إنكار وجود الفلسطينيين.. العالم يدين تصريحات سموتريتش "العنصرية"
تتوالى ردود الفعل الدولية المستنكرة لتصريحات أدلى بها وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، وأنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني.
وفجر سموتريتش زوبعة جديدة بعد أن قال إنه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، في تصريحات أدلى بها مساء الأحد بالعاصمة الفرنسية باريس مساء الأحد.
وزعم أنه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، معتبرا أنه مفهوم تم اختراعه قبل أقل من 100 عام.
وتابع: "وفقا للقانون الدولي، يتم تعريف الشعب من خلال تاريخه وثقافته ولغته وعملته وقيادته، من هو أول ملك فلسطيني؟ ما هي اللغة الفلسطينية؟ هل كانت هناك عملة فلسطينية من قبل؟ هل هناك تاريخ أو ثقافة فلسطينية؟ لا".
عنصرية
في تواتر للاستنكار العربي والدولي، أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها لما صدر من تصريحات "مسيئة وعنصرية" من أحد مسؤولي حكومة إسرائيل بحق دولة فلسطين وشعبها.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية موقف المملكة الرافض لهذه التصريحات المنافية للحقيقة، معتبرة أنها تساهم في نشر خطاب الكراهية والعنف وتقوض جهود الحوار والسلام الدولي.
كما جددت الوزارة دعم المملكة لكل الجهود الدولية الرامية إلى حل القضية الفلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية وضمان قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، التصريحات المسيئة والعنصرية للوزير الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وشدد البديوي على ضرورة مواجهة خطاب الكراهية والعنف، وأهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش الإنساني ضمن الجهود المبذولة للحد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن مواقف دول المجلس ثابتة تجاه القضية الفلسطينية بوصفها قضية العرب والمسلمين الأولى، ودعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس.
بائسة
على نفس الخطى، أدانت جامعة الدول العربية تصريحات الوزير الإسرائيلي، وكذلك وجود المملكة الأردنية الهاشمية حين استخدم خريطة جغرافية لإسرائيل تضم حدود الأردن وأجزاءً من الأراضي الفلسطينية.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، الدكتور سعيد أبوعلي، في تصريح له اليوم، إن "هذه التصريحات البائسة للوزير الفاشي (...) لن تنتقص أو تنال من وجود وسيادة المملكة الأردنية الهاشمية أو من وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الراسخة وهويته ضاربةً الجذورَ في أرضِ وطنه".
وحذر من أن التصريحات تشكل "تهديداً سافراً للأمن والسلم في المنطقة والعالم وتحدٍ لإرادة المجتمع الدولي ومواثيقه وقوانينه وأعرافه بما في ذلك التنكر للجهود الإقليمية والدولية الأخيرة لخفض التصعيد والتدهور والدفع باتجاه إحياء مسار السلام".
بدوره، أعرب البرلمان العربي عن رفضه الشديد للتصريحات، واصفًا إياها بالعنصرية وبأنها دعوة صريحة للعنف، وارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق شعب فلسطين الأعزل.
وقال البرلمان العربي في بيانٍ له اليوم، إن "مثل هذه التصريحات اللامسؤولة تُقَوّض المساعي الرامية إلى تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ "مواقف جَدّيَة من هذه التصريحات العنصرية من مسؤولين متطرفين، بصفتها دعوة وتحريضا على ارتكابِ مزيدٍ من العنف والجرائم بحق الشعب الفلسطيني، ومحاسبة المسؤولين عنها".
"غير مسؤولة"
وفي تواتر للإدانات الدولية، استنكرت فرنسا الثلاثاء تصريحات سموتريتش، واصفة إياها بـ"غير المسؤولة".
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان: "ندعو الأشخاص المُعيّنين في مناصب رفيعة في الحكومة الإسرائيلية إلى التحلي بالوقار المطلوب واحترام كرامة الآخرين والامتناع عن أي أعمال أو تصريحات تساهم في تصعيد التوتر".
وأكدت الوزارة أن تصريحات سموطريتش "مخزية وغير مسؤولة".
وسبق أن نددت الخارجية الفرنسية، مطلع مارس/ آذار الجاري بمواقف سموتريتش إثر تصريح له بضرورة "محو" بلدة حوارة الفلسطينية بعد مقتل مستوطنين بالرصاص بينما كانا يمران بسيارتهما قرب البلدة شمال الضفة الغربية.
وأعقب ذلك هجوم مستوطنين إسرائيليين على البلدة وإحراق عشرات المباني والسيارات فيها.
من جانبها، وصفت الولايات المتحدة تصريحات الوزير الإسرائيلي بأنها "مهينة" و"خطيرة".
وفي تصريحات إعلامية، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل: "نعتبر أن هذه التصريحات ليست غير دقيقة فحسب، بل هي أيضا مهينة وخطيرة".