صدام في «أجواء نتنياهو».. عريضة غزة «تطيح» بطيارين إسرائيليين

الجيش الإسرائيلي يعلن طرد طيارين احتياط وقعوا عريضة تدعو إلى تأمين الإفراج عن الرهائن في قطاع غزة، وإن تطلب ذلك وقف الحرب مع حركة حماس.
واليوم الخميس، قال متحدث عسكري لوكالة فرانس برس: "بدعم كامل من رئيس هيئة الأركان، قرر قائد سلاح الجو الإسرائيلي أن أي عنصر احتياط فاعل وقّع هذه الرسالة، لن يتمكن من مواصلة الخدمة" في الجيش.
ويأتي ذلك ردا على سؤال بشأن العريضة التي وقعها نحو 970 طيارا متقاعدا أو في الاحتياط، ونشرت كصفحة كاملة في عدد من الصحف الإسرائيلية.
تحد لنتنياهو
شكلت العريضة تحديا لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرى أن زيادة الضغط العسكري في قطاع غزة هو السبيل الوحيد لإرغام حركة حماس على إطلاق الرهائن الذين احتجزتهم في أثناء هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وجاء في العريضة: "نحن عناصر سلاح الجو في الاحتياط والمتقاعدين، نطالب بالعودة الفورية للرهائن حتى وإن كلّف ذلك الوقف الفوري للأعمال العدائية".
وأضاف الموقعون أن "الحرب تخدم بالدرجة الأولى مصالح سياسية وشخصية، وليس أمنية"، معتبرين أنها ستسفر عن "وفاة الرهائن والجنود والمدنيين الأبرياء، وإنهاك خدمة الاحتياط" لجيش إسرائيل.
وشددت العريضة على أن "اتفاقا فقط هو الذي سيعيد الرهائن بأمان، في حين أن الضغط العسكري يؤدي بشكل رئيسي إلى مقتل الرهائن وتهديد (حياة) جنودنا".
وأوضح المسؤول العسكري أن غالبية الموقعين ليسوا من عناصر الاحتياط الفاعلين، مؤكدا أن "سياستنا واضحة" بأن الجيش "فوق كل خلاف سياسي".
وتابع: "لا مكان لأي جسم أو فرد، بمن في ذلك عناصر الاحتياط في الخدمة الفعلية، لاستغلال وضعهم العسكري، والمشاركة في القتال والدعوة إلى وقفه في الآن عينه".
تأييد
وأعرب نتنياهو عن تأييده لطرد أي طيار فاعل وقّع هذه العريضة.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء بأن "الرفض هو رفض، وإن كان مضمرا أو تم التعبير عنه بلغة تلطيفية"، مشيرا إلى أن "البيانات التي تضعف الجيش وتقوّي أعداءنا خلال فترة الحرب لا تُغتفر".
وخُطف خلال هجوم حماس 251 رهينة، لا يزال 58 منهم محتجزين في قطاع غزة، في حين لقي 34 حتفهم، وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.
وأتاحت هدنة دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي إعادة 33 من الرهائن بينهم ثماني جثث، مقابل الإفراج عن نحو 1800 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وانهارت الهدنة مع استئناف إسرائيل ضرباتها وعملياتها البرية بالقطاع في 18 مارس/آذار الماضي، ولم تثمر جهود إعادة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.