"عقيدة الأخطبوط".. خطة إسرائيل لنقل المعركة إلى إيران
"الهجوم وسيلة للدفاع"، يبدو أنها القاعدة التي اعتمدت عليها إسرائيل في خطتها لكبح جماح إيران، التي تهدد كل مرة باستهداف الدولة العبرية.
فقد قالت مصادر مطلعة إن إسرائيل تكثف حملتها لإحباط برامج طهران النووية والصاروخية والطائرات المسيرة، من خلال سلسلة من العمليات السرية التي تستهدف مجموعة أوسع من الأهداف الرئيسية داخل إيران.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن التحركات الجديدة تعتبر أحدث تطور لاستراتيجية أطلق عليها رئيس الوزراء نفتالي بينيت "عقيدة الأخطبوط".
وتهدف الاستراتيجية -بحسب الصحيفة- إلى نقل معركة إسرائيل ضد إيران إلى الأراضي الإيرانية، بعد سنوات من استهداف العملاء الإيرانيين ووكلاء طهران خارج البلاد في أماكن مثل سوريا.
وكثفت إسرائيل حملتها خلال العام الماضي، من خلال ضربات تستخدم الطائرات المسيرة الصغيرة لضرب المنشآت الإيرانية، وهجوم على قاعدة إيرانية للطائرات المسيرة، بحسب أشخاص مطلعين على الحملات.
وألقت إيران باللوم على إسرائيل في مقتل ضابط عسكري بارز في طهران، اشتبه الإسرائيليون في أنه يدير فرق اغتيالات بالخارج تستهدف الإسرائيليين.
وأوضحت مصادر أنه بعدما ركزت إسرائيل جهودها السرية على البرنامج النووي الإيراني لسنوات، توسع حملتها الآن مع إدراك أن إيران أحرزت تقدما بالفعل في إنتاج اليورانيوم المستخدم في تصنيع الأسلحة.
وأشارت المصادر إلى أن الهدف الآن هو منع طهران من تطوير رأس حربي نووي وصاروخ يمكنه حمله
حرب الظل
وغذت الحملة الإسرائيلية واسعة النطاق حرب الظل المستعرة منذ فترة طويلة مع إيران، التي ردت على الهجمات المتزايدة داخل أراضيها بحملة جديدة لاستهداف الإسرائيليين حول العالم، بحسب قادة إسرائيليين.
وبعد محاولات إيرانية فاشلة خلال السنوات الأخيرة لاستهداف المدنيين الإسرائيليين حول العالم، بما في ذلك: أفريقيا، وآسيا، وأمريكا الجنوبية، أصدرت تل أبيب تحذيرات لمواطنيها بعدم السفر إلى تركيا، لاسيما إسطنبول، بسبب التهديد المباشر الذي تشكله عليهم الوحدات الإيرانية التي تسعى لإيذاء الإسرائيليين.
ووصلت المخاوف الإسرائيلية ذروتها، مساء الجمعة، عندما نصح المسؤولون الإسرائيليون في وسائل الإعلام العبرية السياح الإسرائيليين في إسطنبول بالبقاء في غرفهم وعدم فتح الباب للغرباء وسط تحذير بأن إيران أعطت الضوء الأخضر لهجوم مميت في تركيا.
وقال رام بن باراك رئيس لجنة الخارجية والدفاع بالكنيست الإسرائيلي لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أول أمس الأحد، إنه لايزال هناك خلايا إيرانية في إسطنبول "لديها غرض وحيد يتمثل في القبض على إسرائيلي وقتله".
ولفت رئيس اللجنة البرلمانية إلى أن إسرائيل تعتقد أن الخلايا المشتبه فيها تتضمن سكانا محليين يعملون لصالحها.
ويرى مسؤولو أمن إسرائيليون سابقون أن إيران على الأرجح تتطلع للثأر لعمليات القتل الأخرى لإيرانيين بارزين مرتبطين بالجهود العسكرية للبلاد.