مندوب قطر يفشل في غزة.. وشبح التصعيد يربك القطاع
الفصائل في غزة ترفض حتى الآن الشروط الإسرائيلية، وطالبت بإنهاء القيود على القطاع في ظل تفشي كورونا
لم تفلح الجولات المكوكية التي أجراها سفير قطر محمد العمادي بين تل أبيب وغزة، في تبديد مخاوف الغزيين من شبح جولة تصعيد جديدة، تلوح هذه المرة وسط متوالية أزمات تضرب القطاع بقوة.
وعاد العمادي إلى قطاع غزة، مساء السبت، بعد محادثات سرية عقدها مع مسؤولين في الجيش الإسرائيلي، ليقر في تصريحات، اليوم الأحد، بخطورة الأوضاع الراهنة في القطاع وتدهور قطاعات مختلفة أخرى.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن العمادي عاد لقطاع غزة عبر معبر بيت حانون (إيريز)، حاملا شروطا إسرائيلية لتخفيف القيود المفروضة على القطاع.
وأكدت مصادر متطابقة رفض الفصائل حتى الآن الشروط الإسرائيلية، وطالبت بإنهاء القيود الإسرائيلية في ظل أزمة كورونا التي تسببت بوفاة 3 فلسطينيين وإصابة 177 آخرين غالبيتهم داخل المجتمع المحلي.
ووفق موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي؛ فإن العمادي التقى مسؤولين بالجيش الإسرائيلي في موقع لم يتم تحديده.
ونقل الموقع عن مسؤولين بالجيش الإسرائيلي قولهم إن "العمادي لم ينقل في الأيام الثلاثة الماضية منذ وصوله إلى المنطقة أي أموال لحركة حماس"، رغم أنه أحد المطالب الرئيسية للحركة.
ويأتي ذلك وسط استمرار الشباب في غزة بإطلاق البالونات الحارقة تجاه البلدات الإسرائيلية، حيث تم تسجيل نشوب نحو 27 حريقا اليوم الأحد، فيما تستمر إسرائيل في سياستها شن غارات على مواقع لحماس.
وبحسب مراقبين فإن التخوفات قائمة، خشية تتطور الأمور نحو تصعيد أكبر، في حال وصت المباحثات لطريق مسدود.
استبعاد خيار الحرب
ويؤكد سامي نعيم، عضو اللجنة المركزية للجبهة العربية الفلسطينية، أن كل الاطراف العربية والدولية والسلطة الفلسطينية تضغط لعدم التصعيد في غزة وذلك لصعوبات الوضع الإنساني في القطاع.
وقال نعيم لـ"العين الإخبارية": إن الاسرائيليين يحاولوا أن يضغطوا على غزة لإرغامها على قبول ما تنقله للفصائل عبر الوسطاء"، معتبرا أن الاسرائيليين لا يريدون حربا مثل القطاع أيضا.
وأشار إلى أن غزة متأثرة من دون حرب جراء الحصار وكورونا الذي تسلل إليها مؤخرا، لذا لا يمكن للقطاع تحمل تبعات حرب جديدة.
ويخضع قطاع غزة لحظر تجوال منذ نحو أسبوع بعد اكتشاف إصابات داخلية بكورونا لأول مرة منذ تفشي الجائحة.
أما نائب مدير الميزان لحقوق الإنسان سمير زقوت، فقال إن الظروف في غزة بالغة القسوة والصعوبة وهذا الضغط الحالي سيؤدي بالفصائل للتشدد أكثر مع إسرائيل من المرات السابقة.
وقال زقوت لـ"العين الإخبارية" إنه:" الناس في غزة ليس ليس أمامهم إلا الصمود فهو ليس خيار بل ممر إجباري تفرضه الظروف".
غزة أمام 3 مواجهات
الدكتورة عبير ثابت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، أشارت إلى أن القطاع أمام 3 مواجهات؛ الأولى الحصار وما يترتب عليه من فقر وبطالة وعوز وقطع كهرباء، فضلاً عن إغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود ما تسبب بإطفاء محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع.
وأوضحت ثابت في حديثها لـ"العين الإخبارية" أن التحدي الثالث هو فيروس كورونا وصعوبة مواجهة القطاع الصحي المتدهور في غزة "فنحن هنا أمام كارثة انسانية حقيقية".
وقالت أمام هذه التحديات أعتقد أن الطرفين غير راغبين بالذهاب لتصعيد جديد وهم يمارسوا سياسة "عض أصابع" بالأعمال المتبادلة بينهم الآن.
ورأت أنه في ظل الوضع الإنساني الصعب وتحذير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لقيادتها السياسية لعدم تحمل الوضع الانساني بغزة اي تصعيد فانه سيكون هناك حل ما لم يحدث تطورات مفاجئة في الساعات القادمة من قبيل إطلاق صواريخ تؤدي لأضرار فتقلب كل التوقعات..
وأضافت "إسرائيل غير معنية بحرق كل المراكب مع حماس، لأنها تريد إرسال رسالة لها مفادها أنها هي من تبثت حكم حماس في غزة".