إسماعيل سيديا.. مهندس موريتاني يقود أول حكومة للغزواني
شخصية الشيخ سيديا المتوازنة سياسيا والمستقلة فكريا ووسيطته واعتداله في النهج والآراء والمواقف تؤهله لتحقيق برنامج الرئيس محمد الغزواني
إسماعيل بده الشيخ سيديا، مهندس موريتاني، يقود الفريق الحكومي الأول للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، بعد استقالة حكومة محمد سالم ولد البشير.
بده الشيخ سيديا.. تولى مناصب سياسية ذات طابع اقتصادي خلال فترة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبدالعزيز، أهمها حقيبة الإسكان والعمران والاستصلاح وذلك ما بين أعوام 2009 و2013.
وكان ذلك قبل أن يعين رئيسا لأول منطقة تجارية حرة في موريتانيا في عاصمة البلاد الاقتصادية نواذيبو الحرة غداة افتتاحها سنة 2013، ما يشير إلى أن أجندته تتركز على ضبط الأداء والتنمية الاقتصادية، ضمن برنامج الرئيس الموريتاني المنتخب محمد الغزواني.
وينحدر الوزير الأول الموريتاني الجديد من مدينة بتلميت، في الجنوب الغربي لموريتانيا، من مواليد عام 1961، حاصل على شهادة باكالوريا علمية من شعبة الرياضيات في العاصمة نواكشوط، ثم شهادة الإجازة في الرياضيات وتطبيقاتها الأساسية من جامعة (بول سابتيي) بمدينة تولوز الفرنسية.
ونال أيضاً دبلوم مهندس من المدرسة المركزية بباريس، ودبلوم الدراسات المعمقة من نفس المدرسة (متريز)، ويتحدث العربية والفرنسية والإنجليزية.
وبحسب تصريحاته للوكالة الرسمية للأنباء بعد تكليفه، فستتركز مهامه على "تشكيل حكومة تتميز بالكفاءة العالية تراعي أهداف برنامج الرئيس (الموريتاني) ولد الغزواني، وجسامة تحديات المرحلة"، متعهدا بالسعي "لتحقيق تطلعات جميع فئات الشعب في الازدهار المرتقب والأمل الموعود".
تصريحات الشيخ سيديا تبرز حجم رهانات الغزواني في بداية عهدته الرئاسية على تجربة 25 سنة من العمل في المجالات الحيوية، والتي شملت: استصلاح الأراضي والاستشارات في مجالات الطاقة والمعادن والمياه، والتي عمل بعيدا عن الأضواء، ونجح خلالها في تنفيذ برامج طموحة كانت حلما في موريتانيا، خلال الولاية الرئاسية الأولى للرئيس السابق ما بين 2009 و2014.
وكانت أبرز هذه المشاريع: التخطيط العمراني لمدينة نواكشوط، وعدد من المدن الداخلية، بالإضافة إلى تجسيد حلم منطقة أول منطقة للتجارة الحرة في موريتانيا سنة 2013.
ورغم انتماء الوزير الأول إسماعيل الشيخ سيديا سابقا للحزب الحاكم (الاتحاد من أجل الجمهورية) إبان مراحل تأسيسه عام 2009، لكن ينظر له بوصفه تكنوقراط وتحتاج إليه المرحلة الجديدة، بالنظر إلى مساره المهني والخبرات التي يمتلكها.
واختار رئيس الحكومة الموريتانية الجديد خلال السنوات الأخيرة الابتعاد عن الشأن السياسي العام، والانزواء بعيدا عن التجاذبات السياسية بين الأغلبية والمعارضة، قبل أن يلتحق خلال الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة بحملة الرئيس ممد ولد الغزواني عقب ترشحه، بالعمل منسقا للجان الحملة في عدة دوائر انتخابية.
شخصية الشيخ سيديا المتوازنة سياسيا والمستقلة فكريا ووسيطته واعتداله في النهج والآراء والمواقف تؤهله كذلك للقيام بدور كبير في تحقيق رهانات الحقبة السياسية الجديدة، التي وعد بها الغزواني، والتي تركز على الأبعاد التنموية.
والخميس الماضي، أدى الرئيس الموريتاني المنتخب محمد ولد الغزواني اليمين أمام المجلس الدستوري في حفل تنصيب رسمي.
الحفل جاء بحضور مكتب الجمعية الوطنية ومكتب مجلس الشيوخ ورئيس المحكمة العليا والعديد من ممثلي الدول الصديقة لموريتانيا، بينها الإمارات ومندوبين عن منظمات إقليمية ودولية.