إسرائيل في 2025.. خاضت حربا وتستعد للعودة لأخرى
خاضت إسرائيل حربا ضد لبنان في عام 2025 وبينما توشك على إنهاء حرب استمرت أكثر من عامين على غزة، يبدو أنها تستعد للعودة للحرب في لبنان.
وتقول إسرائيل إنها على مدى عامين خاضت معارك على 7 جبهات وهي إضافة إلى لبنان وغزة وإيران كل من اليمن والضفة الغربية والعراق وسوريا.
فكيف كانت الحرب على هذه الجبهات في عام 2025؟
جبهة غزة
بدأ عام 2025 باتفاق لوقف إطلاق النار في 10 يناير/كانون الثاني 2025 واستمر حتى 18 مارس/آذار من نفس العام، حين استأنفت إسرائيل الحرب بانسحابها من الاتفاق ورفضها الدخول في المرحلة الثانية منه.
وخلال فترة وقف إطلاق النار انسحبت القوات الإسرائيلية تدريجيا من قطاع غزة بما في ذلك من ما سمي ممر نتساريم الذي فصل شمال قطاع غزة عن باقي القطاع وهو ما سمح لمئات آلاف الفلسطينيين، للمرة الأولى منذ بداية الحرب، بالعودة إلى شمال قطاع غزة.
كما أنه جرى استئناف إدخال المساعدات الإنسانية بما في ذلك إلى شمال قطاع غزة وإطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية مقابل إطلاق سراح نحو 1900 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
ولكن استئناف الحرب في 18 مارس/آذار 2025 شكل مفاجأة لسكان قطاع غزة الذيم وجدوا أنفسهم وسط هجمات جوية وبرية عنيفة للغاية ما أدى إلى مقتل المئات وإصابة الاف في الأيام الأولى من استئناف الحرب.
وفي مايو/أيار أطلقت إسرائيل عملية "عربات جدعون" التي سيطرت من خلالها على أكثر من 85% من مساحة قطاع غزة ما أدى إلى حشر نحو مليوني فلسطيني في ما يقل عن 15% من مساحة القطاع.
وفي أغسطس/آب بدأت عملية احتلال مدينة غزة بتطويقها وقصف وتدمير الأبراج السكنية فيها قبل أن يبدأ الاجتياح البري في 15 سبتمبر/أيلول.
غير أن هذه العملية، رغم فداحتها، أسست لتحرك دولي واسع من أجل إنهاء الحرب.
ففي 29 سبتمبر/أيلول أعلن البيت الأبيض رسميا عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة والمؤلفة من 20 نقطة.
وتضمنت الخطة تبادلا للأسرى وانسحابا إسرائيليا تدريجيا من قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ونزع سلاح "حماس" وتشكيل مجلس سلام برئاسة ترامب، وتأسيس لجنة تكنوقراط فلسطينية غير مسيسة لإدارة الحياة في غزة وتشكيل قوات استقرار دولية لتنتشر مكان القوات الإسرائيلية التي ستنسحب من القطاع.
وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف الحرب في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025 وبدأ تنفيذه منذ ذلك الحين.
ومع إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء ال 20 مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين وإعادة جثامين 27 من أصل 28 رهينة أموات مقابل جثامين 15 فلسطينيا مقابل كل رهينة مع وقف هش، ولكن صامد لإطلاق النار فإن الأطراف تستعد لدخول المرحلة الثانية من خطة ترامب بما يؤسس لتثبيت وقف الحرب.
وعلى الرغم من دعوات مسؤولين إسرائيليين لاستئناف الحرب فإن التقديرات هي أن ترامب عازم على الاستمرار بخطته وهو ما يؤشر اليه إعلانه نيته تشكيل مجلس السلام مطلع العام 2026 وتشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية وتشكيل قوة الاستقرار الدولية.

جبهة إيران
في 13 يونيو/حزيران 2025 بدأت إسرائيل حربا لطالما لوحت بها ضد إيران واستمرت حتى 24 من ذات الشهر.
واستمرت الحرب المفاجئة التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "الأسد الصاعد" 12 يوما هاجمت فيها المنشآت النووية الإيرانية ومواقع عسكرية في عموم الأراضي الإيرانية.
وشارك في الهجوم الافتتاحي أكثر من 200 طائرة حربية قصفت نحو 100 هدف داخل إيران بما فيها منشآت نووية ومنصات صواريخ ومطارات عسكرية ومواقع تدريب وقيادة مع استهداف قادة عسكريين بارزين في الحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين إيرانيين.
وردت إيران بإطلاق أكثر من 550 صاروخا باليستيا ومئات المسيرات الانتحارية مستهدفة مواقع عسكرية واستخبارية وبحثية واستراتيجية وسكانية في إسرائيل.
