هجمات إسرائيل على لبنان.. هل تعيد تكرار سيناريو غزة؟
هجمات إسرائيلية جوية على لبنان أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات، قوبلت برشقات صاروخية من حزب الله، مما يعيد إلى الأذهان سيناريو غزة.
فينما تقول إسرائيل إنها تريد القضاء على القدرات الصاروخية لحزب الله، إلا أنها تعد العدة -أيضا- لهجوم بري، بحسب محللين إسرائيليين، أشاروا إلى أن الهجمات الجوية في لبنان تعيد إلى الأذهان، الهجمات على غزة التي سبقت بعشرين يوما التوغل البري الإسرائيلي في القطاع.
فالجيش الإسرائيلي نفذ مئات الغارات على أهداف قال إنها لحزب الله في قرى جنوب لبنان قبل أن يعلن اعتزامه مهاجمة منطقة البقاع.
وشهدت العديد من البلدات في جنوب لبنان نزوحا واسعا من السكان خشية الإصابة أو القتل بالهجمات الإسرائيلية.
ومع ذلك فقد أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل أكثر من 182 وإصابة أكثر من 727 من الهجمات الإسرائيلية منذ صباح اليوم.
وأقر المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري بمهاجمة منازل بداعي وجود أسلحة فيها، قائلا في مؤتمر صحفي: «المناظر التي نراها الآن في جنوب لبنان هي انفجارات أسلحة حزب الله التي تنفجر داخل المنازل. في كل منزل نهاجمه توجد أسلحة، صواريخ وقذائف وطائرات بدون طيار، والتي كانت تهدف إلى قتل المدنيين الإسرائيليين».
وأضاف: «نستعد لمهاجمة أهداف في منطقة البقاع في لبنان في المستقبل القريب، ويخزن حزب الله أسلحة استراتيجية هناك في مبان مدنية»، متابعًا: أنا أحذر السكان اللبنانيين في قرى البقاع، السكان الذين هم بالقرب من المباني أو داخل المنازل حيث يتم تخزين الصواريخ والأسلحة، ابتعدوا عنها فوراً».
ونقل موقع «واينت» الإسرائيلي عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن «هذه العملية شملت مئات الطائرات المقاتلة التي تهاجم في وقت واحد مواقع حزب الله»، مضيفة: «الأهداف يتم قصفها من قبل مئات الطائرات المقاتلة التي تهاجم في وقت واحد في جميع أنحاء لبنان وليس فقط في جنوب البلاد يتم التحقيق فيها من قبل مصادر في المخابرات العسكرية والقيادة الشمالية».
ولفت الموقع الإسرائيلي إلى أن «الذروة قد تكون لم تأت بعد»
ونقل عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الهجمات ستشمل المناطق الريفية في جميع أنحاء لبنان، مضيفًا: «قد يشمل رد حزب الله المحتمل أيضا توسيع دائرة إطلاق النار، بما في ذلك ربما أهداف مختارة في تل أبيب».
لكن هل تعد إسرائيل لهجوم بري؟
لا يخفي محللون إسرائيليون الحاجة إلى توغل بري في جنوب لبنان، معتبرين أن من شأن الضربات التي تلقاها حزب الله أن تضعفه سواء من ناحية توجيه ضربات صاروخية أو التصدي للقوات المتوغلة بريا.
ويقول العقيد (احتياط) عوزي ديان، نائب رئيس الأركان السابق، لإذاعة 103 المحلية: «نحن بحاجة إلى التحول إلى هجوم بري سيؤدي في النهاية إلى إنشاء نوع من منطقة الموت في جزء من جنوب لبنان».
وأضاف: «إذا أردنا إعادة سكاننا إلى الحدود الشمالية، فعلينا أن نلجأ إلى التحركات الكلاسيكية للحرب، وهي تدمير العدو واحتلال الأراضي».
أما اللواء (المتقاعد) غيرشون هاكوهين، القائد السابق لهيئة الأركان، فقال للإذاعة ذاتها: «من الممكن بالتأكيد أن نضطر إلى الدخول البري، الجيش الإسرائيلي جاهز، الجيش الإسرائيلي مستعد، وفي هذه المسألة أيضًا، علينا أن نفعل ذلك بحكمة».
بدوره، قال المحلل العسكري في صحيفة «معاريف» آفي اشكنازي: «منذ الصباح، ينفذ الجيش الإسرائيلي العشرات، وربما المئات، من طلعات جوية في لبنان. والهدف من ذلك هو إضعاف أنظمة وقدرات حزب الله في مجال إطلاق الصواريخ. في الوقت الحالي، هذه صواريخ قصيرة المدى حيث إن لدى حزب الله عشرات الآلاف من هذه الصواريخ».
وأضاف: «يعرف الجيش الإسرائيلي أين يوضع جزء كبير من الذخائر. لذلك، دعا الناطق بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي، العميد دانيال هاغاري، صباح الإثنين، السكان اللبنانيين إلى إخلاء تلك المباني أو عدم التواجد بالقرب من منصات الإطلاق هذه، لأن الجيش الإسرائيلي على وشك مهاجمتها وتدميرها».
واعتبر أن «أحد أساليب إسرائيل لشن الحرب هو نقل القتال إلى الجانب الآخر. هذا ما تفعله إسرائيل منذ يوم الأربعاء»، مضيفًا: «تتمتع إسرائيل بمزايا واضحة في القدرات القتالية: القوات الجوية والبحرية وأجهزة الاستخبارات ووحدات المدفعية ذات القدرات الدقيقة الفتاكة والمزيد. تستخدم إسرائيل حاليا هذه المصفوفات لسحق الجانب الآخر».
وأضاف: «لقد تم نقل ساحة المعركة إلى جانب العدو دون جلب القوات إلى الميدان. وهذا يتسبب في فقدان الجانب الآخر لأنظمة القيادة والسيطرة، وفقدان القادة، وفقدان القوة النارية والأصول التكتيكية».
وأشار إلى أن التصور أنه «إذا تطلب منا جلب قوات برية، فإن الجانب الآخر الذي ينتظر الدخول سيكون مرهقا ومرتبكا ومتعبا وجائعا، مما سيخفف ويقلل من المخاطر التي تتعرض لها قوات المناورة».
وتابع: «لدينا حاليا الوقت والقدرة. وبالمناسبة، حتى لو قتلنا عن طريق الخطأ مائة مدني في قرية قانا في لبنان، يبدو أنه لا يمكن لأحد أن يوقف إسرائيل. لأنه قدم هذا الصباح ذريعة أولية وعادلة للمجتمع الدولي فيما يتعلق بوجود الذخائر في جميع المناطق المدنية في لبنان».
أشكنازي أضاف: «العودة إلى لبنان. تعمل إسرائيل الآن بطريقة منظمة، مع تحركات هجومية. عندما تختار لنفسها الأهداف والتخطيط للهجوم وطريقة الهجوم. هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تشن بها حملة ضخمة مع القوة والمبادرة بين يديك».