نتنياهو وشروط «اتفاق غزة».. أوراق ضغط لا تخلو من «العرقلة»
رغم تعقد الأوضاع بغزة، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طرح شروط على مسار التفاوض، يراها أقرب مسؤوليه "معرقلة".
وفي أوضح هجوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال مصدر أمني إسرائيلي مشارك في المفاوضات، إنه "يمكن التوصل إلى اتفاق رهائن في غضون أسبوعين لكن نتنياهو يضع العراقيل".
المصدر تابع في حديث للقناة الإخبارية الـ12 الإسرائيلية: "إصرار رئيس الوزراء على بناء آلية لمنع مرور المسلحين الفلسطينيين (إلى شمال غزة) هو (عرقلة) ستعطل المفاوضات لأسابيع".
وأضاف "بحلول ذلك الوقت (أي بعد أسابيع)، قد لا يكون هناك (من الرهائن) من تتم إعادته".
المصدر أوضح أنه يمكن "إعادة ما بين 20 و30 مختطفا أحياء، وهذا أمر في متناول اليد، إلا أن إصرار نتنياهو سيعطل المفاوضات لأسابيع.. قد لا يكون هناك من تتم إعادته" في النهاية.
أيام حاسمة
بدورها، قالت القناة الإسرائيلية: "دخلت مفاوضات التوصل إلى اتفاق رهائن، أياما حاسمة. ومع ذلك، تحذر مصادر مشاركة وعلى دراية بالمفاوضات من احتمال أن يمنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المفاوضات من النضج وصياغة الاتفاق النهائي".
ونقلت عن مصدر أمني رفيع المستوى، قوله: "هذه هي لحظة الحقيقة بالنسبة للمختطفين، لكنْ لدينا شخص يؤخر الصفقة"، في إشارة إلى نتنياهو.
ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على وضع آلية لضمان عدم عودة المسلحين إلى شمال غزة.
وتنص مسودات الاتفاق على أنه لن يكون هناك مرور للمسلحين، لكن نتنياهو مهتم بإنشاء آلية تجعل من الممكن تطبيق هذا البند.
القناة الإسرائيلية قالت: "يحذر المحترفون من أن إنشاء مثل هذه الآلية سيستغرق وقتا طويلا، وعلى أي حال ستكون هناك صعوبات في تنفيذها بسبب عدم القدرة على الإشراف. بالإضافة إلى أن حماس قد ترفض اتفاقا يتضمن مثل هذه الآلية".
وأضافت: "بالإضافة إلى ذلك، خلال المناقشات، حذر مسؤولون أمنيون من احتمال رفض الصفقة، وقتل مختطفين آخرين أثناء الحرب".
واستدركت: "طرق نتنياهو على الطاولة في أحد الاجتماعات وقال: أنا رئيس الوزراء وأنا أقرر".
عرقلة؟
بدوره، قال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي: "في مشاورات نتنياهو مع أعضاء الوفد الإسرائيلي المفاوض، أعرب عدد من الأعضاء عن تحفظات بشأن مطلبه الجديد".
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله، "هذا مطلب لم يكن في الاقتراح الإسرائيلي المقدم في 27 مايو (أيار). وليس من الواضح لماذا يثيره نتنياهو.. ستعرف مؤسسة الدفاع كيفية التعامل مع عودة المسلحين إلى شمال قطاع غزة".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي "مطلب رئيس الوزراء نتنياهو الجديد بمنع عودة النشطاء إلى شمال غزة قد يعرقل المحادثات حول صفقة المختطفين".
وأثيرت هذه المسألة خلال مشاورات رئيس الوزراء نتنياهو حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار يوم الخميس.
وقال الموقع الإسرائيلي: "أعرب بعض أعضاء فريق التفاوض عن تحفظات لنتنياهو بشأن مطلبه الجديد، قائلين إنه غير ممكن". ولكن مسؤول إسرائيلي كبير أشار إلى أن نتنياهو أبلغ أعضاء فريق التفاوض أنه يصر على هذا المطلب.
