رأس المناضلات العربيات من أجل حقوق المرأة في مصر والوطن العربي؛ فهي السياسية المخضرمة التي كلفها الرئيس عبد الناصر بمرافقة زوجات رؤساء وملوك العالم، وتلقت التكريم من جميع البلدان التي عملت بها كسفيرة وآخرها دولة اليابان.
أكدت التلاوي، في حوار خاص مع "بوابة العين"، أن الشيخة فاطمة بنت مبارك كان لها الدور الأهم في كل ما وصلت إليه المرأة في الإمارات، موضحة أنها كانت تعمل بدعم وتشجيع رجل يقدر المرأة ويدعم حقوقها وهو الشيخ زايد حكيم العرب، ومن بعد أولاده الذين يحملون الفكر نفسه.
كما تحدثت التلاوي في حوارها عن أوضاع المرأة في المنطقة العربية، وعلاقتها بزوجة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والسيدة جيهان السادات، وأيضا سوزان مبارك.
- بعد سنوات من العمل في مجال دعم المرأة، هل حصلت المرأة العربية على حقوقها كاملة أم لا؟ وماذا ينقصها؟
- من الضروري أن نشكر كل نساء العرب لأنهن أصحاب الفضل فيما وصلت إليه المرأة العربية في الوقت الحالي؛ لأن ما تم كان يحتاج إلى تضافر جهود السيدات العربيات، وكلنا كنا نعمل معا، وهنا أخص بالذكر الشيخة فاطمة بنت مبارك التي كان لها الدور الأكبر في كل ما وصلت إليه المرأة العربية في الوقت الحالي، ولا ننكر أن ذلك تم بمباركة ودعم قوي من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكيم العرب ومن بعده أبنائه، الحقيقة أن الشيخ زايد رحمه الله كان حريصا جدا على دعم كل المساهمات التي تؤدي إلى التقدم في المجالات النسوية ومجالات العمل والتعليم.
- وفي مصر.. هل أنتِ راضية عن حال حقوق المرأة المصرية؟
- راضية ولكن بشكل غير كامل؛ فنحن -مقارنة بما كانت عليه الأحوال من قبل- وصلنا إلى مرحلة جيدة جدا، ففي عهد الإخوان، عندما كانت الجماعة الإرهابية تحكم مصر، لم يتجاوز عدد النساء في البرلمان 7 سيدات جميعن من حزبهم فقط، ولكننا اليوم نرى أن هناك 90 سيدة داخل البرلمان تمثلن مختلف الأحزاب والتوجهات السياسية، وبعضهن مستقلات لا يمكن تصنيفهن على حزب معين، وهذا الأمر يحسب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
- وما تقييمكِ لأداء السيدات داخل البرلمان، هل يقُمن بدور مؤثر وفعال؟
- أنا سعيدة بنشاط واجتهاد عدد كبير من النائبات، وأراهن يحاولن بقوة فرض رأيهن ووجهة نظرهن والوقوف ضد أي مقترح يمكن أن يتعارض مع حقوق المرأة، حتى الآن يقدمن عملا جيدا وطيبا، ولكن ننتظر منهم بذل الكثير من الجهد لتحقيق دور أكبر، لأنه أحيانا بعض منهم يقدمن موضوعات لا تتناسب مع قضايا المرأة، وهناك اختلاف في آلية عرض وجهات النظر، ونحن في منظمة المرأة العربية نحاول أن ندرب السيدات على إمكانية عرض وجهة نظرهن دون أن يثرن حفيظة الرجل؛ لأن القضية ليست حربا بين الرجال والنساء، بالعكس، نحتاج لدعم نصفنا الآخر.
- وما القوانين التي تحتاج إليها المرأة بصورة عاجلة في الوقت الحالي؟
- الحقيقة هناك قوانين كثيرة ولكن أكثرها أهمية هو قانون الثقافة الجماهيرية، بمعنى أن الرجال ينظرون للمرأة على أنها حصلت على كل حقوقها في التعليم والعمل وهذا كل ما في الأمر، ولكن لابد أن يتم تغيير الثقافة العامة عن طريق برنامج مستمر لتعريف المجتمع بماهية حقوق المرأة وكيفية التعامل معها.
