مسيرات حزب الله.. إسرائيل تعتمد حلا بدائيا لمواجهة «سلاح الفقراء»
لا القبة الحديدية ولا مقلاع داوود ولا دروع الدفاعات الجوية الإسرائيلية، قادرة على التصدي لرهان حزب الله في الحرب الحالية.
وبدا جليا أن الحزب اللبناني بات أكثر اعتمادا على الطائرات المسيرة -سلاح الفقراء- في هجماته ضد إسرائيل، باعتبارها "متسللا خفيا" لم تعتده أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، المُصممة على اعتراض الصواريخ.
وتعتمد إسرائيل بالأساس على نظام القبة الحديدية الذي يوفر حماية قصيرة المدى ضد الصواريخ والقذائف، في حين أن أنظمة مقلاع داوود وغيرها من الأجيال المتعاقبة من صواريخ "آرو" تُمثل تكنولوجيا مُخصصة لصد الصواريخ الباليستية.
أما المسيرات فمثلت ثغرة في نظام الدفاع الجوي، لذا استخدمها حزب الله في أهم هجماته في هذه الحرب.
مقاتلات تُطارد مسيرات
وتكرر مشهد مطاردة مقاتلات حربية ومروحيات مسيراتِ صغيرةً في سماء إسرائيل، وهو المشهد الذي بدا مثيرا للسخرية فكيف أن مسيرة صغيرة تستنفر سلاح الجو الإسرائيلي في معركة أشبه بـ"مطاردة القط للفأر"، التي في أحيان يختفي طرفها الأصغر دون كشف مصيره، أو حتى يتمكن من قضم هدفه.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، أن طائرات مقاتلة شاركت في مطاردة مسيرات في منطقة عكا، قبل أن تُعلن انتهاء الحدث دون كشف مصير المسيرات.
وانتشرت مشاهد لمقاتلات ومروحيات تُطارد مسيرة مُسرعة في سماء إسرائيل، فيما جنود يراقبونها بنظرات مُعظمة لتتبع مسارها.
وقال حزب الله، في بيان، إنه هاجم بسرب من "المُسيّرات الانقضاضية" قاعدة شراغا شمالي عكا، مشيرا إلى أنها "أصابت أهدافها بدقة".
وقبل أيام أدخلت مسيرة واحدة نحو مليون إسرائيلي إلى الملاجئ في مدينة حيفا لأكثر من 40 دقيقة، ودوت صافرات الإنذار دون توقف طول تحليق المسيرة في سماء المدينة و60 بلدة مجاورة دون أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من إسقاطها.
ولم تتوقف صافرات الإنذار إلا بعد أن سقطت المسيرة من تلقاء نفسها في مدينة الخضيرة.
وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" "هناك سياسة جديدة مُتبعة في إسرائيل تتمثل في إطلاق مزيد من التحذيرات عندما لا تتمكن القوات من العثور على الطائرات المسيرة".
هجمات مؤثرة
واستخدم حزب الله امسيرات في أهم هجومين خلال الحرب الحالية، إذ استهدفت مسيرة قاعدة عسكرية قرب بنيامينا شمالي إسرائيل، ما أسقط 4 قتلى وعشرات الجرحى بين الجنود.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم استخدمت فيه "طائرة دون طيار متفجرة من طراز صياد 107، مصنعة في إيران وتستخدم على نطاق واسع من قبل حزب الله، الذي يصنعها أيضا بنفسه في لبنان".
كما هاجم حزب الله منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا، بطائرة مسيرة أصابت شرفة غرفة نومه.
وطالما أكد حزب الله في بيانات متعددة أن مهندسيه استطاعوا تطوير "المسيرات الانقضاضية"، من طرازات مختلفة، التي يستخدمها في هجماته ضد إسرائيل.
هل يحل الشعاع الحديدي المعضلة؟
وبدا أن الثغرة التي تسببها المسيرات أرقت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، حتى إن وزارة الدفاع الإسرائيلية أعلنت الأسبوع الماضي عن تخصيصها 530 مليون دولار لتسريع تطوير نظام الدفاع الجوي بالليزر المعروف بـ"الشعاع الحديدي"، من أجل "توسيع نطاق شراء أنظمة الاعتراض بالليزر بشكل كبير".
وحسب بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية، من المفترض أن يسمح النظام الجديد للجيش الإسرائيلي اعتراض الطائرات المسيرة بشكل أكثر فاعلية.
وستعمل وزارة الدفاع مع شركتي الدفاع الإسرائيليتين "رافائيل" و "إلبيت" على تطوير هذا النظام، الذي قال المدير العام للوزارة إيال زامير، في البيان، إنه يأمل أن يدخل الخدمة في غضون عام.
aXA6IDMuMTM3LjIwMC4xMTIg
جزيرة ام اند امز