بعد «ثغرة» اللاسلكي.. هذا أكثر ما يخشاه حزب الله
حين يسقط حاجز الأمن والثقة تدخل جميع الأشياء حيز الشكوك، وببلوغ هذه النقطة تبدأ مرحلة سيئة هي أكثر ما يخشاه حزب الله حاليا.
وخلّفت مئات الغارات الإسرائيلية على أهداف لحزب الله في مناطق عدة في لبنان الإثنين أكثر من 500 قتيلا، وفق السلطات اللبنانية، في أعنف قصف جوي يستهدف هذا البلد منذ بدء تبادل إطلاق النار على جانبَي الحدود قبل نحو عام على خلفية الحرب في غزة.
ونفذت إسرائيل الثلاثاء ضربات جديدة طالت أهدافا لحزب الله.
وفي خضمّ هذا التصعيد غير المسبوق منذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل قبل نحو عام، تعتقد مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الحزب يعاني من معضلة كبيرة.
في كل شيء
وقالت المجلة إن المعضلة تكمن بفشل الحزب في اكتشاف مدى اختراق الاستخبارات الإسرائيلية له، ونقلت عن مصادر قريبة من الدائرة الداخلية للحزب قولها إن قادته يبحثون في كل قطعة من المعدات الإلكترونية التي يمتلكونها.
كما أنهم قلقون من احتمال أن تكون سياراتهم ودراجاتهم النارية وحتى مصانع الصواريخ المتقدمة الخاصة بهم مفخخة وأنها قد تنفجر في أي لحظة.
وسيضطر الحزب لإجراء تحقيق متعمق قد يستغرق أسابيع، كما أنه يخشى من أن تكون منشآته الصاروخية مفخخة أو خاضعة للمراقبة، وسيكون من الصعب لوجستيا نقل الأسلحة بأمان من أجل إطلاقها.
ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية تعتقد أن انتكاسات حزب الله تشكل فرصة جيدة لشن حرب تؤدي إلى تآكل قدرات الجماعة بشكل أكبر.
ومع ذلك قد تلحق حرب مماثلة لحرب 2006 ضرراً حقيقياً بإسرائيل دون أن تنجح في القضاء على التهديد الذي يشكله حزب الله.
وقد تؤدي إلى المزيد من العزلة الدولية والمزيد من الضحايا المدنيين على الجانبين، فضلاً عن المخاطرة باندلاع حرب إقليمية من جبهات متعددة.
ووفق المجلة، فإن ما حققته إسرائيل الأسبوع الماضي كان فعالاً للغاية وبالتالي لا توجد حاجة لحرب شاملة تؤدي إلى خسائر مدنية، وتعيد خطاب "محور المقاومة"، وتوحد الرأي العام الإقليمي والدولي ضد إسرائيل.
وترى المجلة أن السيناريو الأفضل هو أن يقبل حزب الله وقف إطلاق نار منفصل عن حرب غزة.
كما أشارت إلى أن جهود الدبلوماسية الأمريكية يجب أن تستغل ضعف الحزب لمنع اندلاع حرب شاملة، والسماح بعودة السكان من الجانبين.