وبمشاركة الولايات المتحدة رسميا في الحرب يوم 21 يونيو/حزيران فإنها أسست لوضع نهاية لها بعد استخدام قنابل خارقة للحصون استهدفت المنشآت النووية الإيرانية فوردو ونطنز.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاحقا وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 24 يونيو/حزيران.
وقالت إسرائيل والولايات المتحدة إن الضربات أدت إلى تراجع البرنامج النووي سنوات طويلة للخلف.
وعلى الرغم من تبادل التهديدات باستئناف الحرب من قبل المسؤولين الإسرائيليين والإيرانيين فإنه لا مؤشرات فعلية على استئناف الحرب ما لم تكن مفاجئة.
جبهة لبنان
بقيت جبهة لبنان ساخنة طوال العام 2025 على الرغم من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، بوساطة أمريكية، نهاية العام 2024.
فالجيش الإسرائيلي لم ينسحب كليا من جنوب لبنان وبقي في 5 مواقع أما الهجمات الإسرائيلية في لبنان فلم تتوقف على مدار العام.
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ نحو 1200 غارة في لبنان، خاصة جنوب لبنان، منذ بدء وقف إطلاق النار وقتل 370 عنصرا، غالبيتهم العظمى من حزب الله، خلال الفترة منذ وقف إطلاق النار.
واستمر تبادل الاتهامات بين إسرائيل والحكومة اللبنانية بشأن نزع الجيش اللبناني سلاح حزب الله خاصة جنوب نهر الليطاني.
وتلوح إسرائيل بعملية عسكرية، محدودة أو موسعة، ضد حزب الله في لبنان في حال عدم نزع سلاحه حتى نهاية العام 2025.
ويعتبر المسؤولون العسكريون الإسرائيليون إن العودة للحرب في لبنان "حتمية" و"مسألة وقت".
جبهة اليمن
شهدت الجبهة بين إسرائيل والحوثيين في العام 2025 تصعيدا ملحوظا شمل هجمات إسرائيلية على الحوثيين وهجمات صاروخية وبالمسيرات من اليمن على إسرائيل.
وتوقفت الجبهة خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة في يناير/كانون الثاني ولكن ما لبثت أن تجددت بعد انتهاء وقف إطلاق النار في غزة في مارس/آذار ثم توقفت الضربات المتبادلة مع بدء تطبيق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول.
وكان البارز في هجمات الحوثيين، هو الهجوم على مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب في 4 مايو/أيار ما أدى إلى وقف عشرات شركات الطيران الدولية رحلاتها من وإلى المطار.
وشنت إسرائيل عدة هجمات على صنعاء كان أبرزها هجوم 28 أغسطس/آب حيث استهدفت اجتماعا لقيادات حوثية رفيعة ما أسفر عن مقتل عدد كبير من القادة الحوثيين السياسيين والعسكريين بينهم رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي.
جبهة العراق
بشكل عام كانت جبهة العراق الأقل تأثيرا، إذ أطلقت مجموعات موالية لإيران عدد قليل من الصواريخ قالت إسرائيل إنها اعترضتها.
جبهة سوريا
انتقلت إسرائيل في العام 2025 من الهجمات الجوية على المواقع التي قالت إنها تابعة للنظام السوري السابق إلى التوغلات البرية مع استمرار الغارات الجوية الكثيفة.
وقالت المصادر الإسرائيلية إن إسرائيل شنت حوالي 500 غارة جوية على أهداف تابعة للجيش السوري التابع للنظام السابق في عموم سوريا.
ومع ذلك، فقد شن الجيش الإسرائيلي في شهر يوليو/تموز هجمات على أهداف قريبة من قيادة الجيش والقصر الرئاسي السوري في منطقة دمشق.
وواصلت إسرائيل السيطرة على المنطقة السورية العازلة رغم المفاوضات التي جرت بين البلدين لمحاولة التوصل إلى اتفاق أمني برعاية أمريكية.
وتدخلت إسرائيل لصالح الدروز في السويداء في يوليو/تموز بذريعة حمايتهم.
وتواصل التوتر بين البلدين ولكن دون الوصول إلى مرحلة المواجهة.
الضفة الغربية
شهدت الضفة الغربية خلال العام 2025 تصعيدا كبيرا في هجمات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
ومع بداية العام أعلن الجيش الإسرائيلي عن عملية عسكرية واسعة في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس التي بقيت تحت السيطرة الإسرائيلية منذ بداية العملية بعد طرد السكان منها وهدم عشرات المنازل فيها.
وتركزت العمليات العسكرية الإسرائيلية في محافظات جنين وطولكرم وطوباس في شمالي الضفة الغربية والخليل في جنوبي الضفة.
وتفيد تقديرات حقوقية بمقتل أكثر من 1000 فلسطيني بالضفة الغربية خلال العام وهو الرقم الأعلى منذ عقود.
وشهدت الضفة الغربية العديد من عمليات إطلاق النار والدهس والطعن لجنود ومستوطنين إسرائيليين.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز