إسرائيل قبل الانتخابات.. أحزاب تولد وأخرى تختفي
تأسس حزب "أزرق أبيض" الإسرائيلي العام 2019 وانضم إلى الحكومة العام 2020 ويكاد يختفي قبيل انتخابات 2021.
وتعكس حالة الحزب، الذي أسسه الرئيس الأسبق لأركان الجيش بيني جانتس، واقع حال العديد من الأحزاب في إسرائيل التي ما تلبث أن تبزغ حتى تنتهي سريعا.
وقبيل الانتخابات الإسرائيلية، المقررة في الثالث والعشرين من مارس/آذار المقبل، فإن الساحة السياسية الإسرائيلية تشهد ولادة أحزاب جديدة ووأد أخرى.
بالإجمال يحافظ اليمين الإسرائيلي على قبضته على الكنيست من خلال أحزاب قائمة وأخرى جديدة، ولكن قوة أحزاب الوسط واليسار تتلاشى تدريجيا.
وشهدت الأسابيع الأخيرة ولادة حزب "أمل جديد" اليميني بقيادة المنشق عن حزب "الليكود" جدعون ساعر، و"الإسرائيليون" اليساري بقيادة رئيس بلدية تل أبيب رون حولدائي.
كما أعلن القيادي السابق في حزب "هناك مستقبل" الوسطي المعارض عوفير شيلح عن تأسيس حزب جديد.
ويخسر حزب "الليكود" بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من بعض قوته نتيجة ولادات الأحزاب الجديدة، ولكن الخاسر الأكبر هو حزب "أزرق أبيض" الذي يكاد يختفي وحزب "العمل" التاريخي الذي يختفي نهائيا.
وهذا ما عكسته نتائج استطلاع جديد للرأي العام نشرته إذاعة (FM103) الإسرائيلية، اليوم الأربعاء.
واستنادا إلى الاستطلاع فإنه لو جرت الانتخابات اليوم يحصل حزب "الليكود" على 26 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ120.
ويحصل حزب "أمل جديد" اليميني، بقيادة ساعر، على 17 مقعدا، وتحالف "يمينا" اليميني على 13 مقعدا، يليه حزب "هناك مستقبل" الوسطي المعارض بحصوله على 12 مقعدا وهو عدد المقاعد ذاته الذي ستحصل عليه القائمة العربية المشتركة المعارضة.
وتشير النتائج إلى حصول حزب "الإسرائيليون"، بقيادة حولدائي، على 8 مقاعد وحزب "شاس" اليميني على 8 مقاعد، وحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض على 8 مقاعد يليه حزب "يهودوت هتوراه" اليميني على 7 مقاعد.
ويحصل حزب "ميرتس" اليساري المعارض على 5 مقاعد يليه أخيرا حزب "أزرق أبيض" برئاسة جانتس الذي يحصل على 4 مقاعد فقط.
فيما لن يتمكن حزب "العمل" من تجاوز نسبة الحسم المطلوبة للتمثيل بالكنيست.
وعلى الرغم من اختلاف توجهات الأحزاب الجديدة ما بين يميني ووسطي ويساري فإن ما يجمعها هو رفض المشاركة بأي حكومة يترأسها بنيامين نتنياهو.
فحولدائي، 78 عاما ويرأس بلدية تل أبيب منذ 22 عاما، هو من أنصار حزب "العمل" الوسطي الذي تتلاشى قوته منذ سنوات.
وأشار في بيان، الإثنين، إلى أن "مئات آلاف الإسرائيليين يشعرون أن لا بيت لهم في النظام السياسي الحالي، نحن سنرفع رؤوسهم ونعيد لهم الأمل".
أما شيلح فقال، خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: "إسرائيل موجودة في مفترق طرق مصيري، والانتخابات القريبة ستحسم إذا كنا سنستمر بالعيش تحت حكم فاشل وعفن أخلاقيا، أم سننهي الأزمة السياسية الطويلة".
بدوره، أعلن ساعر مرارا الأيام الأخيرة أنه لن ينضم إلى حكومة يترأسها نتنياهو.
وقال رئيس تحالف "يمينا" وزير الدفاع السابق نفتالي بينيت إنه سيعى إلى رئاسة الحكومة الجديدة.
وتفرض التركيبة الجديدة للكنيست القادم تحديات عديدة على نتنياهو إذا ما أراد تشكيل حكومة نظرا لوجود العديد من الأحزاب القوية التي ترفض توليه المنصب.
ويسبق الانتخابات الإسرائيلية انطلاق أعمال المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس بالنظر في الملف الموضوع أمامها ضد نتنياهو بتهم الاحتيال والرشوة وإساءة الأمانة.
ويرى مراقبون إسرائيليون أن نتنياهو سيعى بكل قوة إلى تأجيل أعمال المحكمة حتى لا يخسر المزيد من الأصوات في إسرائيل.
وستكون الانتخابات القادمة في مارس/آذار المقبل الرابعة في غضون عامين بعد الانتخابات التي جرت في مارس/آذار 2019 ثم سبتمبر/أيلول ولاحقا في إبريل/نيسان.