إسرائيل تتوعد بالرد على الحوثي.. وحيدة هذه المرة

تتوعد إسرائيل بالرد على الهجمات الصاروخية التي يطلقها الحوثيون، ولكنها ستكون وحيدة هذه المرة.
وعلى مدى الأشهر الماضية، نفذت إسرائيل عدة هجمات في اليمن، ولكنها في جميع المرات كانت متزامنة مع هجمات أمريكية، وأحيانًا بحماية أمريكية.
ولكن مع توصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اتفاق مع الحوثيين لوقف إطلاق النار، يترك إسرائيل وحيدة، سواء بتلقي الصواريخ أو الرد عليها.
واليوم الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي التصدي لصاروخ أُطلق من اليمن، وذلك بعد حادث مشابه يوم الإثنين الماضي، الذي شهد أيضًا إطلاق مسيرة من اليمن قبل الصاروخ.
وكان آخر هجوم إسرائيلي في اليمن يوم الثلاثاء، قبل ساعات من إعلان ترامب التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين، الذين حرصوا على التأكيد بأنه لا يشمل إسرائيل.
ويوم الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض مسيرة أُطلقت من اليمن، قبل الإعلان في ذات اليوم عن اعتراض صاروخ.
وتواصل الهجوم اليوم، دون رد فعل أمريكي.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة "إكس": "يواصل الحوثيون إطلاق الصواريخ الإيرانية على إسرائيل. وكما وعدنا فإننا سنرد بقوة في اليمن وأينما كان ذلك ضروريًا".
ولم يتضح إذا ما كان يقصد ردًا فوريًا أو ردًا سيأتي.
وجاء موقف كاتس بعد تصريح شديد اللهجة نشره زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على منصة "إكس".
وقال: "لا يمكن لإسرائيل أن تستمر في الجلوس والانتظار حتى يتسبب صاروخ الحوثي في كارثة سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، أو أن يستمر في شل الاقتصاد".
وأضاف: "يتعين على نتنياهو أن يتوقف عن الجبن والتسويف، وتوسيع نطاق الهجمات داخل اليمن، وخاصة على البنية التحتية ومواقع الإطلاق ومصانع الإنتاج، والبدء في إحباط الخبراء الإيرانيين والحرس الثوري داخل اليمن الذين يتواجدون هناك لدعم الإرهاب، وتوسيع نطاق الهجمات الإلكترونية على الأنظمة الحيوية في البلاد، بما في ذلك شل الكهرباء والمياه في المدن اليمنية، وإغلاق موانئ اليمن وجميع حركة المرور البحرية والجوية إليها"، على حد قوله.
وتابع لابيد: "هناك طرق أخرى لإيذائهم بشدة، وكل ما نحتاجه هو حكومة فاعلة ورئيس وزراء غير متعب وغير خائف من ظله".
ورأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل أنه "يوم الثلاثاء، أعلن ترامب تمكّنه من إخضاع الحوثيين بفعالية، عقب حملة عسكرية أمريكية بريطانية ضدهم في الأشهر الأخيرة، واستجاب لمطالبهم بوقف الغارات الجوية. في المقابل، ستتوقف الهجمات من اليمن على سفن الشحن في المنطقة، رغم عدم الإشارة إلى أي تعهد من الحوثيين بوقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل".
وأضاف: "هذا الحل يضع إسرائيل في موقف أقل ملاءمة، لأن الولايات المتحدة تقول إنها من الآن فصاعدًا ستساعد في الدفاع فقط. بعد سقوط صاروخ باليستي أُطلق من اليمن في مطار بن غوريون الدولي يوم الأحد، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي هجومين، في الحديدة وصنعاء. لكن سيكون من الصعب على إسرائيل مواصلة هجماتها على اليمن مع مرور الوقت".
تباعد بين نتنياهو وترامب؟
إعلان ترامب الاتفاق مع الحوثيين دون إشعار إسرائيل مسبقًا بالاتفاق، بعد إطلاق المفاوضات مع إيران حول البرنامج النووي، رغم دفع إسرائيل نحو الحل العسكري، أبرز خلافات بين الاثنين.
