"هيومن رايتس" تحذر إسرائيل من مصير آلاف اللاجئين السودانيين والإريتريين
المنظمة الحقوقية قالت إن السلطات الإسرائيلية هددت بحبس آلاف طالبي اللجوء الذين يرفضون المغادرة
دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى ضرورة وقف إسرائيل لسياسة جديدة تستخدمها قد تؤدي إلى الحبس لأجل غير مسمى لآلاف الإريتريين والسودانيين.
وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير أرسلت نسخة منه لبوابة العين الإخبارية "هذه السياسة هي الأخيرة في سلسلة من التدابير الإكراهية ضد هذه المجموعات، وتهدف إلى حرمانهم من حقهم المشروع في طلب الحماية، وستؤدي لا محالة إلى الاحتجاز الجماعي غير القانوني لطالبي اللجوء".
وفي التقرير نفسه، أوضح جيري سمبسون، المدير المشارك لبرنامج اللاجئين في هيومن رايتس ووتش أنه "في هذا الفصل الأخير من مسعى إسرائيل المطول للتنصل من واجب حماية اللاجئين، هددت السلطات بحبس آلاف طالبي اللجوء الذين يرفضون المغادرة. بدلا من حبسهم".
وكانت سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية، التابعة لوزارة الداخلية، أعلنت مطلع الشهر الجاري، عن خطط للاحتجاز بدون أجل مسمى لآلاف الرجال الإريتريين والسودانيين، في حال رفضوا المغادرة إلى رواندا أو أوغندا في موعد غايته 31 مارس/آذار القادم.
وتنص خطة الحكومة الإسرائيلية على أن جميع الإيرتريين والسودانيين "المتسللين" يجب أن يغادروا "إلى دولهم أو إلى دولة ثالثة" بنهاية مارس/آذار من العام الجاري، ووعدت بمبلغ 3500 دولار لمن يوافقون على المغادرة، ومبلغ أقل إذا غادروا طوعا بعد ذلك التاريخ.
وبحسب الخطة فإن الرجال الذين يقدمون على تجديد تصاريحهم للبقاء في إسرائيل بعد 1 فبراير/شباط سيُطلب منهم مغادرة إسرائيل في ظرف 60 يوما في حال تم رفض طلباتهم باللجوء، أو إذا لم يقدموا أية طلبات في هذا الخصوص، أو إذا سجلوا كطالبي لجوء بعد 2017.
ولا يُعفى إلا الرجال الذين معهم أطفال في إسرائيل أو من تم التعرف بينهم على ضحايا للاتجار بالبشر.
وحتى نهاية سبتمبر/أيلول 2017، كان هناك 27,018 إريتريا و7731 سودانيا في إسرائيل، بحسب سلطة الهجرة.
ووفق "هيومن رايتس ووتش"، فإنه منذ 2013 غادر نحو 14 ألفا إسرائيل، بسبب التدابير الحكومية ضد طالبي اللجوء التي اشتملت على الاحتجاز المطول دون أجل مسمى، والذي قضت المحكمة الإسرائيلية العليا مرتين بعدم قانونيته.
وفي السابق، ذكرت مصادر إسرائيلية أن رواندا وأوغندا قبلتا استقبال المهجّرين.
غير أن "هيومن رايتس" لفتت إلى أنه "حتى الآن لم تقبل رواندا وأوغندا سوى الأفراد الذين وافقوا طوعا على مغادرة إسرائيل، ولم تؤكد أي من الدولتين وجود اتفاق بقبول أفراد مُرحلين"، مبينة أن أي أفراد تم ترحيلهم كان "ضدّ إرادتهم".
وتابعت "بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، يُعد الاحتجاز تعسفيا إذا احتجزت دولة فردا لترحيله في غياب فرصة واقعية للترحيل. قد يشكل الاحتجاز التعسفي دون أجل مسمى أيضا معاملة لاإنسانية أو مهينة في مخالفة لالتزامات إسرائيل بموجب العهد الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب".
ودخل إسرائيل نحو 50 ألف إريتري وسوداني عبر الحدود مع مصر في شبه جزيرة سيناء بين عامي 2006 و2012، وهي الفترة التي شهدت قيام تل أبيب بإغلاق الحدود مع مصر.
وحتى بداية 2013 كانت سلطات الهجرة الإسرائيلية ترفض جميع طلبات لجوء الإريتريين والسودانيين تقريبا.
لكن "هيومن رايتس" أوضحت أنه منذ 2013 وحتى أواسط 2017 "تمكن 12,295 شخصا من تقديم طلبات لجوء، بينها 7437 طلبا في انتظار الرد".
aXA6IDMuMTQ0LjExNi45NiA= جزيرة ام اند امز