محلل إسرائيلي يكشف لـ«العين الإخبارية» سر دقة الضربات ضد حزب الله
عمليات اغتيال متزايدة تنفذها إسرائيل ضد قيادات بارزة في حزب الله، تبرز امتلاك تل أبيب كما كبيرا من المعلومات عن الحزب وقادته.
ووفق المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، آفي إييسخاروف في حديث لـ"العين الإخبارية" فإنه في فترة ما قبل الحرب في أكتوبر/تشرين الأول، ركزت أجهزة الأمن على استثمار الموارد من أجل جمع كم هائل من المعلومات الاستخبارية عن حزب الله".
وأضاف: "لقد كرست أجهزة الأمن جزءا كبيرا جدا من وقتها فقط من أجل جمع المعلومات عن حزب الله بما فيه مواقعه وقادته وتحركاتهم".
وتابع: "ما شهدناه خلال الأشهر الأخيرة من ضرب إسرائيلي لمواقع حزب الله في جنوب لبنان وحتى في عمق لبنان، هو نتيجة هذا الجهد الاستخباري".
وأشار إييسخاروف إلى أن "الجانب الإسرائيلي تمكن من الوصول إلى الكثير من المعلومات وهذا ما يفسر النجاحات خلال الأشهر الماضية من ضرب لمواقع وتصفية قادة".
ومضى قائلا "ولهذا، فإنه حتى في لبنان يستغربون عندما يضرب الجيش الإسرائيلي مواقع لم يكونوا يعلمون، أي السكان المحليون، أنها بالفعل تخص حزب الله، أو أشخاص تتم تصفيتهم مع تحديد مناصبهم العسكرية في حزب الله رغم أن عامة الناس لا تعرف هذه المناصب باعتبار أن التنظيم سري".
قبل أن يستدرك: "هذا لا يعني أن حزب الله لم يتحرك بدوره ولم يجمع المعلومات الاستخبارية التي يستخدمها في ضرب مواقع عسكرية إسرائيلية في شمالي البلاد".
موضحا "على سبيل المثال، فإن حزب الله يضرب مواقع ويقول إنها مواقع عسكرية رغم أننا نحن المواطنين العاديين لم نكن نعلم أنها مواقع للجيش".
وأضاف: "بالتالي، فإن كلا من إسرائيل وحزب الله نجح في تحقيق إنجازات في المعركة الاستخبارية بين الجانبين".
إهمال حماس
ولكنه اعتبر، أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية "أخطأت في تكريس كل جهودها لجمع المعلومات عن حزب الله واستخفت بحركة حماس".
واستطرد "على مدار سنوات طويلة، منذ 2006، ركز الجيش الإسرائيلي والاستخبارات على حزب الله وليس حماس ووفرت أجهزة الأمن كل الإمكانيات للوصول الى إنجازات استخبارية عن حزب الله".
وأضاف: "باعتقادي الشخصي، فإن أجهزة الأمن لو ركزت جهودها على حركة حماس، لما كان هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول على غلاف قطاع غزة قد حدث"، متابعا: "لقد تم التقليل من شأن حماس والتركيز على حزب الله ونحن اليوم نرى النتيجة".
المواجهة قادمة
إييسخاروف يرى أن "المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحزب الله قادمة ولكن ليس في ظل استمرار الحرب في غزة"، موضحا "بداية لنكون واضحين، إن حزب الله وإسرائيل لا يريدان الحرب الآن وهذا واضح وأكيد".
وأضاف: "بمرور 9 أشهر منذ بداية الحرب وفي ظل القصف المتبادل اليومي على طرفي الحدود الإسرائيلية واللبنانية، فإنه لا توجد حرب شاملة رغم توفر كل الأسباب للجانبين للذهاب إلى حرب شاملة".
وتابع: "بالمستقبل، إذا انتهت الحرب في غزة، فإنه من شبه المؤكد أن المواجهة العسكرية سوف تحدث، ذلك لأن قوات الرضوان التابعة لحزب الله موجودة على الحدود قرب إسرائيل ولا يوجد إمكانية لأن تقبل إسرائيل ببقاء قوات الرضوان قرب الحدود الإسرائيلية".
وأردف: "بالمقابل فإن حزب الله لن يقبل المطلب الإسرائيلي بسحب قوات الرضوان إلى ما بعد نهر الليطاني وهو يعتبر أن هذه منطقته".
المحلل الإسرائيلي يرى أن "الأزمة حول هذا الأمر (قوات الرضوان) ستندلع بعد نهاية الحرب على غزة وستتحول على الأرجح إلى مواجهة أكبر".
قبل أن يوضح "يقول حزب الله إنه لن يوقف إطلاق النار ما لم يتم وقف إطلاق النار في غزة، ومن الممكن أن يحدث وقف إطلاق نار غير رسمي، ولكنه لن يدوم طويلا".
وأضاف "في اليوم الذي ستنتهي فيه المعركة في غزة فإنه سيبدأ التجهيز للمعركة في لبنان".
aXA6IDEzLjU5LjEzNC42NSA= جزيرة ام اند امز