شبح «الإسلاموفوبيا» يطل برأسه بأمريكا.. ما بعد «الطوفان»
أعادت عملية طوفان الأقصى الحديث عن "الإسلاموفوبيا" إلى الواجهة، في تذكير بمعاناة المسلمين عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وخلال الأيام التي تلت هجوم حركة "حماس" على مواقع عسكرية وبلدات في غلاف غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وغارات إسرائيل الانتقامية على القطاع، قضى الأمريكيون من أصل فلسطيني أيامهم في الاطمئنان على ذويهم في غزة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لسلامتهم، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
في الوقت ذاته، رصد هؤلاء الأمريكيون تعرض بعض الذين عبروا عن دعمهم للمدنيين الفلسطينيين المحاصرين في غزة، للإدانة الإعلامية أو على وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى تلقوا تهديدات.
في ولاية بنسلفانيا، ألقي القبض على رجل وجه مسدسًا نحو متظاهرة للتضامن مع الفلسطينيين.
وفي لوس أنجلوس، تلقى طلاب جامعة كاليفورنيا الذين حضروا ندوة عبر الإنترنت حول الأزمة في غزة، تهديدات ووصفوا بالإرهابيين من قبل مجموعة صغيرة من المجهولين.
وفي بوسطن، تم طلاء المركز الثقافي الفلسطيني للسلام بكلمة "النازيين".
وعقب مقتل الطفل وديع الفيومي البالغ من العمر 6 سنوات، وهو صبي أمريكي من أصل فلسطيني طعن داخل منزله في إحدى ضواحي شيكاغو، أخذ الجميع التهديدات على محمل الجد.
الأمر لم يقتصر على الأمريكيين الفلسطينيين فقط، فيشير صلاح الدين مقصوت، المدير التنفيذي لفرع نيوجيرسي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، إلى أن التهديدات امتدت أيضًا إلى جميع المسلمين، أو الأشخاص الذين قد يُنظر إليهم على أنهم مسلمون أو عرب.
وألقت الناشطة والمحللة السياسية الفلسطينية ليلى الحداد باللوم في التغطية الإعلامية الأحادية الجانب وغير الدقيقة في جعل هذه الشريحة الواسعة من المجتمع الأمريكي أهدافًا للمشاعر المعادية للفلسطينيين.
ومن موقعه في بيت لحم بالضفة الغربية، قال القس متري الراهب إنه "نوع من النهج العنصري"، مضيفا "لن تجد أي صحفي في الولايات المتحدة يطلب من اليهودي الإسرائيلي في بداية المقابلة أن يبدأ بإدانة الاستعمار الاستيطاني أو الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين. أو إدانة الفصل العنصري".
وأضاف "نحن نطالب بالتوازن. لذا، إذا طلبت من الفلسطينيين أن يدينوا، اطلب من الإسرائيليين أن يدينوا.. إذا كنت تتحدث عن المدنيين اليهود، فتحدث عن المدنيين الفلسطينيين. إذا أعطيت وجهًا لضحية يهودية، أعط وجهًا لضحية فلسطينية. أعني أن هذا أقل ما يمكننا القيام به".
في المقابل، أظهرت بعض الجماعات اليهودية الأمريكية، مثل جماعات "إن لم يكن الآن" و"الصوت اليهودي من أجل السلام"، "على الأرض، جنبًا إلى جنب" دعمها الواضح للفلسطينيين. كما وقعت أكثر من 100 مجموعة يهودية على بيان يدين "الإسلاموفوبيا، ومكافحة الإرهاب".