مخرج إسرائيلي ينتقد الرقابة الإسرائيلية على السينما: فلنحترق
انتقد المخرج الإسرائيلي ناداف لابيد رقابة السلطات الإسرائيلية على الأعمال السينمائية وخصوصاً في ما يتعلق بطريقة معاملة الفلسطينيين.
ويرى المخرج الإسرائيلي ناداف لابيد، الذي يُعتبر النجم الصاعد للسينما الإسرائيلية ونال هذا الصيف جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان عن فيلمه "الركبة"، أن السياسة تجعل المواطنين "مرضى وعمياناً".
وكما فيلمه "سينونيمز" ("مرادفات") الفائز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2019، وهو مستوحى من تجربته الشخصية كشاب غير راضٍ عن بلده ينتقل للعيش في باريس حيث يحرص على عدم الإفصاح عن أصوله الإسرائيلية، يعكس "هبيرخ" أو "الركبة" جزئياً سيرة لابيد الذاتية، وجرى تصويره وتوليفه على نحو مفاجئ.
ويتناول "الركبة" الذي تنطق عروضه في دور السينما الفرنسية في 15 أيلول/سبتمبر الجاري قصة مخرج (يؤدي دوره أفشالوم بولاك) يدعى لعرض فيلمه الأخير في بلدة نائية بمنطقة صحراوية، وهو يذكّر بتجربة لابيد الخاصة كفنان.
ولدى وصول المخرج، تطلب منه موظفة شابة شغوفة بالفن والأدب (تؤدي دورها نور فيباك)، بتعليمات من وزارة الثقافة، توقيع استمارة يتعهد فيها عدم التطرق إلا إلى لائحة محدودة من المواضيع، لكي يتمكن من عرض فيلمه.
ويعالج ناداف لابيد من خلال "الركبة" مجموعة من الأسئلة، منها مثلاً هل يمكن للفن أن يحارب الرقابة؟ وهل يمكن الدفاع عن حرية التعبير في بلد يعيش حالة حرب دائمة؟
ويرى المخرج البالغ 46 عاما في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس في كان أن "المحزن في إسرائيل أن لا حاجة إلى تمركز الدبابات أمام الصندوق الإسرائيلي للأفلام (المسؤول عن دعم السينما الإسرائيلية)، ولا داعي لتوقيف مخرج وإلقائه في السجن كما هي الحال في روسيا بل يكفي أن يقال كفى تناولاً للمواضيع السياسية، فلنتناول فقط مواضيع الأسرة".
"فلنحترق!"
ويقول إن ما يزعجه هو أن "تصبح الرقابة جزءاً من روح الشخص وعقله"، وأن تنبع "من داخله، فترافقه كظله".
ويلاحظ لابيد أن الرقابة في إسرائيل نمت في ظل الحكومات اليمينية، وخصوصاً في ما يتعلق بطريقة معاملة الفلسطينيين. ويرى أن هذه الرقابة تجعل الفنانين يفهمون أكثر ماهية القمع، ففي السابق "كانت السلطات الإسرائيلية تفرض ظلماً شديداً على جزء من سكانها، لكن في الوقت نفسه كان المخرجون يتمتعون بالحرية الكاملة. كان الأمر أشبه بمزحة".
أما الآن فباتت السلطات الإسرائيلية تقول بحسب لابيد "نحن نسيطر على البلد، فلماذا لا نسيطر أيضاً على السينما؟". ويعتبر المخرج أن هذا الواقع "قد يكون أمراً جيداً"، مضيفاً "لا أعتقد أن المخرجين يجب أن يكونوا محميين. لا يمكن أن يبقى المخرجون إلى الأبد على قمة جبل ينظرون إلى الوديان تحتهم وهي تشتعل. فالنار باتت تطاولنا. فلنحترق!".
ويستبعد أن تؤدي نهاية 12 عاما من حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو إلى تغيير الأمور، ويقول "لا أعتقد أنّ ثمة سبباً في ظل المشهد السياسي الجديد لكي تتغير الأمور المهمة فعلياً في المجتمع الإسرائيلي". ويرى أن "المرض لا يزال موجوداً، والناس ما زالوا عمياناً كلياً".
ويختم قائلاً "لا أعتقد أنني أصنع أفلاماً يمينية أو يسارية، فلدى الطرفين الكثير من التناقضات. في ختام الفيلم، يتبين أن معارضة الدولة هي الخيار الوحيد الممكن، لكن في الواقع، في نهاية المطاف، تستمر المعاناة من المشاكل نفسها التي كنت تحاربها...".
aXA6IDMuMTQ0LjEyMy4yNCA= جزيرة ام اند امز