2023.. إسرائيل تتوقع عاما أقل استقرارا مع إيران
رجح مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى أن يكون العام 2023 أقل استقرارا مما هو عليه الآن على جبهتي إيران والضفة الغربية.
وقال رئيس شعبة البحوث في هيئة الاستخبارات الإسرائيلية، عميت ساعر خلال مؤتمر GAZIT22 المنعقد في إسرائيل:" ندخل عام 2023 من زاوية تنطوي على قدر أكبر من التهديدات الصادرة عن عدد أكبر من الساحات والجهات على دولة إسرائيل، وسيشهد واقعًا أقل استقرارًا مع بؤرتين رئيسيتين هما إيران ويهودا والسامرة" أي الضفة الغربية.
وأضاف: "إيران لديها حدود تمتد على مسافة 7000 كيلومتر وهي لا تلاقي على أي شبر منها أي أصدقاء وإنما الأعداء فقط".
وتابع في إشارة إلى الأمين العام لحزب الله اللبنانية:" يختار نصر الله عدم توسيع رقعة أهدافه في سوريا لأنه غير معني بالتورط هناك، لكنه يبني قوته من أجل خلق القدرة على تحقيق الإنجاز وهو يرى في ذلك شرطًا للاستقرار".
واستدرك: " ينطوي عام 2023 أيضًا على العديد من الفرص، فنحن نتواجد ضمن نظام إقليمي يقبل بنا باعتبارنا جهة ذات قيمة وقدرات عالية والتي يسعى النظام الإقليمي للحصول عليها لدولة، ويُعد مستوى الردع الذي نتمتع به مرتفعًا وكذلك حرية تصرفنا في المنطقة".
وتابع: بالتالي فإن إسرائيل لديها قيمة وأهمية عالية في هذه المنطقة، ويُنظر إليها في المنطقة أيضًا كلاعب لا يتردد باستخدام القوة فإذا تم استطلاع رأي الإيرانيين سنجد أنهم يعتبرون إسرائيل لاعبًا يشكل تهديدًا أكبر بكثير. بينما يعتقد اللبنانيون بأننا لاعب يتم ردعه".
وقال: "فيما يتعلق بالتهديد الإيراني، ننظر إلى إيران باعتبارها تهديداً مرجعياً، مما يؤثر على بناء القوة لدينا في مواجهة إيران".
ولفت إلى أن "إيران تدخل عام 2023 بعد سنوات عدة، وهي تشهد أزمة رباعية بمعنى الأزمة الدولية، الداخلية، الأزمة الإقليمية وكذلك الأزمة التي تواجه فيها إسرائيل".
هتافات إسقاط النظام بإيران
وبشأن الاحتجاجات في إيران، قال: "يعود سبب الاحتجاجات التي جرت عام 2009 إلى الشؤون السياسية، بينما في عام 2019 إلى الشؤون الاقتصادية. أما في عام 2022 فهذه الاحتجاجات تدور حول ماهية هذا النظام بحد ذاته، حيث لا يردد المتظاهرون هتافات تنادي لتعديل قانون الحجاب، وإنما تلك التي تنادي لإسقاط النظام".
وأضاف: "معظمهم تتراوح أعمارهم ما بين 15 و35 عامًا، أي أبناء الجيل الرابع بعد الثورة الذين فقدهم النظام، وهذا ما يؤرقه حيث نلاحظ اندلاع الاحتجاجات العنيفة في المدارس الثانوية، ويدرك النظام بأن قدرته على تسويق مثل هذه الأفكار في المدارس الثانوية باتت محدودة، ونشاهد في هذه الاحتجاجات العنف الشديد ضد النظام، ويحتج الشباب في المنطقة الوسطى والأقليات في المناطق الريفية".
انهيار مؤسسات الدولة في لبنان
واعتبر أن "لبنان يشهد حالة انهيار لمؤسسات الدولة حسب كل المؤشرات"، وقال: "إذا كنت مواطنًا لبنانيًا فلديك حاليًا الكهرباء في منزلك لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات، وتراجعت قيمة العملة اللبنانية بشكل حاد بينما ظلت الأجور المدفوعة بالليرة اللبنانية ثابتة، وما كان يساوي سابقًا 17 دولارًا يساوي حاليًا قرابة 500 دولار".
وأضاف: "وارتفعت معدلات الإجرام في حارتك في حين انخفضت فرصتك في الحصول على التعليم، وإذا كنت معنيًا بالهروب فلا يوجد مكان تهرب إليه، علمًا بأن راتبك الشهري يساوي أقل من خزان وقود. وإذا كنت مريضًا فيستحيل الحصول على معظم الأدوية في لبنان".
وتابع: "في المقابل، إذا كنت أحد عناصر حزب الله ستتقاضى راتبك بالدولار وليس بالليرة اللبنانية من إيران، أي أن وضعك قد تحسن أضعافًا مضاعفة، وأصبحت تنتمي إلى طبقة النخبة الجديدة".
وأشار إلى أن "حزب الله حاليًا هو الجهة ذات السيادة في لبنان بدليل أنه يملك القرار في الشؤون السياسية والأمنية والاقتصادية".
وقال: "ومن ناحية أخرى يمسك حزب الله بأقوى الأوراق على سفينة التيتانيك. علمًا بأن الدولة تغرق، وما اعتادوا على القيام به تطوعيًا بات أمرًا يُتوقع منهم القيام به حاليًا. إذ كانوا يأتون بالمال للسكان من الشيعة سابقًا أما الآن فالجمهور اللبناني برمته يتطلع لأن يوفروا له حلاً لمشاكله".
وأضاف: "وقد وجد نصر الله في منصة كاريش لأول مرة منذ سنين شيئًا يمكنه استخدامه لأجل الجمهور اللبناني والذي يرتبط بالتأثير الكبير على الوعي والتهديد العسكري".
إلى ذلك فقد ذكر أن الرئيس السوري بشار "الأسد لم ينفصل عن المحور الراديكالي لكنه سيفرض قيودًا عليه كونه يدرك بأنه هو الذي سيدفع الثمن".
وقال: "رؤية سليماني التي تتمثل بإنشاء لبنان ثانٍ على الأراضي السورية قد ماتت سواء ميدانيًا أو في عقول الذين كانوا يتمسكون بها في الماضي".
aXA6IDMuMTQxLjIwMS45NSA= جزيرة ام اند امز