الإصلاحات القضائية في إسرائيل تتفاقم.. هل تفقد حكومة نتنياهو شرعيتها؟
مع تصاعد حدة الاتهامات المتبادلة بين الحكومة والمعارضة، تتفاقم أزمة الإصلاحات القضائية في إسرائيل ما قد يدخل البلاد في أزمة دستورية غير مسبوقة.
وأظهرت تصريحات المسؤولين في الحكومة والمعارضة، الثلاثاء، تمسك كل منهما بمواقفه مع تصميم الحكومة على تهميش المحكمة العليا.
فبعد أن لوحت المعارضة بالالتماس إلى المحكمة العليا ضد قوانين الإصلاح التي تعرضها الحكومة، فقد هددت الحكومة بأنها لن تسمح للمحكمة بالتدخل.
وهو ما يتماشى مع مشاريع القوانين التي قدمتها الحكومة التي تعطي الأحزاب المشكلة للحكومة كلمة الفصل في تحديد أسماء القضاة وتمنع المحكمة من التدخل في قرارات الكنيست.
أزمة دستورية
وينذر هذا الخلاف بأزمة دستورية غير مسبوقة في إسرائيل علما بأن المحكمة العليا هي أعلى هيئة قضائية في إسرائيل ولا توجد فيها محكمة دستورية لحل الخلافات الدستورية.
وقال وزير العدل الإسرائيلي، ياريف ليفين: "إذا رفضت المحكمة العليا قوانين التغييرات في جهاز القضاء، فسيكون ذلك تجاوزًا لكل الخطوط الحمراء ولن نقبل به".
وأضاف للصحفيين: "لا مبرر لرفض المحكمة العليا. إن التغييرات التي قمنا بها تهدف إلى منع حدوث أي أزمة دستورية".
وتابع الوزير الإسرائيلي: "أقول بوضوح إنه عند العودة من عطلة الكنيست، سنقدم كل الفقرات الأخرى للإصلاح كما هو مخطط له تماما".
وردا على ذلك، قال عضو الكنيست ووزير العدل السابق جدعون ساعر: "إن تهديد الوزير ليفين للمحكمة بعدم احترام قراراتها المتعلقة بالمراجعة القضائية لقوانين الانقلاب، هو تجاوز للخط الأحمر. إن حكومة لا تحترم حكم المحكمة، لن تكون حكومة شرعية".
أمريكا تنصح وتحذر
التطورات هذه أدخلت البيت الأبيض على الخط، فقد قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "مسؤولين في الإدارة الأميركية وجهوا رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نصحوه فيها بعدم زيارة واشنطن في هذا الوقت".
وأشارت إلى أن المسؤولين الأمريكيين أشاروا لنتنياهو في رسالته إلى أن الرئيس جو بايدن لن يتوانى عن انتقاده العلني للإصلاحات القضائية التي يسعى إليها نتنياهو وحكومته، ولذلك يفضل تجنب الزيارة.
يأتي ذلك بعد أول اتصال هاتفي بين بايدن ونتنياهو بعد أزمة الإصلاحات القضائية حيث عرض الرئيس الأمريكي المساعدة في حل الخلاف والوصول تسوية.
وعلى إثر المكالمة، قدمت الحكومة اقتراحا مخففا ولكنه لم يكن كافيا لإرضاء المعارضة التي اعتبرته "تحايلا".
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg
جزيرة ام اند امز