احتجاجات فساد نتنياهو.. عنف ينذر بـ"فلويد" جديد
المتظاهرون اشتكوا من عنف الشرطة وأنصار نتنياهو الذين اعتدوا عليهم بالضرب وألقوا عليهم الزجاجات والكراسي ورشوهم برذاذ الفلفل
للمظاهرات التي يعلو صوتها فى إسرائيل مطالبة باستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وجه آخر يرسم عنف الشرطة وأنصار الرجل الذي تحاصره تهم الفساد.
مشاهد أعادت للأذهان صورة جورج فلويد الذي مات مختنقا تحت ركبة شرطي، في حادثة أججت نيران الاحتجاجات في الولايات المتحدة.
وقال إسرائيليون إن الشرطة استخدمت القوة ضدهم، لدى تظاهرهم مساء أمس، قبالة منزل وزير الأمن الداخلي أمير أوهانا في تل أبيب، قبل أن يهاجمهم أنصار حزب (الليكود) الذي يتزعمه نتنياهو.
وروى المتظاهرون أن أنصار نتنياهو اعتدوا عليهم بالضرب وألقوا عليهم الزجاجات والكراسي ورشوهم برذاذ الفلفل، ما أدى إلى إصابة 5 من المحتجين بجروح متفاوتة بينهم اثنان أصيبا طعنا.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن أحد المتظاهرين: "لقد ضربونا بالكراسي وألقوا علينا الزجاجات وسفكوا الدماء".
"فاميليا"
في هذه الأثناء، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المهاجمين هم أعضاء في نادي فريق "بيتار القدس" لكرة القدم المعروفين بلقب "فاميليا" وهم من أنصار اليمين الإسرائيلي.
بالمقابل، قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها إن قواتها اعتقلت 4 من المتظاهرين بسبب "انتهاك النظام العام والاعتداء على عناصر الأمن".
وتقض المظاهرات في القدس الغربية وتل أبيب مضاجع رئيس الوزراء الإسرائيلي وحزبه (الليكود)، مع تزايد أعداد المشاركين فيها خاصة من فئة الشباب.
واحتج المتظاهرون على تصريحات منسوبة إلى وزير الأمن الداخلي لوح فيها باتخاذ إجراءات للحد من أعداد المتظاهرين وخاصة قبالة مقر إقامة رئيس الوزراء بالقدس الغربية ومنزله الشخصي في مدينة قيساريا.
ونشر المتظاهرون صورا تظهر عناصر من الشرطة وهم يحملون المتظاهرين أثناء اعتقالهم أو استخدام القوة ضدهم بوضع الأقدام والرُكب على رقابهم.
ولم تسجل أي إصابات خلال اعتقالات الشرطة للمتظاهرين، ولكن أعداد المعتقلين خلال الأسابيع الأخيرة تجاوزت الـ100.
وتستخدم الشرطة الإسرائيلية خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين وهي وسيلة عادة لا تؤدي إلى وقوع إصابات.
لكن لوحظ خلال الأسبوع الأخير وصول أنصار من (الليكود) إلى أماكن التظاهرات والاعتداء على المتظاهرين بالضرب أمام أعين الشرطة التي لا تحرك ساكنا.
نتنياهو في مرمى الهجوم
وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية عضو الكنيست يائير لابيد، إن نتنياهو هو المسؤول عن العنف وسفك الدماء في مظاهرة الأمس.
وأضاف لابيد مشيرا إلى نتنياهو "إنه يحرض ويقودنا إلى حرب أهلية.. مشكلتنا الكبيرة هي أن أحد أكبر الكارهين في إسرائيل يجلس في مكتب رئيس الوزراء".
ووجه إسرائيليون الدعوات إلى حزب "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع بيني جانتس للانسحاب من الحكومة من أجل إسقاطها.
غير أن جانتس قال في تغريدة " يجب القبض على مهاجمي متظاهري الأمس ومعاقبتهم. لن يقوم أحد بإسكات الاحتجاجات في إسرائيل طالما نحن هنا".
في المقابل، لم تظهر مؤشرات على أن حزب جانتس سينسحب من الحكومة فعلا.
وزادت نقمة المتظاهرين الإسرائيليين بعد تصريحات لنائب وزير الأمن الداخلي عضو الكنيست جادي يفركان، قال فيها إن "المحتجين أمام منزل رئيس الوزراء في شارع بلفور فقدوا قداستهم".
من جهته، قال القائم بأعمال المفوض العام للشرطة، موتي كوهين إن مهمتهم هي "توفير حق الاحتجاج لجميع المواطنين وفق القانون"