الأمم المتحدة على خط انتخابات ليبيا.. التعهدات وحدها لا تكفي
على طريق انتخابات ليبيا التي أرجأتها "القوة القاهرة"، كانت هناك تحركات أممية وأمريكية تسارعت وتيرتها مؤخرًا
، أملا في إنهاء سنوات عجاف من الصراع.
تلك التحركات جاءت عبر تقديم الدعم الفني والزخم السياسي، لتحريك المياه الراكدة في ملف الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي تعطل قطارها في ديسمبر/كانون الأول 2021 في محطة "القوة القاهرة".
وفيما يجري مسؤولون أمريكيون زيارات ومباحثات في شرقي وغربي ليبيا تسارعت وتيرتها مؤخرًا، كانت الأمم المتحدة -كذلك- على خط الانتخابات بتعهدات قطعتها على نفسها بتعزيز المسار الديمقراطي في ليبيا وصولا إلى استكمال الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة.
جاء ذلك خلال تصريحات للممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) مارك أندريه فرانش، على هامش لقائه رئيس المفوضية الوطنية الليبية العليا للانتخابات عماد السايح في العاصمة الليبية طرابلس.
مسار الانتخابات
وفي بيان صادر عنها، قالت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية إن اللقاء الذي حضره كبير المستشارين الفنيين بمشروع بيبول هوجو سالمنكه "بحث آخر مستجدات مسار العملية الانتخابية واستعرض سبل دعم المجتمع الدولي للمفوضية من خلال الخبرات المساندة في مجال إدارة وتنفيذ الانتخابات".
وفيما أشاد فرانش بـ"جهود المفوضية في مراحل العملية الانتخابية التي تم إنجازها"، أكد "التزام الدول المانحة بتعزيز المسار الديمقراطي في ليبيا وصولاً لاستكمال الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة.
وبعد تعقد الأزمة السياسية في ليبيا، أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مشروعا لدعم الانتخابات الليبية سمي مشروع (بيبول) في 28 سبتمبر/أيلول الماضي، تعهدت عدة دول منخرطة فيه بدعم جهود مفوضية الانتخابات الليبية للوصول لإنجاز الاستحقاق الانتخابي المنتظر.
وفيما يهدف المشروع الأممي الدولي إلى توفير الدعم الفني والاستشاري للعملية الانتخابية في ليبيا، قال المحلل السياسي الليبي فتحي المعوج إن الليبيين يريدون أكثر من ذلك، مضيفا أن "المطلوب من المجتمع الدولي ليس فقط الدعم الاستشاري أو الفني أو اللوجستي، فكل ذلك يسير، بل إن المطلوب كف أيادي المخابرات العالمية عن ليبيا وعدم إشعال فتيل الصراع".
قرارات حاسمة
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أنه على المجتمع الدولي العمل على حل الأزمة الليبية عبر الانتخابات، وإصدار قرارات حاسمة نافذة لمعاقبة معرقلي العملية الانتخابية في ليبيا، مضيفًا: "شهدنا قبل عامين فشل انتخابات ليبية كانت مقررة ومدعومة أيضا من المجتمع الدولي بسبب بعض الأطراف والمليشيات في غرب ليبيا التي اقتحمت عدة مراكز انتخابية".
وتابع: "كل ذلك كان علنا وسط صمت المجتمع الدولي"، مشيرًا إلى أن "الليبيين يريدون أكثر من المشورة وعلى المجتمع الدولي إدراك ذلك ".
وتشهد ليبيا أزمة سياسية خانقة تتمثل في صراع بين حكومتين الأولى كلفها مجلس النواب مطلع العام الماضي برئاسة فتحي باشاغا، فيما الثانية يرأسها حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية والتي يصر رئيسها عبدالحميد الدبيبة على عدم تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.
aXA6IDMuMjEuMjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز