دعوة شومر تثير عاصفة في إسرائيل.. لسنا جمهورية موز
تحولت دعوة زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأمريكي لإجراء انتخابات في إسرائيل إلى عاصفة سياسية بين مختلف الأحزاب الإسرائيلية.
فقد جاءت دعوة جاك شومر ككتلة اللهب التي تندفع وسط الهشيم، كاشفة عما وصلت إليه العلاقات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودوائر صنع القرار المختلفة في الولايات المتحدة من جهة، وفي نفس الوقت الخلافات الداخلية في إسرائيل.
وكان جاك شومر صرح أنه يعتقد أن إجراء انتخابات جديدة هو السبيل الوحيد للسماح بعملية صنع قرار صحية ومفتوحة بشأن مستقبل إسرائيل، في وقت فقد فيه كثير من الإسرائيليين ثقتهم برؤية حكومتهم واتجاهها.
فماذا كانت ردود الأفعال الإسرائيلية؟
زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد كان من أوائل المتفاعلين مع تصريحات شومر، إذ كتب عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، قائلا إن خطاب السيناتور تشاك شومر دليل على أن نتنياهو يخسر واحدا تلو الآخر أكبر مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة.
- أمريكا وإسرائيل.. محطات في علاقات حليفين (تسلسل زمني)
- نتنياهو «يغرق» في حرب غزة.. واشنطن تفتح النار والسفير يرد
ويرى لابيد أن الأسوأ أن نتنياهو يفعل ذلك عن قصد، متهما إياه بأنه يلحق ضررا فادحا بالجهد الوطني لكسب الحرب والحفاظ على أمن إسرائيل.
ووصف شومر، الذي كان من أشد المؤيدين لإسرائيل، نتنياهو بأنه «عقبة رئيسية أمام السلام»، قائلا إنه "يرضخ في كثير من الأحيان لمطالب المتطرفين".
لسنا جمهورية موز
على عكس لابيد، جاءت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت رافضة لتصريحات زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأمريكي، إذ قال إنه بغض النظر عن رأيه السياسي، فإننا "نعارض بشدة التدخل السياسي الخارجي في شؤون إسرائيل الداخلية".
وأضاف بينيت، عبر منصة "إكس" قائلا: "نحن دولة مستقلة، ولسنا جمهورية موز".
أما حزب "الليكود" الذي يقوده نتنياهو فقال في بيان إن "إسرائيل ليست جمهورية موز بل ديمقراطية مستقلة وفخورة انتخبت رئيس الوزراء نتنياهو، الذي يقود سياسة حازمة تدعمها أغلبية ساحقة من الشعب".
نتائج عكسية
بدوره، انتقد مايكل هرتسوغ السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة تصريحات شومر، قائلا إن إسرائيل دولة ديمقراطية ذات سيادة، معتبرا أنه من غير المفيد التعليق على المشهد السياسي الداخلي لحليف ديمقراطي في ظل الحرب مع حركة حماس.
وشدد على أن مثل هذه الانتقادات تؤدي إلى نتائج عكسية للأهداف المشتركة بين واشنطن وتل أبيب.
وقال شومر، في كلمة ألقاها من قاعة مجلس الشيوخ الأمريكي، إنه يجب أن يكون هناك نقاش جديد حول مستقبل إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مضيفا أن "أفضل وسيلة لتحقيق ذلك هي إجراء انتخابات".
ويرى السياسي الأمريكي البارز أن نتنياهو "ضل طريقه بالسماح لبقائه السياسي بأن يكون له الأسبقية على المصالح الفضلى لإسرائيل".
ومنذ بداية الحرب في قطاع غزة قبل أشهر من نهاية العام الماضي، خرجت تسريبات تشير إلى أن الإدارة الأمريكية ودائرة صنع القرار في واشنطن ترى أن نتنياهو انتهى، وأن استمراره في السلطة مسألة وقت.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OSA= جزيرة ام اند امز