ومع ذلك، فما زالت في إسرائيل منظومة "ثاد" الأمريكية المضادة للصواريخ التي تنشط في صد الهجمات الصاروخية على إسرائيل، بما في ذلك الصواريخ من اليمن.
وقالت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية: "منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، كُتب الكثير عن التقارب المتجدد في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل".
وأضافت: "أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن هذه الديناميكية خلال زيارته للبيت الأبيض بعد أسبوعين فقط من تنصيب ترامب، قائلًا: 'لقد قلتُ هذا سابقًا وسأكرره: أنتَ أعظم صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق'".
من جانبه، قال ترامب قبل أسبوعين فقط، بعد محادثة هاتفية مع نتنياهو: "نحن على نفس الجانب في كل قضية".
وتابعت: "هذا ما جعل إعلان يوم الثلاثاء في واشنطن مُفاجئًا للغاية، فقبل أسبوع واحد فقط من انطلاق جولة ترامب رفيعة المستوى إلى الخليج، والتي ستتوقف فيها بالسعودية والإمارات وقطر، لكنها ستتجاوز إسرائيل بشكل ملحوظ، كشف ترامب عن توصل واشنطن إلى اتفاق مع الحوثيين. ينص الاتفاق على أن تُوقف الولايات المتحدة غاراتها الجوية على اليمن، وأن يُوقف الحوثيون استهداف الملاحة التجارية في البحر الأحمر".
وأردفت: "جاء هذا الإعلان بعد 48 ساعة فقط من سقوط صاروخ باليستي حوثي قرب مطار بن غوريون، مما دفع شركات الطيران إلى إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل مجددًا، وبعد ساعات من تدمير سلاح الجو الإسرائيلي مطار صنعاء الدولي - وضرب عدة مواقع أخرى في العاصمة اليمنية - ردًا على ذلك، وما زاد الطين بلة في إسرائيل هو إعلان الحوثيين، الذي أعقب ذلك، أن عملياتهم ضد إسرائيل ستستمر طالما استمرت الحرب في غزة".
وأشارت إلى أن "الانطباع في إسرائيل هو أن الولايات المتحدة قد ضمنت مصالحها الخاصة، وضمنت تدفقات التجارة عبر البحر الأحمر دون انقطاع، بينما تركت إسرائيل تتعامل مع الحوثيين بمفردها. لم تكن هذه هي المرة الأولى. فقبل أسابيع فقط، بدأت الإدارة مفاوضات هادئة مع إيران، مرة أخرى ضد رغبات إسرائيل".
وقالت: "كل هذا يُغذي انطباعًا بأنه على الرغم من كل الدفء في الخطاب والرمزية، فعندما تتباعد المصالح الأمريكية والإسرائيلية - وهو أمر حتمي - فإن ترامب بالكاد يأخذ إسرائيل في الاعتبار".
وأضافت: "كما قال مستشار الأمن القومي السابق، جيورا إيلاند، في مقابلة مع قناة 'كان بيت': 'أعتقد أن علاقاتنا مع الولايات المتحدة وصلت إلى نقطة حرجة، وهي نقطة خفية عن الرأي العام: الولايات المتحدة لا تحسبنا، أو الأسوأ من ذلك، أنها تعمل من وراء ظهورنا'".
وتابعت الصحيفة: "يتعزز هذا الشعور بالإقصاء، سواء كان شائعًا على نطاق واسع أم لا، مع استعداد ترامب لجولته الخليجية، التي روّج لها بالقول إنها ستسبقها 'إعلانٌ ضخمٌ جدًا... مهما بلغ حجمه'".
وأردفت: "إن زيارة ترامب للمنطقة، وعدم تضمين إسرائيل فيها - على عكس ولايته الأولى التي شملت فيها رحلته الخارجية الأولى، والتي كانت أيضًا إلى المملكة العربية السعودية، توقفًا في إسرائيل - أمرٌ بالغ الأهمية. هذه الرحلة لا تتعلق بإسرائيل: لو كانت كذلك، لكان قد جاء إلى هنا".
aXA6IDMuMTUuMTg3LjIwNSA=
جزيرة ام اند امز