جزيرة الغفران.. رحلة "التسامح" من الصعوبة إلى الاستحالة (فيديو)
يرى المخرج التونسي رضا الباهي أن التعايش بين البشر من خلفيات وأفكار مختلفة كان صعبا في الماضي، أما الآن فيكاد يكون مستحيلا.
الأمر دفعه لصنع فيلمه الروائي الجديد (جزيرة الغفران) للتذكير بمبادئ التسامح والعيش المشترك.
الفيلم بطولة علي بنور ومحمد السياري وباديس الباهي ومحمد علي بن جمعة ومجموعة من الممثلين الإيطاليين مع ظهور خاص للفنانة العالمية كلوديا كاردينالي وتدور أحداثه على أرض جزيرة جربة في جنوب شرق تونس خلال حقبة ما قبل الاستقلال عام 1956.
تبدأ الأحداث بعودة الكاتب أندريا بلكاري إلى تونس حيث ينثر على الشاطئ رماد والدته التي توفيت مؤخرا ويتذكر سنوات عمره الأولى التي عاش فيها قبل عقود مع عائلته بجزيرة جربة قبل أن يرحلوا إلى إيطاليا.
ومن خلال أسلوب "الفلاش باك" ينتقل الفيلم للزمن الماضي حيث أندريا وهو صغير يعيش مع والده كبير السن الذي يعمل باستخراج الأسفنج من البحر لكنه يصاب في إحدى المرات وهو يغطس فيعجز عن العمل.
يفرض الواقع الجديد عودة جايتانو عم أندريا من إيطاليا لرعاية العائلة لكنه شخص غير مرحب به لأنه يعمل مع المافيا كما أن علاقة حب قديمة جمعته بأم أندريا الشابة التي هجرها وسافر بحثا عن المال.
ينتقل أندريا مع والديه إلى منزل جديد بعيد عن البحر وسط أهل جربة حيث يتعرف أكثر على العادات والأفكار المحلية وكذلك الدين وبينما يحاول بعض المتشددين استقطاب والده إلى الإسلام يتدخل المعتدلون ليعيدوه إلى أسرته مؤكدين أنه لا إكراه في الدين.
وقال رضا الباهي مؤلف ومخرج الفيلم بعد عرضه، الخميس، في دار الأوبرا ضمن المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي إن الفكرة تراوده منذ حقبة التسعينيات لكنها أضحت أكثر إلحاحا في السنوات القليلة الماضية.
وأضاف أن جزيرة جربة تشبه مدينة الإسكندرية في مصر أيام الحرب العالمية الثانية وما قبلها، حيث جمعت مختلف الجنسيات والعرقيات، من اليونانيين والإيطاليين والإسبان واليهود، وكانوا جميعا يتعايشون في سلام.
وتابع أنه أراد من خلال بدء الأحداث في الحاضر ثم الرجوع للماضي أن يصنع نقلة زمنية يبرز من خلالها "تونس السمحة" وما وصل إليه الحال في تونس وغيرها من الدول خلال سنوات ما بعد الربيع العربي.
وعن مشاركة كلوديا كاردينالي بالفيلم قال المخرج إنها كانت في خياله منذ بدء الإعداد للعمل وعندما فاتحها في الأمر رحبت بدون تردد، مشيرا إلى أن دورها كان أكبر في الأحداث لولا كبر سنها وإرهاقها هما ما أجبراه على اختصاره.
وينافس فيلم (جزيرة الغفران) على جائزة الهرم الذهبي للمسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الرابعة والأربعين كما أنه مؤهل للمنافسة على جائزة أفضل فيلم عربي.