مفاوضات غزة تنطلق اليوم.. هل تنجح شرم الشيخ في العبور إلى السلام؟

على شواطئ شرم الشيخ الهادئة بمصر، تطفو آمال وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
فمع تزايد الآمال في وقف إطلاق نار محتمل في غزة، تسعد إسرائيل وحماس، اليوم الإثنين، لمفاوضات غير مباشرة، في منتجع شرم الشيخ بمصر.
مفاوضات تأتي عشية مرور عامين على الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأشعل فتيل الحرب على قطاع غزة.
كما أنها تأتي بعد أن وافقت حماس على الإفراج عن كل الرهائن الأحياء والأموات، وتسليم إدارة غزة لهيئة من "المستقلين"، لكنها شددت على وجوب التفاوض بشأن نقاط أخرى مرتبطة بـ"مستقبل القطاع" وردت في مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من دون أن تتطرق إلى مطلب رئيسي هو نزع سلاحها.
وبموجب الخطة التي أعلنتها ترامب الأسبوع الماضي، ودعمتها إسرائيل، ستفرج حماس عن الرهائن الـ 48 المتبقين - يُعتقد أن حوالي 20 منهم على قيد الحياة - في غضون ثلاثة أيام. وستتخلى الحركة عن السلطة وتنزع سلاحها.
الوفود
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيل بنيامين نتنياهو، أن الوفد الذي يرأسه كبير المفاوضين الإسرائيليين رون ديرمر سيغادر يوم الإثنين للمشاركة في محادثات شرم الشيخ.
في هذه الأثناء، أفادت تقارير إعلامية بوصول وفد حماس إلى القاهرة.
وستكون الاجتماعات المقرر عقدها في منتجع شرم الشيخ هي الأولى لرئيس الوفد المفاوض في حركة حماس خليل لحية منذ أن استهدفته ضربة إسرائيلية مع قادة آخرين خلال وجوده في الدوحة الشهر الماضي.
وكان الحية قد تحدث للمرة الأولى منذ الضربة عبر تسجيل فيديو تم بثه في وقت سابق الأحد في قطر التي توسطت إلى جانب مصر والولايات المتحدة في جولات محادثات متتالية.
وبحسب ما أعلنته وزارة الخارجية المصرية، ستركز المناقشات على مقترح تبادل الأسرى مقابل المعتقلين الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
ووصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الوضع بأنه "أقرب ما وصلنا إليه من إطلاق سراح جميع الأسرى".
ترامب يحذر
ويوم أمس، دعا ترامب المفاوضين إلى "التقدم بسرعة" في هذه المفاوضات، محذرا من أن حماس ستواجه "الإبادة الكاملة" إذا حاولت التشبث بالسلطة في غزة،
وأضاف الرئيس الأمريكي الذي أرسل صهره جاريد كوشنر ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى مصر، "من المرتقب إنجاز المرحلة الأولى هذا الأسبوع كما قيل لي وأحض الجميع على التقدم بسرعة".
وأشار إلى أن المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن قد تستمر "بضعة أيام".
هل وقف إطلاق النار بغزة؟
وتتزامن هذه المفاوضات مع "تغيير" في عمليات الجيش الإسرائيلي على الأرض في قطاع غزة.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، إن الجيش أجرى "تغييرا" في عملياته لم يبلغ حد وقف إطلاق النار، متوعدا بـ"العودة للقتال" في حال فشلت المباحثات بشأن الرهائن.
والأحد، واصل الجيش الإسرائيلي قصفه على غزة، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل، وفقا للدفاع المدني.
وأكدت حماس للوسطاء "أنه من الضروري أن توقف إسرائيل العمليات العسكرية في كافة مناطق قطاع غزة، وكذلك كافة نشاطات الطيران الحربي والاستطلاعي والمسيرات والانسحاب من داخل مناطق مدينة غزة".
واعتبر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأحد أن وقف القصف ضروري لتأمين الإفراج عن الرهائن.
حصيلة ثقيلة في عامين
ووفق وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب 67,139 قتيلا يوم الأحد، مع ما يقرب من 170,000 جريح.
وتُشير الوزارة إلى أن النساء والأطفال يشكلون حوالي نصف القتلى.