احتجاجات الأسبوع الـ23 في إسرائيل.. الدم العربي ليس رخيصا
للأسبوع الـ23 على التوالي تواصلت الاحتجاجات في إسرائيل على خطة الإصلاح القضائي الحكومية، لكنها ركزت الليلة على ضحايا العنف في المجتمع العربي.
بدقيقة صمت على أرواح ضحايا العنف بدأ المحتجون وقفتهم، التي رفعوا خلالها لافتة ضخمة كُتب عليها "الدم العربي مش رخيص"، في إشارة إلى ضحايا الجريمة التي يقول المواطنون العرب، الذين يشكلون 20% من سكان الدولة، إن الحكومة غير جادة في إنهائها.
ويوجه العرب الاتهام إلى الشرطة بعدم الجدية بإلقاء القبض على المجرمين والتساهل في تهريب السلاح إلى الوسط العربي، وعدم تقديم لوائح اتهام ضد القتلة، إلا أن الشرطة تنفي هذه الاتهامات.
وكان 5 مواطنين عرب قتلوا قبل يومين في واحدة من أصعب الجرائم التي تجتاح المجتمع العربي منذ عدة سنوات.
وقدرت محطات التلفزة الإسرائيلية بأن نحو 90 ألفا شاركوا في الاحتجاج الذي نظم في مدينة تل أبيب، فيما احتج عشرات آلاف آخرين في العديد من المدن والبلدات الأخرى.
وقال المنظمون إن الاحتجاجات جرت مساء السبت في 150 موقعا في إسرائيل، وحمل متظاهرون لافتات كُتب عليها: "100 قتيل منذ بداية العام وصفر لوائح اتهام"، متضمنة أسماء الضحايا العرب.
وكانت فتاة عربية قتلت قبل ساعات قليلة من بدء الاحتجاجات ما رفع عدد الضحايا إلى 101، ورفع المتظاهرون في تل أبيب لافتات كتب عليها "مواطن ميت"، والتي تبدو باللغة العبرية مشابهة لـ"مواطن من الدرجة الثانية"، في إشارة إلى المواطنين العرب.
وحصدت الجريمة أرواح 101 عربي منذ بداية العام الجاري مع توجيه الاتهام إلى الشرطة والحكومة الإسرائيليتين بعدم الجدية في وقف تدفق السلاح إلى المجتمع العربي وعصابات الإجرام، وكتبت أسماء جميع ضحايا الجريمة في المجتمع العربي باللغة العبرية.
وقال النائب السابق عن حزب العمل وأول وزير إسرائيلي مسلم من العرب غالب مجادلة في المظاهرة التي نظمت في حيفا بعد دقيقة صمت: "الحكومة الحالية لن تجلب لنا الراحة في أي من مجالات الحياة، ليس في تكلفة المعيشة ولا في أمن مواطنيها وبالتأكيد ليس فيما يتعلق بالانقلاب القضائي، هذا لأن أولوياتها تختلف عن أولوياتنا".
وأضاف: "حمام الدم في المجتمع العربي لا يهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وهو يستخف به، أما وزير المالية بتسلئيلسموتريتش فهو مشغول في توسيع البناء في المستوطنات على الأراضي المحتلة".
من جهته، قال رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك في الاحتجاج الذي نظم في حيفا: "نحن مصممون وسننقذ الديمقراطية، نتنياهو يدرك أنه إذا حاول مرة أخرى تمرير الإصلاح القضائي، فسوف يصطدم بجدار حديدي".
وأضاف: "لم نفز بالمعركة بعد، ليس هذا هو الوقت المناسب للوقت المستقطع، يجب ألا نقع في الأوهام، يجب تكثيف الاحتجاج وإنهاء المفاوضات على الفور"، في إشارة إلى محادثات التسوية برعاية الرئيس إسحاق هرتسوغ بين الحكومة والمعارضة.
وتابع باراك: "يجب أن يشتد الاحتجاج ويتجه نحو انتفاضة مدنية. عصيان مدني غير عنيف".
أما في مظاهرة تل أبيب فقد قال ثابت أبوراس، المدير التنفيذي المشارك لمنظمة مبادرات إبراهيم العربية اليهودية: "جئت إلى هنا هذا المساء للحديث عن الكارثة الرهيبة التي يعيشها مجتمعنا، دماء العرب رخيصة.. حياتنا لا قيمة لها في نظر الحكومة".
وتساءل: "ما الذي تنشغل به الحكومة بينما مجتمعنا ينزف وينهار؟ الإصلاح القضائي الذي سيكون العرب أكبر ضحية له"، مضيفا: "نحن الضحايا المباشرون للإهمال.. للجريمة".
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjQyIA== جزيرة ام اند امز