ربيع الفلسطيني.. براءة انتزعتها إسرائيل من مراتع الصبا لمخافر الاحتلال
محمد ربيع عليان طفل لم يتجاوز سنواته الأربع من سكان بلدة العيسوية بالقدس تتهمه إسرائيل بـ"رشق" سيارة شرطة الاحتلال بالحجارة
صوره وهو في حضن والده وبيده زجاجة الحليب وبعض الحلوى زلزلت الأرض تحت أقدام الاحتلال الإسرائيلي، وقدمت للعالم دليلا وبرهانا آخر على مأساة أطفال القدس.
محمد ربيع عليان طفل لم يتجاوز سنواته الأربع من سكان بلدة العيسوية بالقدس الشرقية، لم يكن يدرك أنه مطلوب من إسرائيل للتحقيق معه بتهمة "رشق" سيارة شرطة الاحتلال بالحجارة، بل قد لا يكون عقله الصغير استوعب ذلك الحشد المحيط به.
النشاز بدا مهيمنا على الموقف من بدايته إلى نهايته، والمشهد في مركز للشرطة الإسرائيلية بالقدس الشرقية المحتلة صباح الثلاثاءـ بدا مهينا لإسرائيل بقدر ما فضح انتهاكات الاحتلال واستهدافه للطفولة الفلسطينية.
بين زجاجة الحليب التي لم تفارق يد محمد ربيع و"الحجارة" التي ادعت إسرائيل أنه رشق بها إحدى سياراتها، ترتسم معالم هجمة شعواء يشنها الاحتلال منذ أسابيع على بلدة العيسوية لم تستثنِ حتى الأطفال.
ففي الأشهر الأخيرة، كثفت إسرائيل من حملات الاعتقال وشددت الخناق على سكان البلدة من خلال وضع الحواجز على مداخلها وإيقاف السيارات في ممارسات يومية بغيضة باتت تعوق حياة السكان.
توجه محمد ربيع إلى القسم برفقة والده وعدد من الفلسطينيين من أبناء مدينة القدس ممن أرادوا فضح الانتهاكات الإسرائيلية بحق الطفولة أمام العالم، وبحق بلدة العيساوية الرازحة تحت وطأة ضغط الاحتلال بشكل عام.
وبتحول الطفل المقدسي إلى عنوان لمعاناة سكان القرية والطفولة الفلسطينية عموما، أحرجت إسرائيل إلى حد كبير ما دفعها إلى زعم بأنها لم توجه الاستدعاء للتحقيق معه وإنما مع والده، وهو ما نفاه الأخير.
القصة الكاملة
ربيع عليان والد الطفل فضح ادعاءات إسرائيل وبطلان حججها، قائلا: "إن القصة جرت في ساعات مساء الإثنين عندما كانت هناك مجموعة من الأطفال بينهم ابني محمد يلعبون أمام المنزل".
وأضاف: "في لحظة هاجمتهم عناصر من الشرطة الإسرائيلية في الشارع، بما في ذلك ابني الذي لاحقوه إلى المنزل بداعي رشق سيارة شرطة بالحجارة".
وتابع: "قلت لهم إن ابني صغير، ومن غير المعقول أن يكون قد رشقهم بالحجارة، ولكنهم أصروا على أن أجلبه إلى مركز الشرطة للتحقيق وسلموني كتابا رسميا بهذا الاستدعاء".
فضيحة عالمية
بانتشار القصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصدور تصريحات مستنكرة لذلك من مسؤولين فلسطينيين، بدا الإحراج واضحا على إسرائيل التي يبدو أنها لم تكن تتصور أن تلاقي القصة كل هذا الاهتمام المحلي والاستنكار العالمي عبر مواقع التواصل.
وبناءً على ذلك وسعيا نحو درء الفضيحة، حاولت الشرطة الإسرائيلية التنصل من استدعاء الطفل تارة، فيما طلبت من العائلة عدم جلبه إلى مركز الشرطة تارة أخرى.
بدا الموقف متذبذبا متماهيا مع الارتباك الإسرائيلي الحاصل ناضحا بممارساته العدوانية مشحونا بخليط غير متجانس من الادعاءات والمزاعم المفضوحة.
ولاستكمال أركان فضيحة الاحتلال، أصر والد الطفل على القدوم إلى مركز الشرطة تماما كما جاء في نص الاستدعاء.
وعن ذلك يقول في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية": "منذ ساعات صباح اليوم، حاولت الشرطة الإسرائيلية بكل الوسائل منعنا من القدوم إلى مركز التحقيق، وزعموا بأن ورقة الاستدعاء مزورة، فقلت لهم إني تسلمت الورقة من الشرطة ولا يعقل أن تكون مزورة، ثم إنني أصر على القدوم إلى مركز الشرطة حتى يعرف العالم ما تفعله إسرائيل بأطفالنا".
وبالفعل، توجه الوالد ومعه ابنه وعدد من السكان إلى مركز الشرطة الإسرائيلية، وسط حضور إعلامي لافت، في رسالة أرادها مدوية إلى العالم عن معاناة أطفال فلسطين.
وفي محاولات يائسة للخروج من الموقف المحرج، حاول المحققون في البداية الزعم بأنهم لم يستدعوا الطفل، غير أن الوالد أصر على أنه تم بالفعل استدعاؤه؛ ما أجبر المحققين على القول محاولين الهروب من الموقف المشين، بأنه "يجب عدم السماح للطفل باللعب في الشارع".
وعن ذلك، رد والد الطفل: "نحن في بلدنا وأطفالنا يلعبون أمام منازلهم وإذا ما كان من أحد يجب ألا يتواجد في شوارعنا فهي شرطة الاحتلال الإسرائيلي وليس أطفالنا".
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xODAg جزيرة ام اند امز