متلازمة القدس.. تفسير الحالة النفسية التي تصيب زوار «المدينة المقدسة»
متلازمة القدس هي حالة نفسية غير مألوفة تصيب بعض السياح الذين يزورون مدينة القدس،إحدى أقدس المدن في العالم للمسلمين والمسيحيين واليهود.
وتعتبر هذه الحالة فريدة من نوعها، حيث يصاب الأشخاص الذين لم يسبق لهم المعاناة من اضطرابات نفسية بنوبات من الهذيان والأعراض النفسية عندما يزورون هذه المدينة.
الحالة النفسية التي أصابت السياح
في حادثة حديثة، اتهم أحد السياح الأمريكيين بتدمير تمثالين رومانيين يعودان للقرن الثاني في متحف إسرائيل، حيث ادعى محاموه أنه كان يعاني من متلازمة القدس. السياح الذين يزورون المدينة غالبًا ما يصابون بتجربة نفسية دينية، حيث يعتقد البعض أنهم شخصيات دينية من العهد القديم أو يقومون بتصرفات غير طبيعية. وفي هذه الحالة، ادعى السائح أنه دمر التماثيل لأنها كانت "أصنامًا وتتناقض مع التوراة".
ما هي متلازمة القدس؟
متلازمة القدس ليست حالة نفسية معترفًا بها رسميًا في دليل التشخيص والإحصاء للاضطرابات النفسية (DSM)، ولكن بسبب تكرار الأعراض التي يعاني منها العديد من السياح، تم إنشاء مركز مخصص في القدس لعلاج ودراسة هذه الحالة. يتخصص مركز "كفار شاؤول للصحة النفسية" في علاج المتأثرين بهذه المتلازمة، وقد تم إحالة حوالي 1200 سائح إلى هذا المركز بين عامي 1980 و1993.
أعراض متلازمة القدس
تتفاوت أعراض متلازمة القدس من مريض لآخر. في بعض الحالات، يكون للمريض تاريخ نفسي مسبق، مثل سائح أمريكي بدأ في تحديد نفسه مع شخصية "شمشون" التوراتية. وفي حالات أخرى، قد يصاب أشخاص لا يعانون من اضطرابات نفسية مسبقة بنوبة هذيان ديني، وهو ما يعبر عن أقوى أشكال هذه المتلازمة. تتضمن الأعراض في بعض الحالات محاولة الزوار تحريك الحجارة من جدار البراق أو ارتداء ملابس طويلة ومبالغة في ممارسة الطقوس الدينية.
الأنواع المختلفة للمتلازمة
تتمثل أحد أشكال المتلازمة في الزوار الذين يأتون بمفردهم أو مع عائلاتهم ويعانون من نوبات من الهذيان الديني. وغالبًا ما يكون الزوار الذين يعانون من هذه المتلازمة منشغلين بأفكار دينية وهم عادة لا يتذكرون الحادثة بعد شفائهم. أظهرت الأبحاث أن هؤلاء المرضى قد يطورون هوسًا بالنظافة أو يرتدون ملابس طويلة بيضاء من شراشف الفندق. وتتميز هذه الحالات عادةً بغناء المريض وتلاوة نصوص دينية.
فجوة بين الواقع والصورة المثالية
وفقًا للأطباء، يشير حدوث هذه النوبات إلى وجود فجوة بين الصورة المثالية التي يحملها الزوار عن القدس وبين الواقع الذي يرونه هناك. يعتبر الأطباء أن هذا الاختلاف هو سبب رئيسي في تحول هذه التجربة إلى حالة نفسية خطيرة، حيث يحاول المريض سد هذه الفجوة من خلال تصرفات غير طبيعية مثل إلقاء خطب دينية أو محاولة تحقيق "رسالة شاملة".
الابتعاد عن المدينة والعودة إلى الواقع
علاج متلازمة القدس غالبًا ما يتطلب إبعاد المريض عن المدينة المقدسة وإعادته إلى عائلته. في بعض الحالات، يعود المرضى إلى حياتهم الطبيعية بعد تلقي العلاج النفسي المناسب، بينما في حالات أخرى قد يكون المريض غير راغب في التحدث عن التجربة بعد تعافيه، وهو ما يصعب من عملية التشخيص والعلاج.
متلازمة القدس تظل واحدة من الحالات النفسية المثيرة للاهتمام والتي تظهر عندما يتصادم الواقع مع الصور المثالية التي يحملها الأفراد عن المدينة المقدسة. وبينما لا تشكل هذه الحالة تهديدًا مستمرًا، فإنها تثير العديد من التساؤلات حول تأثير الأماكن المقدسة على النفس البشرية.
aXA6IDUyLjE0LjE3My4xMTYg جزيرة ام اند امز