الموقع ذكر أيضا، "يعتقد بعض أعضاء فريق التفاوض أن مطلب نتنياهو تكتيكي، لأغراض التفاوض فقط، في محاولة للحصول على تنازلات إضافية من حماس، في ضوء رغبة الحركة في وقف إطلاق النار".
ولكن مسؤول إسرائيلي كبير لديه تحفظات على طلب نتنياهو، قال بدوره، إن هناك اتفاقا جيدا مطروحا على الطاولة ويمكن تحقيقه لكن الطلب الجديد بمنع النشطاء من العودة إلى شمال غزة "قد يعطل المحادثات".
ولكن مكتب رئيس الوزراء، عقب على هذا التقرير، قائلا: "ادعاء مصدر أمني مجهول حول إضافة مبادئ في التفاوض، كاذب ولا أساس له من الصحة".
وتابع "أصر رئيس الوزراء، ولا يزال يصر، على المواقف الثابتة وفقا لمخطط إعادة الرهائن.. حماس هي التي تحاول تغيير الخطوط العريضة، ورئيس الوزراء يعارض ذلك بشدة".
العائلات غاضبة
إلى ذلك، قالت عائلات الرهائن الإسرائيليين في بيان تلقته "العين الإخبارية": "ردا على تصريحات مختلف المسؤولين الأمنيين الذين يزعمون أن رئيس الوزراء يضع شروطا تحول دون التوصل إلى اتفاق، فإننا ننتظر أحبائنا لمدة 280 يومًا وليلة.. كل دقيقة هي مصيرية بالنسبة لنا وكل ثانية هي جحيم بالنسبة لهم".
وأضافت: "نحن نصرخ ونصدم من التصرف غير المسؤول الذي قد يتسبب في ضياع فرصة قد لا تعود أبدا. الآن أو لا"، متابعة "فبحلول الوقت الذي يعود فيه الجميع إلى رشدهم ويعملون معًا، قد لا يكون هناك من يعود" من الرهائن.
وتابعت العائلات: "نناشد رئيس الوزراء: نحن نقف وراء الصفقة. الآن حان دورك للوقوف وراء الصفقة التي طرحتها على الطاولة".
وفي وقت سابق اليوم، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية": "تقرير رويترز الذي يفيد بأن إسرائيل ناقشت إمكانية الانسحاب من محور فيلادلفيا هو خبر كاذب تماما".
وأضاف: "يصر رئيس الوزراء على بقاء إسرائيل على ممر فيلادلفيا. وقد أصدر تعليماته لفرق التفاوض وفقاً لذلك، وأوضح ذلك لممثلي الولايات المتحدة هذا الأسبوع، وأبلغ مجلس الوزراء الأمني بهذا المعنى الليلة الماضية".
4 شروط
وكان نتنياهو قد حدد أمس، 4 شروط للتوصل إلى اتفاق، وقال "بصفتي رئيس وزراء إسرائيل، ومن منطلق المسؤولية الوطنية، فأنا غير مستعد للموافقة على هذه المطالب. ولذلك، فإنني أؤيد بقوة 4 مبادئ ضرورية لأمن إسرائيل، وهي كما يلي:
- أي مخطط يجب أن يسمح لإسرائيل بالعودة إلى القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب.
- لن نسمح بتهريب الأسلحة إلى حماس من مصر، وبالدرجة الأولى عبر السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا ومعبر رفح.
- لن نسمح بعودة المسلحين ودخول العتاد الحربي إلى شمال قطاع غزة. بهذه الطريقة فقط سيتم الحفاظ على الإنجازات التي حققناها من خلال الحرب.
- أصر على إطلاق سراح الحد الأقصى لعدد الرهائن الأحياء في المرحلة الأولى من المخطط.