- وماذا عن القوانين الخاصة بمواجهة العنف ضد المرأة وقضايا التحرش وغيرها؟
- هذه قضايا مؤذية جدا، ليس للمرأة فقط ولكن للمجتمع بشكل عام، وتمثل أزمة حقيقية في تعامل السيدات مع زوجها وأولادها ونظرتها للمجتمع بشكل عام، ويجب على من يمارسون هذا النوع من العنف أن يتوقفوا عنه فورا، وهذا يحتاج إلى توعية دائمة ليس على مدار أسبوع أو أسبوعين ولكن بشكل كامل، ونحتاج إلى تشديد القوانين وتفعيلها بجانب التوعية المجتمعية لأن لدينا قوانين كثيرة غير مفعله أبرزها قانون سن الزواج، هو موجود ويتم العمل به ولكن المجتمع يتستر على قضايا زواج القاصرات ونرى بنات يتم تزويجهن في سن 14 سنة وهذه كارثة.
- وكيف ترين دور المجلس القومي للمرأة في هذه القضايا؟
- دوره مهم جدا، ولكن الموضوع يحتاج إلى تغيير شامل للثقافة المجتمعية، لا يمكن أن يحدث من خلال عصا سحرية، الموضوع يحتاج إلى تكاتف جميع الجهات والأجهزة والعمل بشكل متواصل مع مختلف مؤسسات المجتمع من أجل تغير الثقافة العامة، التوعية ضرورية جدا وخصوصا بالنسبة للأم؛ لابد من التأكيد على وقف الختان ووقف الزواج المبكر وتوعيتها بالمشاكل التي يمكن أن تحدث نتيجة ذلك، وبشكل عام المجلس القومي حقق منذ نشأته إنجازات عديدة منها تعديل قانون المعاشات، حيث كانت إذا توفيت الزوجة لا يذهب معاشها إلى زوجها وأولادها بحجة أن المرأة لا تعول، وتم تعديل ذلك وأصبح أبناؤها يحصلون على معاشات.
- مؤخرا صدر أول حكم مصري بحبس شاب تحرش بفتاة لمدة 5 سنوات.. هل ترين أن ذلك موقف حاسم من الدولة تجاه هذه القضايا؟
- أنا دائما ضد العنف، وأرى أن إصلاح الأمر لابد أن يتم من داخل الأسرة وتحديدا من الأم يجب وضع برنامج متكامل لتثقيف السيدات وتعليمهم وتعريفهم على طرق التربية الصحيحة، إذا حدث ذلك سننجح في حل الأزمة من أساسها، وستنحصر الظاهرة بشكل كبير، المرأة العربية عليها دور يختلف عن كل الأدوار التي قامت بها مسبقًا فيما يتعلق بتربية الأولاد خاصة أننا في زمن لا يمكن حجب شيء فيه لذلك عليها أن تتولى مسؤولية تثقيف وتعليم الأبناء كل شيء وتتابع اهتماماتهم، والسينما والتلفزيون لهم دور في عملية تقليل العنف ضد المرأة وخاصة السينما؛ لأنها لعبت دورا كبيرا في تزايد العنف ضد المرأة في الفترة الأخيرة ولابد من تقليل المشاهد التي تظهره.
- هل تأثرت حقوق المرأة في الفترة التي انتشر فيها تيار الإسلام السياسي ووصل إلى الحكم في بعض البلاد العربية؟
- وجود تيار الإسلام السياسي أثر علينا بالسلب جدا، هم يعيشون في العصور الوسطى ويخلطون بين ما هو دين وما هو ادعاءات من عندهم، مثلا موضوع الختان لم يرد أبدا في القرآن الكريم، والعلوم الطبية أثبتت أصلا أن الختان من أهم أسباب زيادة معدلات الطلاق في المجتمع، ولابد أن نعمل جميعا علي إنهاء هذه العادات القديمة المتوراثة.
