استنفار إسرائيلي لـ«تبرير» محاولة اغتيال بـ«منطقة إنسانية»
استنفرت إسرائيل عالميا لتبرير محاولة اغتيال اثنين من قادة "حماس" بالمنطقة الإنسانية في المواصي غربي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ويرجح أن توجه انتقادات عالمية إلى إسرائيل سيما في ضوء تراجع منسوب التقديرات الإسرائيلية المتفائلة باغتيال قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" محمد الضيف.
وبعد أن سادت تقديرات إسرائيلية متفائلة باغتيال الضيف فإن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أشار إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد مشاورات هاتفية، وإنه سيعقد اجتماعات أمنية في ساعات المساء.
وأعلنت المصادر الطبية الفلسطينية مقتل وإصابة 350 فلسطينيا في الهجوم الإسرائيلي بقنبلة زنتها طن على المنطقة الإنسانية في المواصي، التي يتكثف فيها وجود النازحين الفلسطينيين.
وكان الجيش الإسرائيلي قد طالب سكان في غزة بالانتقال إلى منطقة المواصي خلال عملياته في جنوب ووسط القطاع.
وفي تطور لافت أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية استنفارا عالميا لمحاولة تبرير الهجوم.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان تلقته "العين الإخبارية": "أصدر وزير الخارجية يسرائيل كاتس تعليماته للمدير العام لمكتبه باستخدام غرفة العمليات في وزارة الخارجية على الفور لعمليات الطوارئ في أعقاب عملية الجيش الإسرائيلي في منطقة خان يونس".
وأضافت: "أمر الوزير بسلسلة من الإجراءات الفورية بما في ذلك: ربط وتلقي المعلومات الحالية من الجيش الإسرائيلي، وصياغة الرسائل وتوجيه النظام الدبلوماسي في العالم للأنشطة مع الدول والمنظمات الدولية، وإعداد كافة الجوانب السياسية والقانونية المتعلقة بالإجراء ومعناه والتأكيد على ضرورته ومشروعيته".
وكان الجيش الإسرائيلي أصدر بيانا أعلن فيه عن محاولة اغتيال الضيف وقائد لواء خان يونس رافع سلامة دون ذكر اسميهما ودون تأكيد اغتيالهما.
وقال في بيان تلقته "العين الإخبارية": "في عملية مشتركة للجيش والشاباك واستنادا إلى معلومات استخبارية دقيقة لهيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك استهدف سلاح الجو والقيادة الجنوبية الهدفيْن البارزيْن في منظمة حماس داخل مجمع تسترا في داخله مع عدد آخر من النشطاء بين المدنيين".
وأضاف: "المجمع المستهدف هو عبارة عن منطقة مفتوحة ووعرة يحتوي على عدد من المباني والسقائف".
ومن جهته قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان "أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقييما هاتفيا للوضع مع قوات الأمن والجيش وجهاز الأمن العام".
وأضاف: "سيجري رئيس الوزراء خلال الساعات المقبلة نقاشا أمنيا سياسيا مع كافة الأطراف لبحث التطورات والخطوات المقبلة".
قلق عائلات الرهائن
وأبرزت عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة قلقا إزاء التطورات.
وقالت في بيان تلقته "العين الإخبارية": "في أعقاب الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، نذكّر رئيس الوزراء نتنياهو بأنه لن يكون هناك نصر قبل أن يعيد جميع المختطفين الـ120 إلى وطنهم".
وأضافت: "صفقة نتنياهو في المراحل النهائية من التوقيع وإعادة المختطفين إلى الوطن، حان الوقت لتوجيه فرق التفاوض للتوصل إلى اتفاقات وإعادة الجميع إلى بيوتهم، الأحياء لإعادة تأهيلهم والقتلى للدفن في بلادهم".
وتابعت العائلات: "لقد انتظرناهم لمدة 281 يومًا. لقد حان الوقت للرهائن".
حماس تنفي
وكانت "حماس" نفت اغتيال قادة لها في الهجوم.
وقالت في بيان تلقته "العين الإخبارية": "إن ادعاءات الاحتلال حول استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة، وهذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وإن هذه الادعاءات الكاذبة تغطية على حجم المجزرة المروعة".
تصعيد من لبنان
وعلى الفور دوت صافرات الإنذار في بلدات بشمالي إسرائيلي إيذانا بانطلاق صواريخ من لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية": " اعترضت الدفاعات الجوية في وقت سابق اليوم هدفين جويين مشبوهين فوق الأجواء اللبنانية دون اختراقهما الأجواء الإسرائيلية ودون وقوع إصابات".
السلطة تحمل واشنطن المسؤولية
وبدوره قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة "إن مجزرة الاحتلال الجديدة على منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، التي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 350 مواطنا بينهم أطفال ونساء، هي استكمال لحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على أرضنا وشعبنا".
وأضاف في بيان "إن هذه المجزرة البشعة التي ذهب ضحيتها المئات من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأمريكية التي تصر على مخالفة جميع قرارات الشرعية الدولية عبر استمرارها في تقديم الدعم بالمال والسلاح لهذا الاحتلال الذي يرتكب يوميا المجازر الدموية بحق شعبنا".
وتابع الناطق الرسمي باسم الرئاسة إنه لولا الدعم الأمريكي الأعمى والمنحاز لما استطاع هذا الاحتلال مواصلة جرائمه الدموية بحق شعبنا، وتحدي الشرعية الدولية، وقرارات المحاكم الدولية التي طالبت بوقف العدوان وتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني.
وأردف أبوردينة: "نطالب مجلس الأمن الدولي، والمجتمع الدولي، بالتدخل الفوري لوقف هذه المجازر الدموية، وإلزام سلطات الاحتلال بالتوقف فورا عن كل هذه الأعمال، التي تنتهك جميع قرارات الشرعية الدولية وإنهاء عدوانها".