إسرائيل تحاصر الوجود الفلسطيني بالقدس.. مداهمة مكتبة تُثير ضجة
![المكتبة العلمية في القدس](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/10/216-193709-israel-jerusalem-culture_700x400.jpg)
ليس ثمة دبلوماسي أو صحفي غربي يزور القدس الشرقية دون أن يمر على المكتبة العلمية في المدينة.
لذلك، كانت مداهمة الشرطة الإسرائيلية للمكتبة واعتقال القائمين عليها محل استهجان، ليس فلسطينيًا فقط، وإنما دوليًّا وحتى من قبل اليسار الإسرائيلي.
فالمكتبة، الواقعة في شارع صلاح الدين بالقدس الشرقية، هي عنوان لكل الباحثين عن تاريخ الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بشكل عام، والقدس بشكل خاص.
عنوان المقدسيين المثقفين
وفي المكتبة، غالبًا ما تجد دبلوماسيًا غربيًا يتصفح كتابًا أثناء احتساء القهوة، أو صحفيًا أجنبيًا يجد نفسه بالمكتبة في قلب الحدث السياسي.
كما أنها تُعدُّ عنوانًا للمقدسيين الراغبين في تصفح الكتب التاريخية والسياسية بمختلف اللغات.
لكن الشرطة الإسرائيلية اقتحمتها أمس الأحد واعتقلت اثنين من القائمين عليها، وهما أحمد ومحمود منى، وصادرت عددًا من الكتب غير الممنوعة أصلًا.
تهم غير واقعية
الخبر انتشر بسرعة البرق على منصات التواصل الاجتماعي، ومعه تصاعدت الإدانات الفلسطينية والدولية وحتى الإسرائيلية.
وكل من أدان المداهمة كان قد زار المكتبة يومًا ما، ويعلم أن الاتهامات التي وجهتها السلطات الإسرائيلية للقائمين عليها لا علاقة لها بالواقع.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان: "خلال عملية مركزة قام بها محققون الليلة الماضية، تم إجراء عمليات تفتيش في مكتبتين يشتبه في بيعهما كتبًا تحتوي على محتوى تحريضي. تم القبض على المشتبه بهم الذين باعوا الكتب من قبل محققي الشرطة".
وأضافت: "في إطار التحقيق، عثر المحققون على العديد من الكتب التي تحتوي على مواد تحريضية ذات مواضيع فلسطينية قومية".
ويقول القائمون على المكتبة إن مفتشي الشرطة استخدموا تطبيق ترجمة من أجل مراجعة عناوين الكتب.
والكتب التي تمت مصادرتها تعود لكتاب فلسطينيين وعرب مشهورين، فضلًا عن كتاب عالميين تناولوا الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وهي غير ممنوعة من التداول.
ردود فعل دولية
لذلك، قال السفير الألماني في إسرائيل، ستيفن سيبرت، على منصة "إكس": "أنا، مثل العديد من الدبلوماسيين، أستمتع بتصفح الكتب في المكتبة العلمية. وأعرف أن مالكيها، عائلة منى، هم من الفلسطينيين المقدسيين المحبين للسلام والفخورين، والمنفتحين على المناقشة والتبادل الفكري. أشعر بالقلق لسماع نبأ المداهمة واحتجازهم في السجن".
أما ممثل ألمانيا لدى السلطة الفلسطينية، أوليفر أوفتشا، فكتب على منصة "إكس": "أشعر بالقلق لسماع خبر اعتقال أحمد ومحمود منى، مالكي المكتبة العلمية في القدس. من خلال تفانيهما في الثقافة والحوار والتعليم، يجسدان القدس المنفتحة والمسالمة. يجب تسوية هذا الأمر قريبًا".
انتقاد إسرائيلي
من جانبه، قال مركز "بتسيلم" الحقوقي الإسرائيلي في بيان: "تواصل إسرائيل حربها على الشعب الفلسطيني بأكمله، وتتضمن محاولات سحق الشعب الفلسطيني مضايقة واعتقال المثقفين".
وأضاف: "يدير محمود وأحمد منى، وهما شخصيتان معروفتان في المشهد الثقافي في القدس، المكتبة العلمية، وهي نقطة التقاء للنقاش الثقافي والسياسي. يتعين على إسرائيل أن تطلق سراحهما على الفور، وأن تكف عن اضطهاد المثقفين الفلسطينيين".
وكان نشطاء من اليسار قد احتجوا خارج المحكمة في القدس الشرقية على اعتقال أحمد ومحمود منى، وطالبوا بإطلاق سراحهما فورًا.
لكن المحكمة قررت تمديد اعتقالهما لمدة 24 ساعة أخرى لاستكمال التحقيق، على أن يتم الإفراج عنهما صباح الغد بكفالة مالية قدرها5000 شيكل لكل واحد منهما (الدولار يعادل 3.57 شيكل)، إضافةً إلى فرض حبس منزلي لمدة خمسة أيام أخرى، ومنعهما من التواصل لمدة عشرة أيام مع أي دبلوماسيين أو رجال السياسة أو أصحاب دور نشر عالمية أو محلية.
يُذكر أنه في الأسبوع الماضي، قررت الشرطة الإسرائيلية إغلاق مكتبة في البلدة القديمة بالقدس لمدة شهر، بعد أن اعتقلت صاحبها لمدة 10 أيام بدعوى بيعه كتبًا سياسية.
aXA6IDMuMTQ1LjkwLjI0NCA= جزيرة ام اند امز