إسرائيل وبولندا من القطيعة للوئام.. عودة العلاقات تطوي "أزمة المحرقة"
"الأزمة انتهت"، كلمات جاءت ضمن بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية، طوت بها صفحة الأزمة مع بولندا، التي نشبت قبل عام، بسبب رحلات مدرسية إسرائيلية لمواقع تذكارية للمحرقة النازية في بولندا.
وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان "نبدأ فصلا جديدا في العلاقات مع بولندا". وأضافت "عودة السفير البولندي لإسرائيل وعودة الرحلات المدرسية لبولندا خطوات مهمة في تعزيز العلاقات بين البلدين".
وعلقت الرحلات التعليمية التي كانت تُنظم للطلاب الإسرائيليين لبولندا العام الماضي لأن حراسا مسلحين كانوا يرافقون الطلاب، لكنها عادت في الآونة الأخيرة.
ووقع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اتفاقية مع نظيره البولندي زبيغنيو راو، للسماح على الفور باستئناف رحلات المحرقة للشباب الإسرائيلي إلى البلاد بعد تعليقها لعدة سنوات. كما اتفق الدبلوماسيان على عودة السفير البولندي إلى إسرائيل، لأول مرة منذ يوليو/تموز 2021.
وأشاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بهذا التطور، قائلاً "أنا متأكد من أنه سيؤدي إلى تعاون أوثق بين البلدين".
خلاف دبلوماسي
وكان الحليفان السابقان في خلاف دبلوماسي منذ يوليو/تموز 2021، عندما أقر المجلس التشريعي البولندي قانونًا يمنع فعليًا أي رد مستقبلي لورثة الممتلكات التي استولى عليها النازيون خلال الهولوكوست.
واستدعت إسرائيل مبعوثها إلى وارسو للتشاور في الشهر التالي، فيما نصح رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق يائير لابيد سفير بولندا لدى إسرائيل بالبقاء في إجازة في وطنه، وأصدر تعليمات للسفير الإسرائيلي الجديد في بولندا، يعقوب ليفني، بالبقاء في إسرائيل.
ومتحدثًا باللغة الإنجليزية بعد لقائهما في وارسو، قال كوهين إنه "جاء إلى هنا لاستعادة العلاقة بين بلدينا"، مضيفًا: "أنا مقتنع بأن إسرائيل وبولندا لا تشتركان في تاريخ ثري فحسب، بل أيضًا في مستقبل مشترك، ومن مسؤوليتنا أن نبنيها معًا".
وفي إشارة إلى التهديد الإيراني، قال كوهين إن طهران تزعزع استقرار أوروبا وتعرضها للخطر، مضيفًا: "من الضروري وجود صوت واضح وحازم يجمع بين التعاون الدولي ورسالة حاسمة إلى إيران".
جاء هذا الإعلان بعد أن التقى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين مع نظيره البولندي زبيغنيو راو في الدولة الأوروبية، وأعقب استئناف وفود الشباب إلى بولندا، التي قامت إسرائيل بحظرها في السابق على خلفية المطالبة البولندية بالتحكم بالمحتوى المعلوماتي المقدم لمثل هذه المجموعات الإسرائيلية.
وفي يوليو/تموز من العام الماضي، تعهدت بولندا وإسرائيل بتحسين العلاقات التي تدهورت بعد أن أصدرت وارسو قانونًا في عام 2021 يحد من قدرة اليهود على استعادة ممتلكات الحرب العالمية الثانية.
ما علاقة إيران؟
وكانت بولندا شاركت بسفيرها في فبراير/شباط الماضي، في احتفال رسمي لإحياء الذكرى 44 الثورة الإيرانية، على الرغم من مقاطعة أعضاء الاتحاد الأوروبي لطهران في ضوء قمعها للمتظاهرين المناهضين للحكومة.
وظهر السفير البولندي ماسيج فايكوفسكي البولندي في الصور التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية أثناء حضورهما حفل رسمي، إلى جانب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي ليس لديه مقاطعة رسمية لإيران، ذكرت بوليتيكو أنه كان هناك اتفاق ضمني بين أعضاء الكتلة لتجنب حضور الاحتفالات العامة رفيعة المستوى.
كان حضور بولندا في الحفل في طهران أكثر إثارة للدهشة، بالنظر إلى دعم وارسو القوي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، فيما أكدت إيران أنها زودت القوات الروسية بطائرات مسيرة هجومية.
حضور الدبلوماسي البولندي، جاء بعد قرابة شهر من إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية، الإفراج عن عالم بولندي كان محتجزا في إيران منذ أشهر.