إسرائيل وحزب الله.. نجاح «قصير المدى» وهدف «معقّد»
خلال الأيام الماضية، وجهت إسرائيل ضربات قاصمة لحزب الله، ما حقق لها العديد من الأهداف قصيرة المدى؛ لكن الهدف النهائي يبدو غير واضح.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين قولهم إن بعض الجنرالات المتشددين يعتقدون أن التصعيد المتزايد يمكنه إجبار حزب الله على التراجع.
في المقابل، يرى البعض داخل الحكومة الإسرائيلية أنه يجب التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس قبل توسيع نطاق الحرب مع لبنان.
وقال المسؤولون للصحيفة، إن إسرائيل نجحت في تحقيق العديد من الأهداف قصيرة المدى من خلال سلسلة الضربات التي استهدفت حزب الله الأسبوع الماضي، لكنهم أعربوا أيضًا عن قلقهم من عدم وجود استراتيجية واضحة لإعادة عشرات الآلاف من النازحين إلى شمال إسرائيل.
ووفقا للمسؤولين الذين تحدثوا -بشرط عدم الكشف عن هويتهم- فإن التصعيد ضد حزب الله بدأ بالصدفة تقريبا، بعدما أشارت الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن عملية تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يمتلكها عناصر الحزب قد تتعرض لخطر الاكتشاف.
وأدى تحذير الاستخبارات الإسرائيلية إلى أسبوع من الهجمات في لبنان. ففي البداية فجرت إسرائيل أجهزة الاتصال اللاسلكية التي وزعها حزب الله على أعضائه؛ مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف.
وبعدها اغتالت إسرائيل مجموعة من القادة العسكريين في حزب الله في غارة جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، قبل أن يتسع نطاق التصعيد مع موجة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت المناطق التي يتمتع فيها حزب الله بالنفوذ؛ مما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص.
موقف المتشددين
وقال المسؤولون لـ"نيويورك تايمز" إن هذه الهجمات المكثفة ضد حزب الله إنما تعكس رأي بعض الجنرالات المتشددين وغيرهم ممن يعتقدون أنه يمكن إجبار الجماعة اللبنانية على التراجع.
لكن البعض الآخر يشير إلى ضرورة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أولا قبل التحول إلى ساحة معركة أخرى.
بيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعارض التوصل لهدنة يقول إنها يمكن أن تسمح لحركة حماس بالنجاة من الحرب.
ومع ذلك فإن قرار التصعيد قابلته معارضة شديدة من بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين، وذلك وفقًا لما ذكره ثلاثة مسؤولين حاليين وسابقين لصحيفة "نيويورك تايمز".
وأعرب المسؤولون عن قلقهم من أن تؤدي مثل هذه الإجراءات إلى حرب شاملة تتضمن قتالا وجهاً لوجه مع حزب الله.
ويستهدف حزب الله شمال إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي تضامناً مع حركة حماس والحرب المستمرة في غزة.
وفي وقت سابق، قال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، إن الحزب لن يوافق على وقف إطلاق النار مع إسرائيل حتى تتوصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة.
aXA6IDQ0LjIwMC4xMjIuMjE0IA== جزيرة ام اند امز