تهجير أهالي غزة.. خطة إسرائيلية تدعمها سياسات حماس
الخطة تلاقي إجماعا على رفضها، ومطالبات لحركة حماس بالتوقف عن أي سياسات تساعد على تحقيقها.
أثارت الخطة الإسرائيلية لتشجيع سكان قطاع غزة على الهجرة إلى دولة ثالثة عبر مطار إسرائيلي، غضباً فلسطينياً واسعاً.
ولاقت الخطة إجماعاً على رفضها، ومطالبات لحركة حماس بالتوقف عن أي سياسات تساعد على تحقيقها.
مواجهة مشاريع التهجير
فعلى الصعيد الرسمي، قال صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "لن نسمح للاحتلال بتهجير شعبنا في قطاع غزة، وإن شعبنا بكل شرائحه ومكوناته المجتمعية والسياسية يرفض وسيتصدى لهذه السياسة التي تستهدف تهجيره من أرضه سواء من الـ48 أو من القدس الشرقية أو من الضفة الغربية أو من قطاع غزة".
واعتبر في بيان، أن هذه الخطة تأتي "في إطار عمل حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة على تهجير جديد بهدف إحكام سيطرتها على الأراضي الفلسطينية، وإنهاء حل الدولتين المقرر من الشرعية الدولية".
وطالب القيادي الفلسطيني، حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 بدلاً من فرض ضرائب جديدة على أهالي قطاع غزة، بتمكين الحكومة الفلسطينية من ممارسة مهامها في القطاع وفق الاتفاق الذي وقع في القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني من عام 2017 من أجل الاضطلاع بدورها لتعزيز صمود أبناء شعبنا الفلسطيني.
وأشار إلى أن "استمرار الانقسام يجعل للاحتلال بيئة خصبة لتطبيق أجندته لحرمان شعبنا من إقامة الدولة الفلسطينية".
الخطة الإسرائيلية كشفت عنها القناة (13) الإخبارية الإسرائيلية، مساء الإثنين الماضي، عندما نقلت على لسان مصدر سياسي إسرائيلي أن "إسرائيل تعمل على تشجيع الهجرة من قطاع غزة".
وأضاف المصدر ذاته، المرافق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارته إلى أوكرانيا، أن "هناك نية لفتح مطار في جنوبي البلاد يمكن للمهاجرين من غزة الوصول إليه بغرض الهجرة في حال وجدت دولة ثالثة على استعداد لاستيعابهم".
خطة حقيقية
الخبير في الشؤون السياسية ثائر أبوعطيوي أكد أن هناك خطة إسرائيلية حقيقية لدفع الفلسطينيين للهجرة من غزة، لأنها تمثل رأس حربة لمواجهة دولة الاحتلال وسياستها في الأراضي الفلسطينية، وهي عنصر المواجهة الأول منذ خمسينيات القرن الماضي، لذلك لا تريد إسرائيل استقراراً في غزة.
وقال أبوعطيوي لـ"العين الإخبارية": "هناك ظروف تصنعها إسرائيل لتعزيز عوامل الهجرة فمن العدوان إلى الحصار للإفقار المتعمد للشعب الفلسطيني من خلال مصادرة موارده الطبيعية والاستيلاء على أرضه وحقوقه، وهي ظروف تشجع على الهجرة الطوعية خصوصاً بين الشباب الذين يلمس تداعيات السياسات الإسرائيلية مباشرة".
وأشار إلى أن "هناك هجرة لأفراد وليس لجماعات كما كانت بدايات اللجوء والتهجير عام 48، وهذا يعود لوعي الفلسطينيين.. وهذه الهجرة الفردية وإن كثرت ليست بمطمح إسرائيل فطموحها هجرات جماعية واسعة تفرغ الأرض من أصحابها وهذا لا يتحقق لها".
سياسات حماس
أوساط فلسطينية تتهم حركة حماس، بتوفير بيئة طاردة للشبان الفلسطينيين من خلال ممارساتها وانتهاكاتها وسياساتها التي أفقرت الفلسطينيين.
وقال الكاتب صادق أمين: "أوضاع قطاع غزة مأساوية، فهناك الحصار الإسرائيلي المستمر من 13 عاماً، وهناك إجراءات السلطة، وهناك انتهاكات حركة حماس، والاعتقالات التي تنفذها والسياسات الاقتصادية التي دمرت آمال الشبان ودفعت الآلاف منهم للهجرة أو التفكير بها".
ولا تتوفر إحصاءات دقيقة عن أعداد المهاجرين من غزة في السنوات الأخيرة، ولكن إحصاءات غير رسمية يتداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن مغادرة أكثر من 32 ألف فلسطيني غزة خلال أقل من عامين.
الوعي سيفشل خطط إسرائيل
ويعتقد ذو الفقار سويرجو، الخبير السياسي، أن خطة الاحتلال لم تتوقف عن تهجير الفلسطينيين جماعات وأفراداً منذ إنشاء إسرائيل على أنقاض أرض فلسطين عام 1948.
ويعزو سويرجو ذلك في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى زيادة أعداد الفلسطينيين وتشكيلهم قنبلة ديموغرافية، وهو السلاح الأكثر خطورة على إسرائيل التي باتت تطرق كل الأبواب لدفع الفلسطينيين طوعياً، للخروج من أراضيهم، وهذا ما حصل خلال 12 سنة من الحصار لغزة في محاولة لدفع الناس لتركها والرحيل.
واعتبر أن الخطة الإسرائيلية تصطدم بوعي الفلسطينيين الرافض للهجرة رغم حصول هجرة بحثاً عن حياة أفضل.
وشدد على أن "المخطط الإسرائيلي لن ينجح في هزيمة 13 مليون فلسطيني صامدون على الأرض في الضفة والقدس وغزة حتى أراضي 48 (داخل إسرائيل)".
المشكلة بحسب سويرجو أن الفلسطينيين لا يمتلكون مؤسسة موحدة لمواجهة هذا الوباء بخطة موحدة، مع ذلك يقدر أن الوعي الجماهيري يعي أن الفلسطيني لن يكون مرتاحاً إلا في بلده.
ورأى أن الضيق سيولد الانفجار وليس الهجرة.. فهذه الكتلة السكانية الضخمة ستبحث عن ذاتها في الأرض الموجودة عليها وليس في أرض غيرها وستشكل ضغطاً على إسرائيل لترغمها على إيجاد حلول مقبولة على الفلسطينيين.