إسرائيل تغير قواعد اللعبة.. 3 سيناريوهات بعد استهداف حسن نصر الله
مع اندلاع حرب غزة، بدأت المناوشات بين إسرائيل وحزب الله في اليوم التالي بدخول الجماعة اللبنانية على مسارها، «مساندة» لحركة حماس.
تلك المساندة كانت مصحوبة بتصعيد محسوب من حزب الله وإسرائيل، بين ضربات من الدولة العبرية لأهداف حدودية، ورد من الجماعة اللبنانية، بصواريخ «تحقق أهداف الردع» لكن لا تؤدي إلى «حرب مفتوحة».
إلا أن قواعد اللعبة تغيرت بتصعيد مفتوح بين الجانبين، استخدم كل جانب فيه أسلحته التي لم يبال فيها بأي تصعيد قد ينجم عنها، بدءًا من ضربات إسرائيلية متتالية استهدفت قادة بالحزب سواء عبر تفجير أجهزة بيجر أو اللاسلكي، أو بغارات على معاقل الحزب في الضاحية الجنوبية ببيروت، لترد الجماعة اللبنانية باستخدام صواريخ متوسطة المدى، أدخلتها للمرة الأولى في صراعها مع الدولة العبرية.
ورغم هذا التصعيد، دخلت الحرب بين الجانبين مرحلة جديدة، باستهداف إسرائيل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، والذي لم يكشف بعد عن مصيره، مما أدى إلى تغيير قواعد اللعبة بين الجانبين.
فما أبرز السيناريوهات المرتقبة؟
تقول صحيفة «جيروزاليم بوست»، إن الضربة التي قالت إسرائيل إنها استهدفت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كانت بمثابة تغيير من الدولة العبرية لقواعد اللعبة، محذرة في الوقت نفسه من خطر اندلاع صراع أوسع نطاقاً.
وأشارت إلى أن الضربة التي وجهت يوم الجمعة إلى المقر المركزي لحزب الله ــ والتي كانت تهدف إلى ضرب نصر الله ــ ستزيد من احتمالات التصعيد على نطاق أوسع «مع خلق في الوقت نفسه فرص للتوصل إلى اتفاق شامل، إلا أن تلك الفرص تتوقف الآن على رد حزب الله»، على حد قولها.
تحول في قواعد الاشتباك
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن هذه الخطوة تشير إلى «تغيير في قواعد الاشتباك» في الحرب ضد ما يسمى محور المقاومة، مشيرة إلى أن محاولة الاغتيال، التي لم يتم تأكيد نجاحها بعد، ترسل رسالة واضحة إلى إيران.
وتوقعت أن هذا الحدث من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي، مؤكدة أنه إذا نجحت العملية بمقتل حسن نصر الله، «فسوف تفتح فرصاً كبيرة في المعركة ضد حزب الله في الشمال وفي الجنوب مع حماس، فضلاً عن فرصة السعي إلى التوصل إلى اتفاقات إقليمية».
ماذا يحدث بعد ذلك؟
أشارت إلى أنه على الجيش الإسرائيلي أن يستعد لمختلف السيناريوهات وتداعياتها، سواء من حيث الدفاع عن إسرائيل أو مواصلة عملياته الهجومية.
وتوقعت أن يتمثل السيناريو «الأكثر تطرفا»، في إطلاق إيران العنان لحزب الله والحوثيين، مما يسمح لهما بشن هجوم واسع النطاق بالصواريخ والطائرات بدون طيار على الجبهة الداخلية لإسرائيل.
السيناريو الأكثر خطورة
إلا أن السيناريو «الأكثر خطورة»، أن تنضم إيران نفسها إلى الصراع بشكل مباشر بضربات من أراضيها، على الرغم من أن هذا الاحتمال يعتبر منخفضا.
ويتضمن السيناريو الثالث الأكثر ترجيحا: عمليات انتقامية مستهدفة من جانب أعضاء محور المقاومة وجماعات أخرى، وهو ما قد يؤدي إلى هجمات من جبهات متعددة، فضلا عن حوادث عفوية في الضفة الغربية.
وتساءلت: هل سيواصل حزب الله، التمسك بموقفه ضد إسرائيل، عبر ربطه مصير الجماعة اللبنانية بالصراع المستمر في غزة، أو ما إذا كان سيعيد النظر في استراتيجيته؟
وردًا على ذلك، رفع الجيش الإسرائيلي مستوى تأهبه إلى أعلى مستوى في الدفاعات البرية والبحرية والجوية، بالإضافة إلى ذلك، عزز القيادة الشمالية بلواءين مشاة للاستعداد لتعزيزات محتملة في الضفة الغربية، وإذا لزم الأمر، مناورات برية في لبنان.
فكيف سيرد حزب الله؟
يقول الخبير العسكري اللبناني، العميد الركن المتقاعد ناهي جبران، لـ"العين الإخبارية"، إنه «ما لم يحدث الرد المناسب في التوقيت المناسب فسوف تثار علامات استفهام قوية حول وحدة الساحات»، وهو مصطلح يقصد به طهران وحلفاؤها من الجماعات المسلحة المساندة لها في عدد من الدول العربية، والتي تقوم بأعمال قتالية، نيابة عن إيران في مواجهة خصومها.
من جانبه، قال اللواء دكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي المصري، لـ"العين الإخبارية"، إن "هجوم الضاحية الجنوبية الجمعة يعد نقطة تحول كبيرة في الحرب بين إسرائيل وحزب الله".
وأضاف "نحن اليوم أمام حرب مفتوحة بين الجانبين دون أي التزام بقواعد الاشتباك المعمول بها خلال الـ11 شهرا الماضية، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
ونظرا لحجم الشخص المستهدف والمتمثل في قائد حزب الله، وما تزامن معه من قصف عنيف للضاحية، يتوقع فرج أن يرد الحزب بـ"شن هجمات صاروخية باليستية لم يستخدمها من قبل".
واعتبر فرج أن الضربة الإسرائيلية العنيفة اليوم على الضاحية الجنوبية استهدفت في المقام الأول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ، بعد وصول معلومات رصدته مكانه، وهو ما يعكس إصرارا وتصميما من إسرائيل على استمرار التصعيد على الجبهة اللبنانية من أجل إضعاف وتدمير القدرات القتالية لحزب الله، وإبعاد عناصر الحزب لما بعد نهر الليطاني كهدف أخر للحرب".
ولم يستبعد الخبير العسكري المصري هجوما بريا إسرائيليا في حال فشلت الضربات الصاروخية الإسرائيلية في تحقيق أهداف الحرب، إلا أنه قال: "لكنه سيكون أسوأ السيناريوهات لإسرائيل، وستتكبد الأخيرة خسائر كبيرة".