انتخابات إسرائيل.. خلافات في الأفق وقلق أمريكي
مع إظهار النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية تقدم كتلة رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو واستعداده للعودة للسلطة، بدأت ملامح الخلافات تتكون في الداخل.
خلافات عزز أركانها امتناع رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد عن الاعتراف بالهزيمة، وشكوك الفلسطينيين في احتمال التوصل إلى حل سياسي للصراع في ظل رئاسة نتنياهو للحكومة المقبلة، والذي شرع في التأكيد على أنه لن يسمح بمشاركة الأحزاب العربية في حكومته المقبلة قائلا: "لا نريد حكومة مع الإخوان المسلمين".
جاء ذلك بعدما أظهرت نتائج استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أن رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو يتهيأ للعودة وكتلته اليمينية يتجهان نحو تحقيق أغلبية ضئيلة بفضل النتائج الطيبة التي حققها حلفاؤه من اليمين المتطرف.
ومنحت النتائج الأولية، والتي نشرتها عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول بقاء في السلطة، نحو 61 أو 62 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.
وليس من المتوقع الإعلان عن النتائج النهائية، إلا في وقت لاحق من الأسبوع الحالي، واندلعت الخلافات على الفور مع تحذير حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو من محاولات محتملة لتزوير النتائج.
وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل، الثلاثاء، أن نسبة إقبال الناخبين في الانتخابات العامة بلغت 71.3٪، وهي الأعلى منذ 2015.
وقالت لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل، إن نسبة المشاركة "هي الأعلى منذ عام 2015".
وكان نتنياهو قال خلال الإدلاء بصوته في خامس انتخابات تشهدها إسرائيل في غضون 4 أعوام، إنه لا يريد انضمام حزب عربي إلى حكومته.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن نتنياهو قوله: إنه لا يريد "الإخوان المسلمين" في الحكومة الإسرائيلية، على حد تعبيره.
وقال نتنياهو: "لا نريد حكومة مع الإخوان المسلمين الذين يدعمون الإرهاب وينكرون وجود إسرائيل وهم معادون جدا للولايات المتحدة. هذا ما سنحققه".
النتائج النهائية
وردا على النتائج الأولية للانتخابات والتي توقعت استطلاعات الرأي خسارة معسكره، وعودة رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو إلى السلطة، قال يائير لابيد، إنه "سينتظر حتى ظهور النتائج النهائية".
وتابع لابيد لأنصاره في مقر حزبه (هناك مستقبل) المنتمي لتيار الوسط: "ليست لدينا نية للتوقف، سنواصل الكفاح من أجل أن تكون إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية وليبرالية وتقدمية".
وبنى لابيد حملته الانتخابية على الاقتصاد والإنجازات الدبلوماسية التي تحققت مع دول من بينها تركيا ولبنان. لكن ذلك لم يكن كافيا لإيقاف تقدم اليمين.
لكن النتائج ستجعل نتنياهو معتمدا على دعم بن غفير وزعيم اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش، اللذين خففا بعض مواقفهما المتطرفة المناهضة للعرب لكنهما ما زالا يدعوان إلى طرد أي شخص يعتبر غير موال لإسرائيل من البلاد.
ويثير احتمال انضمام بن غفير، وهو عضو سابق في حركة "كاخ" المدرجة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة وأدين سابقا بالتحريض العنصري، إلى حكومة يقودها نتنياهو قلق واشنطن.
كما عزز ذلك شكوك الفلسطينيين في احتمال التوصل إلى حل سياسي للصراع بعد حملة انتخابية جرت وسط عنف مستمر منذ أشهر في الضفة الغربية تضمن مداهمات واشتباكات بصورة شبه يومية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان "نتائج الانتخابات أكدت ما كان يقينا لنا من أنه لا شريك لنا في إسرائيل للسلام".
وقد تتأثر النتيجة بما إذا كان حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وهو حزب عربي صغير، قد تجاوز العدد اللازم للدخول إلى البرلمان، الأمر الذي قد يزعزع توزيع المقاعد ويحتمل أن يحبط نتنياهو.
aXA6IDMuMTQ1LjM4LjY3IA== جزيرة ام اند امز