الداخل الإسرائيلي واتفاق غزة.. ترحيب رسمي وشعبي ومعارضة «صامتة»

عقب إعلان اتفاق غزة مع حركة حماس، شهد الداخل الإسرائيلي حالة تفاعل واسع شملت مؤسسات الدولة والمجتمع.
وعلت موجة ترحيب رسمية وشعبية، فيما فضّلت أصوات المعارضة التزام الصمت العلني في انتظار مناقشة تفاصيل الاتفاق داخل الحكومة والكنيست.
الرئيس الإسرائيلي
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في منشور على منصة «إكس» إنّ «في هذا الوقت، شعب إسرائيل بأكمله مع المخطوفين، وشعب إسرائيل بأكمله مع عائلاتهم»، مضيفاً: «سيعودون من أرض العدو، ويعود الأبناء إلى ديارهم».
وعكست كلمات هرتسوغ، روح الارتياح التي سادت الأوساط الإسرائيلية بعد عامين من العمليات العسكرية المكثفة في قطاع غزة.
أهالي الرهائن
وعقب الإعلان عن توقيع الاتفاق، وجّه أهالي الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة رسائل شكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه التفاوضي، وأعربوا عن امتنانهم العميق للوسطاء وللجيش الإسرائيلي على الجهود التي بذلت من أجل إعادة ذويهم.
وقالت عائلات المختطفين في بيان رسمي: «تتقدم عائلات المختطفين بالشكر للجيش على عامين من النضال من أجل عودة المختطفين. وحتى في هذه اللحظات الحزينة، لا ننسى تضحيات آلاف العائلات الثكلى وجميع مقاتلي الجيش الإسرائيلي وعائلاتهم».
وطالبت العائلات الحكومة الإسرائيلية بالمصادقة الفورية على الاتفاق خلال الجلسة المقررة صباح اليوم الخميس، قائلة إنّ «كل ساعة تأخير تُبقي أبناءنا في الأسر دون مبرر».
رسالة سارة نتنياهو
من جانبها، بعثت سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، رسالة مؤثرة إلى عائلات المختطفين جاء فيها: «أكتب إليكم بحماس، لأنكم ستتمكنون قريباً من معانقة أطفالكم».
وأضافت: «شكراً لجنودنا الأبطال الذين خاطروا بحياتهم، وللكثيرين الذين دفعوا ثمناً باهظاً، وبالطبع شكراً لرئيس وزرائنا الذي لم يستسلم وأصر على اتخاذ الإجراءات العسكرية والسياسية التي ستؤدي إلى تحرير الجميع».
وختمت رسالتها بالقول: «أفرح معكم وأعانقكم في هذا اليوم التاريخي».
الجيش الإسرائيلي
وفي الوقت ذاته، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بياناً أكد فيه أنّ المؤسسة العسكرية «ترحب بالاتفاق الذي يمهد لإعادة الرهائن»، مشيراً إلى أن «الجيش في حالة استنفار قصوى لضمان التنفيذ الآمن للمرحلة الأولى من الخطة».
وجاء في البيان أنّ «رئيس الأركان عقد تقييماً خاصاً للوضع الليلة الماضية، وأصدر تعليماته لجميع القوات في الجبهة وفي العمق بالاستعداد لدفاع قوي والاستعداد لأي سيناريو».
وأضاف البيان أن «تقييمات القوات ستُجرى وفق تعليمات القيادة السياسية ومراحل الاتفاق، مع التحلي بالمسؤولية الكاملة والحفاظ على أمن جنودنا».
وأوضح الجيش أنّ رئيس الأركان «أمر بإجراء الاستعدادات الكاملة لقيادة العملية المتوقعة لإعادة الرهائن بحساسية واحترافية عالية، وبالتنسيق مع الجهات الأمنية والسياسية المختصة».
وزير الدفاع الإسرائيلي
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي في بيان مقتضب إنّ «هذا الاتفاق هو ثمرة شجاعة القيادة الإسرائيلية والإصرار الأمريكي على تحقيق تقدم نحو إنهاء مأساة الرهائن».
وأضاف: «أشكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس دونالد ترامب على القيادة التي أدت إلى هذا الاتفاق، وأؤكد أن المؤسسة الأمنية ستنفذ التزاماتها بدقة لحماية أمن إسرائيل وضمان عودة كل مواطن إلى بيته».
معارضة صامتة
وفي المقابل، رصدت وسائل إعلام إسرائيلية حالة من «التحفظ الصامت» داخل بعض الأحزاب اليمينية والدوائر الأمنية، خصوصاً تلك التي عارضت فكرة إدخال ترتيبات سياسية موازية للاتفاق الأمني.
غير أن أياً من هذه الأطراف لم يعلن رفضاً علنياً، بانتظار عرض بنود الاتفاق النهائية على الحكومة ثم على الكنيست للمصادقة عليها رسمياً.
نتنياهو
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد قال، في بيان مساء الأربعاء، إن «اليوم يومٌ عظيمٌ لإسرائيل»، معلنًا أنه سيعقد اجتماعًا للحكومة (الخميس) للموافقة على اتفاق غزة الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكد نتنياهو أن هدف الاجتماع هو «إعادة جميع الرهائن الأعزاء إلى ديارهم».
ووجّهً الشكر لجنود الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن «الذين مكّنتنا شجاعتهم من الوصول إلى هذا اليوم».
كما عبّر عن امتنانه للرئيس ترامب وفريقه «على التزامهم بهذه المهمة المقدسة المتمثلة في تحرير الرهائن».
وأضاف: «سنواصل تحقيق جميع أهدافنا وتعزيز السلام مع جيراننا».
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن، مساء الأربعاء، توقيع إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطة السلام التي ترعاها واشنطن، تمهيدًا لوقف الحرب على غزة وبدء تنفيذ اتفاق متكامل يشمل تبادل الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية.
وقال ترامب في بيان نشره عبر منصاته الرسمية: «أنا فخور جدًا بالإعلان أن إسرائيل وحماس قد وقّعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام. هذا يعني أن جميع الرهائن سيتم إطلاق سراحهم قريبًا جدًا، وأن إسرائيل ستسحب قواتها إلى خط متفق عليه كخطوة أولى نحو سلام قوي، دائم، وأبدي. سيتم التعامل مع جميع الأطراف بعدل».
وأضاف: «إنه يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولكل الدول المجاورة، وللولايات المتحدة الأمريكية. نشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين عملوا معنا لتحقيق هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق. طوبى لصانعي السلام».