تفاصيل جديدة بـ«هجمات بيجر».. تقنية معقدة ومتفجرات «سرية»
لا تزال ملابسات هجمات "بيجر" وأجهزة الاتصالات في لبنان، تتكشف يوما بعد يوم، لتبين كيف اُستخدمت تقنيات معقدة في تفخيخ هذه الأجهزة.
إذ قال مسؤولان أمنيان لبنانيان لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن إسرائيل فجرت أجهزة اتصالات حزب الله عبر إخفاء متفجرات داخل البطاريات.
وكشف المسؤولان اللذان يتابعان التحقيقات حول الجهة المصنعة لأجهزة الاتصال اللاسلكية وكيف شقت طريقها إلى جيوب حزب الله، أن تكنولوجيا هذه المتفجرات متقدمة للغاية لدرجة أنه كان من المستحيل تقريباً اكتشافها.
عملية مشتركة
وانفجرت آلاف أجهزة "بيجر" وأجهزة الووكي توكي التي يستخدمها عناصر في حزب الله الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 37 شخصاً على الأقل، بينهم أطفال، وإصابة ما يقرب من 3000 شخص، كثير منهم من المدنيين.
وعلمت "سي إن إن" من مصادر مطلعة أن الانفجارات كانت نتيجة لعملية مشتركة بين جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، الموساد، والجيش الإسرائيلي.
فيما اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، ضمناً بدور بلاده في اليوم التالي لهجوم أجهزة الاتصالات، مشيداً بـ"الإنجازات الممتازة التي تمت جنباً إلى جنب مع جهاز الأمن الداخلي، والموساد".
وقال أحد المصادر الأمنية اللبنانية للشبكة الأمريكية إن الطريقة التي تم بها إخفاء المواد المتفجرة داخل بطاريات أجهزة الاتصالات كانت متطورة للغاية بحيث لا يمكن اكتشافها، لكنه لم يوضح المزيد من التفاصيل حول نوع الفحوصات التي خضعت لها الأجهزة قبل دخولها البلاد.
فيما قال مصدر ثان رفيع المستوى، إنه فحص أحد أجهزة النداء التي تعرضت للاختراق، موضحا أن المادة المتفجرة كانت "مُثبتة" داخل بطارية الليثيوم الخاصة بجهاز النداء ولا يمكن اكتشافها تقريبًا.
وأضاف أنه لم ير شيئًا مثل هذا من قبل.
تقنية التفخيخ
بينما قال شون مورهاوس، الضابط السابق في الجيش البريطاني وخبير مكافحة الألغام، إن الأمر كان يتطلب صاعقا وشحنة متفجرة فقط لتسليح أجهزة النداء التي تحتوي بالفعل على المكونات الأخرى لأي عبوة ناسفة.
موضحا "كان لا بد من القيام بذلك بطريقة تجعلها غير مرئية، وإحدى الطرق للقيام بذلك كانت تعديل البطارية نفسها - زرع مفجر إلكتروني وشحنة متفجرة صغيرة داخل غلافها المعدني، مما يجعلها صعبة الاكتشاف بالأشعة السينية على سبيل المثال".
وقال خبراء آخرون راجعوا لقطات الانفجارات، إن المتفجرات بدت مخبأة في أجهزة النداء، مما يشير إلى هجوم متطور على سلسلة التوريد.
وتوافق ذلك مع التقييمات الأولية التي أجرتها السلطات اللبنانية. وقالت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، إن تحقيقًا أوليًا وجد أن أجهزة الاتصالات كانت مزودة بالمتفجرات قبل وصولها إلى البلاد، وتم العبث بها "بطريقة احترافية" من قبل "كيانات أجنبية".
وتابعت السلطات اللبنانية أن الأجهزة تم تفجيرها بإرسال رسائل إلكترونية إليها، وفقًا للرسالة التي اطلعت عليها شبكة "سي إن إن".
aXA6IDE4LjExNi44NS4xMDIg جزيرة ام اند امز