تحركات أمريكية صوب الانتخابات الليبية.. جدية أم ظاهر يخالف الحقيقة؟
ضمن المساعي لدعم إجراء انتخابات بليبيا، أجرى وفد رفيع المستوى من الولايات المتحدة، الإثنين، مباحثات مع مسؤولين ليبيين في شرق البلاد.
تلك المباحثات تمثلت في لقاء جمع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، والوفد الرسمي المرافق لها الذي ضم المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند والقائم بأعمال سفارة أمريكا لدى ليبيا ليزلي أوردمان، مع رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح.
ووفق بيان للبرلمان الليبي، فإن اللقاء الذي عقد بمقر مجلس النواب في مدينة بنغازي (شرق)، تناول مستجدات الأوضاع في ليبيا والتأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
واستعرض صالح، وفق البيان، "ما أنجزه مجلس النواب من تشريعات لازمة لإجراء الانتخابات وعزم المجلس على انتخاب أعضاء اللجنة المشتركة لإعداد قوانين الانتخابات وفقاً للتعديل الدستوري الثالث عشر".
ونقل البيان ذاته تأكيد الجانبين خلال اللقاء على "ضرورة تهيئة كافة الظروف على الأرض من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".
لقاء حفتر
الوفد الأمريكي التقى في ذات المدينة بنغازي، اليوم أيضا، مع قائد عام الجيش الليبي المشير أركان حرب خليفة بالقاسم حفتر في مكتبه، وفق بيان آخر صدر عن القيادة العامة للجيش الليبي.
وقال البيان إن اللقاء "ناقش التطورات السياسية في ليبيا وأهمية دعم جهود بعثة الأمم المتحدة من خلال التنسيق مع مجلسي النواب والدولة لإعداد القوانين الانتخابية المطلوبة لتمهيد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل نهاية العام 2023".
وتشهد ليبيا هذه الفترة توافدا دوليا واسعا على شرق وغرب البلاد لبحث دعم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تحل أزمة سياسية تتمثل في صراع حكومتين على السلطة أولها حكومة فتحي باشاغا التي كلفها مجلس النواب مطلع مارس/آذار الماضي وثانيها حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة.
وبعد نحو عام من مفاوضات بين أطراف النزاع الليبي للوصول إلى انتخابات تحل الأزمة عبر التوافق على "قاعدة دستورية" تؤدي إلى تلك الانتخابات دون تحقق ذلك، أعلن مجلس النواب الليبي في 7 فبراير/شباط الماضي، إقرار التعديل الـ13 للإعلان الدستوري الليبي، ليكون قاعدة إجراء الانتخابات.
وتعليقا على ذلك، يرى المحلل السياسي الليبي يوسف الفزاني أن "تواجد وفد أمريكي رفيع في شرق ليبيا له دلالات".
ويوضح الفزاني تلك الدلالات، أن "الولايات المتحدة عازمة هذه المرة على بلوغ ليبيا الانتخابات وذلك بضغط دولي تمارسه مصر التي يهمها حل أزمة ليبيا".
ويضيف أنه "قبل زيارة هذا الوفد سبق وأن أجرى المبعوث الأمريكي الخاص نورلاند عدة جولات بين شرق البلاد وغربها الأسبوع قبل الماضي وطالب بدعم مبادرات الأمم المتحدة للوصول إلى انتخابات خلال هذا العام 2023".
ورغم تفاؤله، يقول الفزاني إن "الغرب في العادة يعمل دبلوماسيا بعكس ما ينوي في الخفاء لذلك حتى التحركات الأمريكية الحالية ربما لا تكون هي ذاتها النية التي تبيتها واشنطن في الحقيقة"، على حد قوله.
ويضيف الفزاني "هل التحركات الأمريكية الحالية الداعمة لإجراء انتخابات في ليبيا فعلا صادقة أم لا؟، مؤكدا أن الإجابة لا يعرفها إلا مكتب المخابرات المركزية الأمريكية.