- وما رسالتك للسيدات اللائي يتم استقطابهن للانضمام لهذه الكيانات والمشاركة في المظاهرات وخاصة طلبة الجامعات؟
- رسالتي لهن أن هذه جماعة تسعى للوصول إلى الحكم وتخدع الناس بالحديث عن شعارات دينية زائفة، ولابد أن يكون لدينا شيوخ وفقهاء قادرون على الوقوف ضد هذه الأفكار المتطرفة وتوعية الناس من الانضمام لهذه التنظيمات الإرهابية التي أذت المجتمع والمرأة المصرية كثيرا، هم لا يدعون للنقاب من أجل الدين ولكن كوسيلة لإتمام جرائمهم.
- ننتقل إلى عمل منظمة المرأة العربية، ما جدول الأعمال الخاص بكم على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة؟
- نحن نهتم بعملية الثقافة المجتمعية وضرورة تدريب المرأة العربية على القيام بأدوار جديدة تجاه المجتمع خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الدول العربية، ضروري أن تعلم الأمهات أولادهن طبيعة المصطلحات الجديدة الخاصة بالتطرف والعنصرية والشيعة والسنة والمسيحيين وضرورة تقبل الآخر، كما نعمل على ضرورة تفعيل القوانين وتفعيل دور الدولة والمؤسسات لمواجهة التطرف بآليات حديثة.
- عملتِ مع مبارك وكنتِ قريبة من أسرته هل لا يزال التواصل مستمرا معهم؟
- نعم؛ هناك تواصل مستمر، ونتحدث عن دور المرأة والمجتمع ونطمئن على بعض، وسوزان مبارك متماسكة جدا وتقوم بدور مهم في ترابط أسرتها وتعتني بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وهي قامت بأدوار مهمة للمجتمع لا يمكن أن تُنسى، الكل يصلي لله من أجل أن يحفظ أمن واستقرار هذا البلد، هم يقولون إن هذه بلدنا وأولادنا وأحفادنا سوف يكبرون على أرضها، ولم يفكروا يوما أن يتركوا مصر مهما كانت الظروف وعائلة مبارك كانوا وطنيين وخدموا بلدهم بكل إخلاص، ومبارك كانت نيته خيرا، وسوزان قدمت الكثير للمجتمع المصري ويكفي أنها حمت أطفال مصر من مرض شلل الأطفال وفق نظام أخذته الدول العربية عنا.
- تم تكريمك مؤخرا ومنحتك دولة اليابان وسام الشمس المشرقة تقديرا لأعمالك في المجال السياسي، كيف استقبلت هذا التكريم؟
- الحقيقة أسعدني جدًا لأنني كنت أعمل باليابان منذ 20 سنة ولم أتوقع أنهم ما زلوا يذكرونني ويذكرون أعمالي، هناك 5 سفراء رجال عملوا هناك بعدي، الحكومة في اليابان قامت بعمل إحصائية لمجمل ما قدمته خلال وجودي باليابان، وكان أهمها دوري في بناء الجسر الذي يربط آسيا بإفريقيا فوق قناة السويس، ويُعَد أكبر جسر في العالم؛ لأن ارتفاعه 70 مترا عن سطح البحر.
- ولماذا أطلقتِ عليه اسم جسر السلام؟
- كانت لدينا مشكلة في تمويل عملية البناء، وكان هناك مشكلة في مصارحة البرلمان الياباني بمنح مصر قرضا لبناء "كوبري"، وكانت عملية الإنشاء ستتوقف نهائيا؛ لأن البرلمان قبل شهور كان قد خفض قيمة القروض الممنوحة لمصر، واقترحنا أن يتم التمويل كمنحة ضمن المنح التي كانت ترسلها اليابان لمصر، قالوا إن مواصفات المشروع لا تطابق مع شروط المنح، فقلت طالما الاقتراحات غير صالحة نطلق عليها منحة سلام وهذا كان أمرا سياسيا بحتا، وبالفعل حصلنا على المنحة وتم بناء الجسر وأطلقنا عليه جسر السلام.
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4yNDQg جزيرة ام اند امز