ولادة من رحم الحرب.. صرخة الحياة تقطع أصوات القصف على غزة
أبصرت الطفلة الفلسطينية "نايا" الحياة في قطاع غزة على أصوات القصف الإسرائيلي المتواصل.
نايا التي أطلقت صرختها الأولى في الحياة يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، كان قدرها أن تولد وسط حرب إسرائيلية على قطاع غزة بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
سماح قشطة (29 عاما) والدة نايا تفحصت وجهها الصغير وعينيها السوداوين، ثم ما لبثت أن أجهشت بالبكاء قائلة إن "الظروف أجبرتني أن أنا ولدت في وقت أنا مش (لست)قادرة أوفر لها اشي (شيء)".
وعلى الرغم من أنها تعمل قابلة، تعاني سماح من النقص الحاد في احتياجاتها مثل معظم الأمهات الأخريات في غزة. وجاءت إلى المستشفى ومعها عدد قليل من الحفاضات وعلبة من حليب الأطفال وزجاجة من المياه لإعداد الحليب لرضيعتها.
وكانت سماح ترقد على سرير في المستشفى بجانب النافذة مع طفلتها نايا عندما تعرض منزل مجاور للقصف في غارة جوية.
وتصف سماح مشاعرها في تلك اللحظة قائلة: "خفت ومسكتها وضمتها عليا... كنت خائفة في أي لحظة حسيت إن يصير قصف عليا (علي) وإنو بس حسيت إنو أضم بنتي عليا من كتر الخوف". وعلمت فيما بعد من ممرضات المستشفى أن هناك أشخاصا قتلوا في الهجوم.
سماح رغم آلام المخاض، كانت تتابع أخبار الحرب من الممرضات من داخل المستشفى الذي وضعت فيه مولودتها.
ويقع المستشفى الذي وضعت سماح مولودتها في مدينة رفح على الحدود مع مصر. ويقع المستشفى على بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي مدينة غزة و20 كيلومترا جنوبي خط الإجلاء الذي أعلنته إسرائيل. ويشعر الناس هنا أيضا بأنهم محاصرون حيث تتعرض مدن مثل رفح للقصف الجوي.
غزة، المدينة الرئيسية في القطاع، تشهد أوضاعا طبية كارثية حيث حاصر الدبابات الإسرائيلية مستشفى الشفا، فيما خرجت مستشفيات أخرى من الخدمة بسبب عدم وجود وقود لتشغيل مولدات الكهرباء، فيما ذكر أطباء أن المرضى يموتون وأن الحضانات متوقفة عن العمل.
الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما هاجم مسلحو الحركة بلدات إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب البيانات الإسرائيلية.
وردا على ذلك، فرضت إسرائيل حصارا على غزة ومنعت الوقود والغذاء والكهرباء عن السكان.
ويقول مسؤولو الصحة بقطاع غزة الذي تديره حركة حماس إن أكثر من 12 ألف فلسطيني، 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، قُتلوا جراء القصف المتواصل الذي تشنه إسرائيل جوا وبرا وبحرا.
وجراء تلك الحرب، يعاني سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أوضاعا معيشية كارثية، إذ يعيش السكان المدنيون تحت الحصار بعد أن أغلقت إسرائيل الحدود منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وفي كل قطاع غزة، يُسمع دوي انفجارات ليلا في المدينة بعضها بعيد والبعض الآخر قريب، وفي النهار، يُسمع صوت طنين مستمر صادر عن محركات الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي تحلق عاليا في كل مكان.
ويعاني قطاع غزة من نقص خطير في الإمدادات جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة ومنعها توريد الوقود والكهرباء ومعظم المواد الغذائية إليه، بالإضافة إلى شح المياه.
وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، من أن المدنيين يواجهون خطر الموت جوعا قريبا بسبب نقص الإمدادات الغذائية.
aXA6IDUyLjE0LjYuNDEg جزيرة ام اند امز