إسرائيل وحرب الجبهتين..مسؤول عسكري يرسم السيناريوهات والقدرات
في الجنوب مشتعلة وفي الشمال ملتهبة.. هكذا هي الحدود الإسرائيلية مع كل من غزة ولبنان.. فهل تستطيع تل أبيب القتال على جبهتين؟
فبعد أيام قليلة من الحرب في غزة والتي اشتعلت في أعقاب هجوم شنته حماس ضد بلدات إسرائيلية، أمرت تل أبيب، بإخلاء 1.1 مليون فلسطيني من شمال قطاع غزة، ما أثار توقعات بأن غزوا بريا للقطاع المكتظ بالسكان قد يكون وشيكا، وهي خطوة حذرت الأمم المتحدة من أنها قد تؤدي إلى كارثة إنسانية.
على الحدود الشمالية، لا يبدو الوضع أفضل حال مع تصاعد التوتر والرشقات الصاروخية التي يطلقها حزب الله والرد الإسرائيلي عليها. فحزب الله اللبناني هدد بأنه مستعد للانضمام إلى الصراع، في تحرك أثار شبح فتح جبهة ثانية مع خصم آخر على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.
فإلى أي مدى يمكن لإسرائيل أن تقاتل على جبهتين؟
الإجابة يستشرفها تامير هايمان، مدير العمليات في غزة والرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، في مقابلة له طالعتها «العين الإخبارية» في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، تمحورت حول أهداف العملية في القطاع، واحتمال انضمام حزب الله إلى القتال.
وفي رده على سؤال حول تقييمه للأيام الماضية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، يقول هايمان: "لقد تجاوزنا مرحلة الصدمة، والتعافي في الطريق".
وعن طبيعة هذا التعافي، يعود المسؤول الأمني للبداية حيث كانت البقعة الرئيسية التي تعرضت للقصف هي القرى والكيبوتسات المحيطة بقطاع غزة، والتي تعرضت لهجوم شديد أسفر عن خسائر مادية وبشرية كبيرة.
أما الآن، فعل الجيش الإسرائيلي على إغلاق جميع الفجوات الموجودة في سياج غزة، وإجلاء جميع المدنيين، باستثناء عسكريين في محيط القطاع، وهو ما اعتبره هايمان "أحد جوانب تجديد الثقة".
الأمر الثاني في طريق التعافي، بنظر هايمان، هي تدمير إسرائيل لقدرات حماس في غزة، مع تكثيف الضربات الجوية التي طالت البنية التحتية لنخبة الحركة، وهي وحدة العمليات الخاصة في حماس التي تسللت إلى إسرائيل.
الجبهة الشمالية
العنصر الثالث في مرحلة التعافي، هو استقرار الوضع في الشمال مع الحدود اللبنانية، بحسب ما ذكره هايمان.
وفي هذا الصدد يقول الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية: "على الرغم من أن حزب الله لا يشارك بشكل فعال، على نطاق واسع، ولكن بشكل نشط، تحت عتبة الحرب، في محاولة لخلق إلهاء من أجل تخفيف التوترات حول غزة، باستخدام الطائرات بدون طيار، كل هذه الجوانب تخلق توترا في قيادة الجبهة الداخلية، ونحن نحاول تعطيل الأمور".
مضيفا "لقد نشرنا كل قواتنا لنكون أكثر استعدادا لهجوم آخر من قبل عناصر خاصة من حزب الله. نحن على استعداد تام لهذا النوع من السيناريو. والآن علينا أن نوازن جهودنا بين غزة والشمال، وفي رأيي يجب علينا تأمين الجناح، لكن الجهد العملياتي الرئيسي يجب أن يتركز على غزة".
وفي رده على سؤال حول مدى احتمالية فتح جبهة قتال في الشمال، في هذه المرحلة، بدا هايمان "غير متأكد" من أن حزب الله لديه الشهية لذلك.
مستدركا " لكن الفرصة قد تمنحهم (حزب الله) الشهية. إذا رأوا الضعف، فإنهم يرون الفرصة. ربما يعتقد الحزب أنه لا يستطيع التضحية بنفسه من أجل الفلسطينيين لأن سبب وجودهم كله هو إيران، وليس غزة. لذا، إذا رأوا المزيد من علامات الضعف، فمن المؤكد أنهم سيرون فرصة. إذا رأوا علامات عكس ذلك، أي القوة والعزيمة، فمن المحتمل ألا يتعرضوا للإغراء".
لكن ماذا إن أخطأ حزب الله أو إسرائيل في قراءة أي إجراء؟
يجيب مدير العمليات في غز والرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية: "بالطبع، نعم. لدى «حزب الله» شعور زائف بالثقة بالنفس يمكن أن يقوده إلى سوء تقدير من خلال افتراض أن تصرفاته سوف نفسرها على أنها بسيطة، بينما سنفسرها على أنها كبيرة".
وتابع «سنرد بالشكل المناسب، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى دائرة تصعيد قد تؤدي إلى فتح جبهة ثانوية. يجب أن نكون دقيقين للغاية في الطريقة التي نتعامل بها مع الجهود التشغيلية في الوقت الحالي».
وفيما يتعلق بالمقارنة بين حزب الله وحماس من حيث قدراتهما والتهديد الذي يشكلانه على إسرائيل، لفت هايمان إلى أنه لا توجد مقارنة «نحن نتحدث عن 10 أضعاف قدراتهم النارية، وأكثر من ضعف قدراتهم الأرضية، ومعدات وقدرات دقة أفضل بكثير. إنه نطاق آخر، أقرب بكثير إلى الجيش النظامي منه إلى منظمة إرهابية».
وأمس الإثنين، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حزب الله من شن هجوم على الحدود الشمالية.
وفي جلسة للكنيست، قال نتنياهو لحزب الله «لا تحاولوا اختبارنا في شمال البلاد لأن الثمن سيكون باهظا».
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuMjQ5IA==
جزيرة ام اند امز